المقالات

آلمشروع الأمريكي يزدهر....!

546 08:31:00 2013-04-21

عبدالله الجيزاني

 آلمتابع لمقاومة الشعب ألعراقي للديكتاتورية والتفرد والتهميش، يسجل بفخر واعتزاز تلك المواقف الرائعة التي كتبها هذا الشعب على وجه صفحات التاريخ، هذا الشعب الذي لم يهن ولم يستسلم كلما زاد الطغاة من تعنتهم وظلمهم، وفي التاريخ القريب جداً نستذكر مواجهة الشعب العراقي مع نظام البعث الصدامي، تلك المواجهة التي ظلت شعلتها متوهجة لحد آخر يوم من عمر حكم البعث للعراق، فبعد الجرائم التي يندى لها جبين الأنسانية في العقد الثمانيني من القرن المنصرم، حيث القتل والقتال سواء على جبهات القتال ضد الجمهورية الإسلامية او تحت مقصلة الإعدام انطلقت شرارة الانتفاضة الشعبانية المباركة، ليسجل هذا الشعب ملحمةٌ كبرى، في مواجهة النظام، الذي ارتكب ابشع الجرائم التي لم يشهد لها تاريخ الآنسانية مثيل، ومع تصدر الشهيد السيد محمد الصدر لإقامة صلاة الجمعة، بعد الانتفاضة التفت الملايين خلفه لتردد ( كلا..كلا للانحراف) في مظاهرات اسبوعية اذهلت المتابع من قدرة هذا الشعب الحسيني، مما اضطر دوائر الاستكبار والقوى الطائفية في المنطقة الى الايحاء للبعث الصدامي المجرم باغتيال الشهيد الصدر، لتنطلق انتفاضة جديدة عالجها النظام بكل بشاعة، انتفاضة استمرت لحين سقوط البعث الصدامي وانتهاء فترة حكمه السوداء؟ وتبدأ مقاومة المحتل الذي جاء به البعث الصدامي بعد ان عجز عن مواجهة هذا الشعب ، تلك المقاومة التي اثمرت عن بناء ركائز المشروع الوطني الذي يواجه المشروع الامريكي الذي يقضي بتغيير شكلي في واجهة نظام البعث، وإبقاء هيكل الدولة كما هو قبل ألاحتلال، لكن كما اسلفنا مقاومة الشعب العراقي بقيادة المرجعية الدينية والقوى الوطنية، اسهم في افشال وتراجع مشروع الإحتلال الذي يحظى بدعم الاقليم العربي، واخذ المشروع الوطني يتقدم بخطوات كبيرة، حيث تم انتخاب لجنة لكتابة الدستور من قبل الشعب، وتم تغيير معادلة الحكم الظالمة التي كانت تحكم العراق وأيضا شرعت قوانين لإنصاف ضحايا النظام البعثي الصدامي، وكذا شرعت قوانين لمعالجة ملف ازلام النظام البائد، و اقرار فصل للسلطات عن بعضها، وغيرها من الاسس والركائز التي اسست لنظام سياسي عادل يمكن ان ينقل البلد الى مصاف الدول المتقدمة، ولكن..! كما معروف ان امريكا( الشيطان الاكبر) لها وسائلها وأساليبها الخبيثة في العمل السياسي، اجلت تنفيذ مشروعها، وبعد ان شعرت بعدم رضا حلفائها العرب الطائفيين في الاقليم عن نتائج التغيير في العراق، لجأت للسياسة الناعمة في تنفيذ مشروعها بطريقة هادئة، غير محسوسة من اغلبية الشعب العراقي، وربما بعلم او دون علم من يقود السلطة الآن فلجأت الى عدة وسائل أبرزها، تقويض دور القوى الوطنية في الساحة التي حملت المشروع الوطني، وإبراز دور القوى التي يمكنها ان تساعد في تمرير مخططاتها( البارزاني، الدعوة...)، ومن يتابع ميزان القوى منذ 2003 الى 2010 تقريبا يحدد هذا الامر بسهولة ويسر، وكذا لجأ المحتل لأسلوب الازمات للتعمية على خطوات المشروع الامريكي الذي اخذ يدب في جسد العملية السياسية دون ان يظهر اي صوت يلفت نظر الاغلبية من الشعب العراقي، تلك الازمات التي ابتدأت مع اول جلسة لتشكيل الحكومة الحالية.وما عمليات صولة الفرسان..! و التصعيد القومي او الطائفي التي تتناوب كعناوين للازمات إلا وسائل لرفع رصيد الشخص المناسب لتنفيذ ما يريده المحتل،من ناحية، وخلق التوتر بين مكونات الشعب لا شغالة عن متابعة خطوات سير المشروع الامريكي في البلد، ومن يتابع ما يجري في الحكومة الآن، من تعطيل قوانين ومؤسسات التعامل مع ضحايا النظام البائد، وإعادة كبار البعثيين ومنتسبي الاجهزة القمعية الى السلطة وفي اخطر مؤسسات الدولة، يستدل وبسهولة الى حقيقة ما يجري، وما الازمات المتتالية التي تأخذ طابع قومي مرة وطائفي اخرى إلا وسائل لما ذهبنا اليه......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك