محمد المياحي
إن قيمة الشخص وكرامته هي من المقدسات الذاتية للفرد , وتعتبر هي الوجه الحقيقي له , ومعرفة الذات تحتاج أحيانا مرجعة ومحاسبة , لا يوجد شخص يتصف بالكمال , لكن لا احد يقبل ان يوصف بأن خلل ما بشخصيته , وبما ان طبيعة الفرد العراقي عاطفي , يميل للعشيرة ويتعصب للمنطقة , ويتصرف بردود فعلية عكسية أحيانا , تؤثر على شخصه وسمعته , وربما لبساطة الفرد العراقي , يعتبره او يسميه الآخرين انه "ساذج", او غير واعي وليس مهتم بالأمور العامة , ربما طبيعة الظروف التي مر بها العراق خلال العقود الماضية , هي من أثرت بشكل مباشر على سلوك وبنية الفرد العراقي , لكن ثمة مواصفات ومميزات لذلك الفرد , لا يملكها احد من المجتمعات الأخرى , وهي الغيرة والطيبة والصدق , وهذه الصفات نادرا ما تجدها في مجتمع ما , ليس عيبا ان تكون متواضعا وليس لديك شهادة ما , لكن العيب ان تكون لديك تلك المؤهلات , ولا توجد لديك المبادئ , نعم اليوم نحن بأمس الحاجة لمعرفة ذواتنا وشخوصنا وبتجرد , بعيدا عن الضغوط والميول والمؤثرات , وأفضل شيء نقيم به شخوصنا , هو ممارسة حقنا في الانتخابات , لأنه حق شخصي , وهنا تتجلى وتتضح قيمة الفرد بماهية اختياره , لأي شخص ولأي قائمة , لان الاختيار سيكون ذاتيا وفيه تعرف قيمتك ومكانتك بما تختار , ان تم الاختيار بلامبالاة وفوضوية وعدم التمحيص والتأكد , فذلك ينعكس على شخصيتك وعقيلتك , ان اختيار الأفضل وتحكيم العقل هي مقومات لابد ان يتحلى بها الفرد العراقي , لذلك كثيرا من المرشحين والقوائم يرفعون شعارات براقة وملونه ويتكلمون بأمور هم غير مؤمنون بها , فعملية الاختيار يجب ان تكون واعية ومتحضرة لان من تعطيه صوتك ليس أفضل منك بشي , وتذكر دائما انك أنت صاحب القرار , ولا احد يتحكم بك ,فيجب على من ينتمون لوطن عريق وعراق ان ينتبهوا ويعملوا على التغيير الايجابي وليس التغيير السلبي , لان الوطن والمواطن بأمس الحاجة لصوت يضمن حقوق الفرد والمجتمع ,لنا وقفة مع الذات ومع الضمير الوطني الذي لا يتأثر بمتاهات السياسة الغير منضبطة , وكما يقول أفلاطون , الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار. فلابد ان لا يحكمنا الأشرار وان لا يخدعونا بما يرفعونه من شعارات لا يشعرون بها .
https://telegram.me/buratha