المقالات

رسالة من بغداد

625 00:03:00 2013-04-23

واثق الجابري

انتهى يوم الانتخابات ودخلنا يوم جديد , كنا ننتظره طويلاً إستخدمت القوى كل وسائلها , منها بصورة مشروعة وأخرى غير مشروعة , كنا ننتظر اليوم كي نرسم منه خارطة لطريق طويل , وناتج تمخض عن أزمات ونعتبره بداية للأنطلاق لعدة مسارات نصلها من الإعداد لهذا اليوم , نتائج نسبة المشاركة تدل على ارقام متشائمة وخاصة في بغداد وتعبير عن رفض للواقع بشكل سلبي للمواطن , كان ناقماً من الطبقة السياسية , لتتلاعب بأفكاره في الشد الطائفي والخطابات العائمة الألفاظ والغائبة البرامج , من لم يشارك لم يكن يقصد أن يخول أحد بمكانه مثلما تثق بقية الشعوب وتتماشى مع خيارات من يحضر , إنما تعبير عن رفض إغلبية الأشخاص في قوائم رئيسية إن لم نصفهم بالفساد نعرف حقيقة الفشل من الواقع , القوى السياسية لم تقف اليوم عند النتائج وأعتبار يوم الأنتخابات يوم جديد وتراجع نفسها , بل لا تزال بعض القوى تطبل إن من يتقدم صوتاً منتصر على الأخر , ولا تزال تسعى لعشوائية الأفكار والأستمرار بحشد الشارع دون مراجعة أفعالها وخطاباتها وشخوصها . الرسالة كانت واضحة من المواطن العراقي عامة والبغدادي خاصة بأنه رافض ومعترض ولكن هذا الاعتراض لم يترجم بالصورة السليمة التي توجهة بوصلة الناخب بالاتجاه الوطني الخدمي المسؤول , والتعبير كان سلبي تجاه تدني العمل السياسي والمصادقية بالوعود , تراجع عدد الناخبين في بغداد يدل على أن الشعارات والخطابات الطائفية غير مجدية وأن المواطن وصل للأحباط وهذه الأفعال لن تجدي نفعاً خدمياً ومحاربة للفساد وإيجاد فرص للعمل وتوفير للسكن وغيرها من المشاكل الجسيمة في عاصمة تقام فيها مهرجانات للثقافة , كان يعتقد الكثير من السياسين إن بغداد سوف تكون الأساس لحشد المواطنين لكونها تحتوي على خليط من المجتمع بمختلف الطوائف لذلك إستخدم فيها الخطاب على هذا الأساس ولكن ردود الأفعال كان رافضة للترويج بهذا الشكل , في حين ينتظر البعض إن الحشد الطائفي يكون مسوغ للمشاركة الواسعة وحصاد الأصوات . النتائج ومهما تقدم او تأخر كيان على الأخر لابد للقوى السياسية ان تبدل تلك المفاهيم التي تشعر المجتمع إنه في صراع ومعركة والحقيقة يعتقدها المواطن وهم من إختزها في العقلية المجتمعية أن المنصب مكسب ومغنم على حساب حق تأسيس دولة المواطنة , هذا التراجع والعزوف الكبير نقطة للأشارة بالخطر لبعض القوى مقابل تنامي وعي كبير لدى جمهور أخر من الناخبين , ربما نقول ان قلة المشاركة لم يكن الحل الصحيح لمواطن فاقد لأبسط الحقوق , ولكن ذلك ينذر بفقدان دور الكثير من المجتمع في صنع القرار وفقدان الشرعية للقادة السياسين من خلال القطيعة وإتساع الهوة بينهم وبين المجتمع , بينما شعور جزء أخر من المجتمع بأهمية دورة وطبيعة مشاركته وقداسة الصوت لتكون خياراته دقيقة جداً على الكفاءة والنزاهة والبرنامج , والأختيار بهذه الطريقة تجعل من الوعي يولد تنامي للشعور بالمسؤولية للصوت وإرسال الرسائل التطمينية للمجتمع من هذه الدماء الجديدة التي تثبت وجودها من خلال تطبيق برامجها الملتصقة بجماهيرها , نتيجة الأختيار على أساس الرصيد في المجتمع والتاريخ , رسالة بغداد تقول إن خدمات بغداد لم تكن بالمستوى الذي يليق بها كعاصمة يمتد تاريخها الى 1250 عام تعيش السلم الأهلي بين مختلف المكونات وتمثل عراق مصغر حاضنة لتاريخه وعلمائه ومفكريه ورمز لوحدة هذا الشعب الذي لم يظلم شعب مثله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك