بقلم : رياض البغدادي
في خطوة اثارت استهجان العراقيين ورفضهم واستغرابهم الشديد ، يقوم عضو دولة القانون والناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية السيد علي الدباغ بتقديم برنامج يحاول فيه وضيفه المجرم طارق عزيز والكادر الاعلامي والمخابراتي الذي يقف خلف هذا البرنامج المخل بالشرف والانصاف والخارج عن كل النظم والوسائل وسياقات العمل الاعلامي المعروفه في العالم المتحضر يقومون جميعا بتقديم برنامج من شاشة قناة العربية الفضائية الغرض منه اظهار صورة اخرى غير صورة الجبن والخسة والظلم والدموية التي شاهدها العالم لبطل الحفرة ( القومي ) المجرم صدام ابن ابيه .اطراف هذا البرنامج هو المقدم ( الخبير في امور المرجعية ) سابقا والسياسي العضو في مجلس النواب لاحقا والمتطفل على الوسط الاعلامي حاليا ، السيد علي الدباغ ، والطرف الآخر هو الضيف الذي يقدمه البرنامج على انه شاهد (محايد) على حقبة مهمة من تأريخ العراق الحديث ، وهنا هو المجرم طارق عزيز عضو مجلس قيادة الثورة ابان حكم البعث البائد ، وهناك طرف ثالث حاضر في البرنامج بصوته لا بصورته تقدمه القناة على انه قاض من قضاة العراق الكبار...صمم البرنامج بعناية كبيره مصحوبة بمداعبة خفية للمشاعر الانسانية والعاطفة الكامنه في ضمير المشاهد ليتخلل هذا البرنامج تصريحات كأنهم اتفقوا جميعا على ان يدلي بها الضيف المجرم ، وبدوره يحاول علي الدباغ ان يقدمها على انها صور حقيقية منقولة عن انسان شريف وثقة وشاهد عدل ..... ، تلك الصور من قبيل ( بطولات صدام ) وعدالته المزعومة وبراءته من تهمة الطائفية تجاه الشيعة والاكراد وحقانيته في الهجوم على ايران ودولة الكويت وغيرها من الصور التي لايمكن لعلي الدباغ ولا لمن يقف خلف هذه المؤامرة الجديدة على تأريخ العراق ان يغيروا حقيقتها في اذهان العراقيين وغير العراقيين من الشعوب المتضررة من جرائم النظام البعثي الدموي المقبور .وبين سطور الكلام وفي خضم حشرجة صوت الضيف وفي محور خفي ومهم من محاور البرنامج يتعمد كثيرا ان يبرزه علي الدباغ وضيفه المجرم طارق عزيز وبشكل غير مباشر ، محاولة منهم لمخاطبة العقل الباطن وبث بذور الشك التي نعلم مرجعيتها ، حيث يجهدون انفسهم من اجل تلطيف صورة المجرم عزت الدوري الذي ذكر اسمه اكثر من اربعة مرات خلال البرنامج بجزئيه ، تارة على انه انسان منصف لانه لم يوافق على غزو الكويت ومره على انه غيور على اسم العراق في واقعة مؤتمر جدة ومره على انه لم يكن فاعلا في ما صدر من النظام من جرائم ، ومرة على انه مثقف ومؤمن ... وكأني بهذا البرنامح امام حلقة من حلقات التوطئة للمصالحة بين الحكومة العراقية والمجرم عزت الدوري والتي تسربت اخبارها وظهرت بعض ارهاصاتها عندما طرحت الحكومة بادرة (حسن النوايا ) وذلك من خلال مشروع اعادة البعثيين وفدائيي صدام واعلان ذلك يوم 7 نيسان وهو اليوم الذي يحتفل فيه البعثيون بتأسيس حزبهم .لسنا هنا في معرض التحليل السياسي ولا بصدد كتابة مقال ، وانما مدعوون جميعا لايقاف هذا البرنامج المشين الذي يراد له ان يغير الصورة الحقيقية للنظام البعثي ويرسم لها ملامحا اخرى غير التي نعرفها وعرفها العالم جميعا بالوثائق المدعومة بالاعترافات والصور والافلام والشهود الثقاة وقرارات القضاء العراقي التي جرّمت اركان هذا النظام واعدمت الكثير من رموزه . ترى هل ستبادر الحكومة والقوى الساسية الفاعلة في العراق من وقف هذا البرنامج ومحاسبة القائمين عليه ؟؟
https://telegram.me/buratha