سعيد البكاء
بدءاً ادعوا الله ان لايجعل لمحتاج حاجة لدى وزارتي التربيه والصحه . خصوصاً ان كان هذا المحتاج يطلب عمل (وظيفه) , فلدي تجربة مريرة مع هاتين الوزارتين لااتمناه . حتى لعدوي !قبل ثلاثة سنوات تخرجت ابنتي من كلية الاداب (علم نفس)ومنذ اول يوم بعد تخرجها وانا في حالة استنفار , حيث اقلب الصحف كل يوم , عسى ولعل ان اجد فيها اعلاناً يخص التعيين .. وكثيراً ماقرأت اعلانات من هذاالنوع وهرعت الى اقرب وزارتين لاختصاص ابنتي, ولكني كل مرة اعود خالي الوفاض حزيناً!ولنبدأ مع وزارة التربيه وهي الوزارة التي لاتعيّن احداً الا ان يكون احد الاحزاب الحاكمه قد (زكاه ) ! والذي لم يستطع الحصول على ( التزكيه ) هذه, عليه ان يلجأ الى من هو اقوى من الاحزاب الحاكمه كلها , وهو( سيدنا جميعاً) و(اغاتنا) ورمز عزتنا السيد الدولار ( دام ظله الوارف على الحاكمين )! ففي وزارة التربيه وحسب ماعرفته من خلال مراجعاتي الطويله , لاقيمه للاختصاص ولالسنة التخرج ولالذكاء المتقدم .. تلك المعايير لم تعد لها قيمه في ( العراق الديموقراطي الاتحادي) ! فالتعيّن في التربيه يعتمد على امرين: الاحزاب الحاكمه وحصتها ,ومن ثم الدولار ! وقد حاول الوزير الحالي ان يجد فرصة لمن لاعشيرة حزبية له ولا دولار عنده .. ففشل , وفكر ثم رضى بحصته , وترك الخلق للفاسدين في وزارته الذين ورثهم من سابقيه, ممن لايخافون الله . اماتجربتي في وزارة الصحه فأمر وادهى! وعلى الرغم مانسمع من صولات للمفتش العام فيها في ملاحقة المزورين ! الا انه , ولامرة واحدة لاحق الفاسدين الذين يبيعون الوظيفه لطالب التعين! ومنذ ثلاثة سنوات وحتى يومنا هذا لم احصل على درجة تعين لابنتي لاني مقطوع من شجرة , فلا انا منتم الى الحزب الحاكم , ولاانا كردياً فالتعيين نصفه على الاقل , لهذين الطرفين ..اما النصف الثاني فهو للمرتشين. وتعالوا اسمعوا معي هذه الحكايه : في العام الماضي قدمت ابنتي طلباً للتعين في وزارة الصحه بعد ان اعلنت الوزارة عن وظائف للمتنافسين . وحدد للمتقدمين موعداً للمقابله . وعند حلول الموعد لم تقابل ابنتي ولا العديد من الخريجين المتقدمين من غير ذوي الاختصاصات الطبيه . وحددوا لنا موعد اخر. وراجعنا في يوم الموعد الجديد للمقابلة , ولكن بدلاً من مقابلة اللجنه المختصه للتعين وجدنا قوائم بأسماء الفائزين ! ولم تكن ابنتي وكثيرات غيرها ضمن تلك القوائم ! وحين سألت ابنتي بعض زميلاتها اللواتي فزن , قلن لها بأنهن دفعن ثلاث ملايين دينار لشخص في الوزارة وهو الذي دبر لهن امر التعين من دون مقابله ! وقد توصلت بعد هذه الصدمه ان تكافؤ الفرص الذي يتحدث عنه كبير المسؤولين ماهو الا كذبه ساذجه!!
https://telegram.me/buratha