بقلم/ سامي العبودي
شهدت الساحة العراقية خلال الايام القليلة الماضية حربا انتخابية شرسة استخدم فيها كافة فنون القتال السياسي وحشد لها جميع أصناف المعدات والآليات الدعائية حتى بات أثرها جليا وواضحا على الشارع العراقي لاسيما للقوائم المتنفذة وصاحبة القرار السياسي في البلاد حتى انه لايكاد يخلو زقاق اوساحة اوعمود للانارة اوجسر للمشاة من مئات الملصقات والبوسترات الدعائية كل ذالك على مرأى ومسمع من روءساء الكيانات والأحزاب الكبيرة وذات النفوذ والسلطة الواسعة .المواطن العراقي يدرك شراسة القتال السياسي الدائر الان في البلاد وان الحرب الانتخابية الحامية الوطيس هذه لم يبقى منها الا ساعات معدودة لتنهي هذه الحرب الشعواء لتخلف مئات الالاف من الضحايا من الإعلانات والبوسترات وكذالك المئات من المساكين من أبناء العراق والذين يذهبون قتلا بالمفخخات من جراء هذا القتال السياسي .الرهان على الدم العراقي مسموح فيه ولكن الرهان على مقاعد الحكم ذنب لايغتفر في شريعة السياسة .يوم دامي يذهب ضحيته أكثر من 300 قتيل عدى الجرحى تعودنا على مثل هكذا أمور أمر طبيعي في غاية البساطة المهم إعلان الدعاية الانتخابية لم يصبها ضرر والملصق ألجداري لم يخدش في حين إن تفجيرات بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية لم يذهب ضحيتها غير قتيلين اثنين نرى رئيس الولايات المتحدة يظهر في خطاب عاجل لشعبه يؤبن فيه القتلى ويصبر ذويهم ويامر بتعويض ذويهم ويتوعد بملاحقة المجرمين وتكريس كافة إمكانيات الولايات المتحدة للعثور على الفاعلين ويؤكد في خطابه إن أميركا ليست جمهوريين وديمقراطيين بل هم جسد واحد مؤتمنين على امن وأرواح مواطنيهم .في حين إننا نجد ساسة العراق مشغولين بقتالهم الانتخابي ؛ وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية غير مكترثين ولا مبالين لمئات القتلى الذين يسقطون يوميا نتيجة خلافاتهم وحربهم السياسية.
في الوقت ذاته نرى ساسة العراق يتعرون من أخلاقيات السياسة والسباق السياسي النزيه ويتعرون عن مسؤولياتهم تجاه شعبهم ونسو إنهم اقسموا على حماية أرواح مواطنيهم واقسموا على حماية وحدة البلد أرضا وشعبا فأصبح شغلهم الشاغل هو شن الحملات التسقيطية تسقيطا اقلها ابتدئ بالتسقيط الأخلاقي والكل يلوح بكشف ملفات فساد ضد الأخر علنا وعلى الفضائيات حتى وصلت الانقسامات والتهاترات إلى المواطن في عقر داره فأصبح المواطن جزءا لايتجزء من حربهم الانتخابية واحد أدواتها الفاعلة في حين نرى البعض يقف موقف المتفرج والمترقب لنهاية المشهد الأخير والموعد صناديق الاقتراع ولا يفصلنا سوى ساعات معدودة من الاستماع إلى حكمه ومن الأجدر ومن سوف يخرج منتصرا من هذه الحرب الضروس. أملنا بالشعب ليقول كلمته الفصل ويقرر مصيره ومصير أبنائه من خلال المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات وعليهم أن لايجعلوا مكانا للعراة بينهم .نحن بحاجة الى سياسة وسياسيون نزيهين في مواقفهم وفي قراراتهم كي يكونوا بحق أمناء على البلاد والعباد.
https://telegram.me/buratha