بقلم: اسراء الفكيكي
من اين ابدى واين انتهي؟ حقا انه واقع مرير، واقع ولّد سلسلة طويلة من القيود والمجاملات والاعراف التي قد تكون في الكثير من جوانبها سلبية على هذا الكائن اللطيف الذي صيّره الله على هذه الارض ليبنيها ويستخلف فيها خالقه، لا ان يفسد فيها ويسفك الدماء، ليقف (يوم وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) (سورة البقرة) بين يدي ربه ناصع الضمير والقلب والسريرة. قد تستغربون اسباب مقدمتي هذه لكني اطمأنكم بانها لاتبتعد سادتي القراء عن تبيان حقيقة ما اراده لنا رب العزة وما نريده نحن، فهو الذي اوصى من يهمه الامر بـ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وصية استغرب بالتزامي بها انا الانسانة الضعيفة التي تفرض علي واجب المسؤولية اعانة امي العاجزة واختي الصغيرة واعمل نهارا جهارا من اجل توفير لقمة الحياة الكريمة لهما من مأكل وملبس ومشرب ومسكن، في حين يتخلى من تقلد زمام الامور السياسية وقيادة دفة الحكم عن جزء كبير من اعالة شعب ارهقته عقود الحروب الصدامية والارهاب التكفيري الباطل، مسؤولية قد تكون صعبة لكنها لاتتناسب مع حجم الوعود والتعهدات المقطوعة طوال السنوات الماضية التي قد تنطلي على بعض اصحاب العقول الساذجة متناسيا حقيقة انه مسؤول امام الله (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). قلب حنين يعطف على الكبير والصغير، همه تغيير واقع مرير معاش منذو سنوات. فالعراقيون مازالت عيونهم ترنو صوب من يحقق لهم اسباب تحقق الحقوق الى واقع وليس بقائها مجرد احلام. سيما ونحن نعيش ذروة الحملة الانتخابية التي يجب ان توقف المواطنين على حقيقة ومهمة معرفة من قدم ؟ وماذا قدم؟ وبالطبع على مختلف الصعد السياسية والخدمية والمعيشية وحتى الامنية التي انهارت هي الاخرى لتجعل جميع ايام العراقيين حمراء من دون استثناء. اعتداءات ارهابية مجنونة تجاوزت كل انواع السيطرات المشددة والخطط الامنية لتجد طريقها الى حياة العراقيين في البيوت والمنازل والاسواق والمدارس والكنائس والمساجد والحسينيات.قد تستغربون ايضا اسباب نقلي لهذه الصورة القاسية والحقيقية ولكني لااكتمكم السر اذا قلت انها نتيجة افراز لقاء حميمي جمعني باحدى زميلات ايام الدراسة التي استوقفتني بعد فراق دام سنوات، لقاء قد دفعني لان اجلس امام الحاسوب طويلا لانقل لكم معاناة شابة سرقت ايام المحنة زهرة شبابها وجعلتها تكد على ام واربع اخوة صغار بعد ان ذهب والدهم المسكين ضحية احدى الاعتداءات الارهابية لترميها الايام القاسية على عتبة حياة مريرة. بابتسامتها المعذبة استقبلتني لتدعوني الى زيارتها في بيتها الجديد وبالحاح شديد، استجبت لهذه الدعوة الكريمة وكل ظني ساقف على عتبة بيت تستحقه هذه الانسانة المثابرة وعائلتها الكريمة، لكن الدهشة كانت بانتظاري، بيت من الصفيح المملوءة بطين العراق لايحمي من حر الصيف ولابرد الشتاء. دخلت الى هذا البيت لاجد نفوس محطمة ارهقها ظلم الايام والظالمون، فتاة كانت هي الداعم الاساس لي معنويا ايام الدراسة العصيبة، كانت المحفز لي لمواصلة مشوار التعليم، لاجدها فيما بعد هي المحطمة العاجزة المرهقة، اين اشراقة ابتسامتك اختاه؟ سالتها،، فاجابت: ذهبت يا اسراء مع الذين ذهبوا ضحية لحسابات خاطئة. اين عزمك في مواصلة الدراسة وانتي الاشطر والاكفأ في جميع المواد الصعبة حتى الحاسوب والمنطق وباقي المواد؟ اجابت:- انهارت العزيمة واصبحت اطلالا يبكي عليها الراحلون يا صديقتي. نعم كنت كما تقولين مفخرة للاهل والاقارب وحتى الاساتذة والاصدقاء. هنا وجدت مهمتي صعبة للغاية في اقناعها في مواصلة مشوار الحياة بكل طقوسها وترانيمها والامها. فكيف اذن سادفعها باتجاه من يجب ان تختار في الانتخابات المقبلة؟ مهمة صعبة للغاية. حفزت نفسي على ان اسالها فكان الجواب كما توقعت. لن اشارك. قلت لماذا؟ قالت: وما الفائدة؟ واختار من وانا الذي تخلى عني الجميع في محنتي العصيبة؟ انا واحدة من ضحايا هذه الارض؟ ضحايا مازالوا يبحثون عن منقذ؟ قلت لها: ساعطيك امل بوصول الفرج زميلتي. ابتسمت فناولتها كراس برنامج ائتلاف المواطن بلونه الزيتي الاصفر. طالبتها بعدم الاستعجال بل قراءة البرنامج قبل اتخاذ اي قرار. اجابت سمعا وطاعة. غادرتها وكل امل بان تجد مفردات ذلك البرنامج الوطني السبيل الى قلبها المحروم. وكم هناك من يشترك معها في احوالها العصيبة شكلا ومضمونا؟ الجواب عندي: مئات الالوف طبعا سادتي الكرام.
https://telegram.me/buratha