المقالات

في الانتخابات: عسف ما بعده عسف..!...بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

521 20:09:00 2013-04-22

 

يبدو أن أرادات سياسية فاعلة وقوية، تقف وراء استمرار مشكلة سجل الناخبين قائمة بلا حل، طيلة هذا العمر الراشد من ممارستنا الانتخابية..فبنيسان هذا تجاوزت ممارستنا الديمقراطية مرحلة التجريب، أو على الأقل تكون قد قطعت منها مراحل مهمة ..ويفترض وبعد عشر سنوات من عمر العملية السياسية أن نخلف وراء ظهورنا الارتجال في العمل ، ويفترض أيضا، أن لا نركن الى  الاستسلام للمشكلات تحت ذرائع عدم القدرة والتمكن، أو بالعمل بالممكنات فقط،  أو برمي المسؤولية على بعضنا البعض..

أقول هذا وأنا ومثلي غيري من المتابعين نقف مكبرين توجه الملايين من أبناء شعبنا الى صناديق الاقتراع، لكن من بين هذه الملايين كانتا أعدادا مهمة وكبيرة قد رجعت بخفي حنين، إذ أخفقت بممارسة حقها بسبب الإرادات التي منعتهم من ممارسة حقهم...أقول إرادات ولا أقول أخطاء، لأن الخطأ بالحقوق ليس مسموحا، فالخطأ باكتشاف الناخبين عدم وجود أسمائهم في سجلات الاقتراع هو عملية إعدام لهذا الصوت، وليس ثمة وصف أقل حدة من هذا الوصف، وتبريره والتمنطق بالبحث عن أعذار واهية لحدوثه، تشبه الى حد بعيد إيجاد الأعذار والتبريرات لعملية إعدام محكوم بالإعدام عن طريق خطأ أكتشف بعد عملية تنفيذ الحكم..!

ففي الساعة الخامسة مساءا أغلقت المفوضية صناديق الاقتراع، وهكذا وفي تلك الساعة ضاعت الفرصة والى الأبد على من لم يجدوا أسمائهم في السجلات أن يمارسوا حقهم..وذلك عسف ما بعده عسف..!

ستقول المفوضية أنها  فتحت مراكزها أمام المواطنين لمدة شهر كامل لتحديث سجلات الناخبين، وستقول أنها باتت بهذه الوسيلة غير مسؤولة عن ضياع صوت المواطن، وأنها عملت الذي عليها...

والقول هذا مردود جملة وتفصيلا، فالمواطن غير مسؤول بأي حال من الأحوال عن تحديث سجله الانتخابي، بل هو ليس معنيا بالأمر من أساسه، وليس من مهمته طرق أبواب المؤسسات الحكومية ومنها أبواب المفوضية للتأكد من ورود أسمه في القوائم الانتخابية..إذ أن على تلك المؤسسات ،ومها المفوضية أن تطرق بابه، سيما وأنها تمتلك كل الأدوات اللوجستية والمالية والبشرية، التي تمكنها من إتمام هذا الجانب من العملية الانتخابية..وكان حريا بالمفوضية بدلا من أن تجلس موظفيها في مراكز التحديث مدة شهر بأكمله بانتظار المواطن كي يطرق بابها، أن توجه موظفيها لطرق أبواب بيوت المواطنين لتحديث سجلات الناخبين، تماما مثلما تفعل فرق تلقيح الأطفال التي ترسلها المراكز الصحية الى أحيائنا وبيوتنا وقرانا...

إن التعكز على سجل بال هو سجل البطاقة التموينية في إعداد سجلات الناخبين هو كمن يلقي عصاه على غاربها، وليس لي إلا أن أصف المفوضية بهذا الوصف. وليس لي أن أشيد بها كما يفعل غيري، وأذا تركنا لعبة الإشادات والتثمين وغيرها من "العادات" السيئة في تداولنا الإعلامي، فإن المفوضية في المقام ألأول تؤدي واجبا ليس إلا، وإذا كانت قد أنجزت أو أنجحت أمس انتخابات مجالس المحافظات كما سترد، فيرد عليها بأنها كجهاز بشري وظيفي يقومون بعمل غير طوعي، وأن عليها أن تنجزه بأتم وجه، لا بالمتيسر الذي هو بطاقة تموين أورثها لنا صدام كمشكلة أزلية كما أورث لنا كثير من المشكلات..

كلام قبل السلام: الأسئلة عن الأسباب تقود الى الإجابات، التي بدورها تنبت في حقلها أسئلة جديدة.. وبعد ذلك يأتي النجاح..

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك