صباح الرسام
العلامات الفسفورية التي توضع في الطرق لغرض الدلالة والارشاد والتحذير ويستفاد منها في الظلام اثناء اصطدام الضوء فيها فينعكس منها الضوء وتوضع في اماكن عدة وفي الاغلب توضع للسيارات كي تنبه السائق بان هناك تحويلة او منعطف او هناك جسر او هناك حفرة الخ ، وهذا الفسفورة تضيئ في حال وجود مصابيح مضيئة ( لايت ) من السيارة تجعل الفسفورة تضيئ اما اذا لم تكن هناك مصابيح مضيئة من السيارة فلا يستفاد من هذه الفسفورات لانها لاتعكس الضوء وستكون الحوادث مؤسفة .
الانسان كذلك يحتاج الى دلائل وارشادات كي يسير في الاتجاه الصحيح ويحافظ على حياته او صحته او فكره او يحافظ علاقاته الاجتماعية فان وجدت الدلائل والارشادات والتحذير ووجد التفكر فيها فهو يسير بالطريق السليم الذي ينجيه من المخاطر اوالافكار اويحافظ على علاقاته الاجتماعية ، وهذا ايضا يحتاج الى ان الانسان يملك ثقافة التفكير في الامور ، فان وجد التفكير ولم توجد الدلائل والارشادات سيتعرض الى الكثير من الاضرار والاخطاء ، اما اذا وجدت الدلائل والارشادت وهو لا يملك ثقافة التفكير فلا توجد فائدة من الارشادات او الدلائل التي ترشده الى الطريق السليم او تمنعه او تحذره من السير في الطريق الخاطئ .كم من مشكلة اجتماعية حدثت بسبب عدم وجود التفكير رغم وجود الارشادات والدلائل التي تحذر من الشروع في امر ما ، كأن يكون الزواج الغير متكافئ بسبب فارق العمر الذي ينتهي بمأساة ، او بسبب الزواج المبكر ايضا بمجرد نزوة مراهقة وعند البلوغ تختلف المشاعر لدى الطرفين وهؤلاء يكون تفكيرهم محدود ، وكم من ارشادات ونصائح ودلائل موجودة بخصوص الزواج فلو تتبع ستنجح حياة الطرفين يعني نجاح الاسرة .لكن هناك من يمتلك التفكير السليم والثقافة الواسعة الا ان رغم وجود الارشادات والنصائح الا انه سيفتقد الاثنان وهذا ينطبق على من يعشق فالعشق احيانا يجعل المرء اعمى واصم بسبب تغلب العواطف والاحاسيس على العقل وكلما كان العشق قويا كلما كان السير في المجهول او التيهان اقوى .حتى في المسائل الدينية نجد هناك ايات قرآنية واحاديث نبوية و دلائل وارشادات وكتب وخطب ونجد الكثير ممن يسير بالاتجاهات المخطئة فترى المتطرف يقتل ويذبح والسبب في تطرفه عدم امتلاكه العقل الذي يميز بين النهج الصالح والنهج الطالح ، التطرف سبب دمار الامم فلو ان المتطرف فكر ونظر للمناهج السلمية لما وصل الى هذا الحال .كما ان عالم الاجرام له الكثير من الفسفورات والتي تعني الموانع والارشادات والنصائح والقوانين الصارمة تحذر من ارتكاب الجريمة لكن نجد الكثير يخالفها ويرتكب الجريمة فلو ملك العقل الذي يفكر فيه لما ارتكب الجريمة .حتى في الامور السياسية تكون الفسفورات عبارة عن انجازات واخفاقات فان كان الوضع الاقتصادي والامني والخدمي والسياسي جيد فهذا يعني ان الادارة جيدة اما اذا كان العكس فهذا يعني ان الادارة غير جيدة وغير كفؤة فلو نظرنا للوضع الاقتصادي ومتوسط دخل الفرد فهذا يكون مقياس الاقتصاد ويكون المعيار هو المواطن ، والمقياس الخدمي يكون وجود خدمات جيدة ، اما الوضع الامني سيكون مقياسه شعور المواطن بالامان على حياته وممارسة عمله بدون أي قلق ، اما الوضع السياسي فيقاس بعلاقة الادارة بالاطراف السياسية الاخرى والعلاقات الدولية .وهذه الايام نرى الفسفورات الانتخابية كثيرة وفيها الجيدة والسيئة وكل يدعي انه الافضل لكسب صوت الناخب وهناك فسفورات حمراء وهناك خضراء فالحمراء وجود فساد اداري او مالي او تورط في دم العراقيين على هذاالمرشح او الجهة التي ينتمي اليها والفسفورة الخضراء تشير الى انجاز او ادارة نزيهة لهذا المرشح والجهة التي ينتمي اليها واليوم كثرة الدعايات الانتخابية تحتاج الى وقفة من قبل العراقيين للتفكير في البرنامج الذي يطرح من هذه القائمة او الكتلة او الحزب لكي يعرف من الذي يستحق صوته فان فكر جيدا سيختار الفسفورة الجيدة امام اذا صوت بدون تفكير وبدون معرفة برامج المرشح او القائمة الكتلة او الحزب فهذا يعني ان الفسفورات الدعائية لا تنفع مع هذا الناخب , ومن على شاكلته .
https://telegram.me/buratha