لا يخفى عن القاريء الكريم أن العراق مر بحقبة من الزمن المظلم الذي ما فتيء يشع نوره حتى طمس بعنجهيةِ النظام البائد الذي خلف من ورائهِ الحطام تلو الحطام لكل مفاصل الحياة في هذا البلد الجريح العراق . الذي لم يندمل جرحهُ يوماً ولم يرى النور في غياهب الظلمات التي هو فيها . عذراً الذي وضع فيه على مر السنين , وهذه السياسات المتعاقبة والعشوائية التي قادت العراق الى ما هو فيه . هناك من يتوسم في هذا البلد الخير مما فيه من خيرات في باطن أرضهِ وخارجها علماً أن هناك ثروات لم تستثمر لحد الآن أوقد تكون مهملة . فهل يا ترى هذا هو ما يصبو إليه المواطن العراقي من وعود تلو الوعود التي لم ترى النور ليومنا هذا علماً أن هناك هيئة عليا للأستثمار في العراق . (الاستثمار )الذي يعد اليوم في جميع البلدان العربية المحيطة بالعراق هو العصب المهم لتطور تلك البلدان التي تشهد ثورة معمارية في هذا العصر الحديث . نأخذ على سبيل المثال ( الأمارات , والكويت , وقطر , والسعودية ..ألخ)وغيرها من الدول التي لديها عائدات نفطية كبيرة , فأن العراق يعتبر واحد من هذه الدول أيضاً . ليس من جانب الأستثمار بل من جانب تصدير النفط وعائداته علما أن موازنة العراق الأنفجارية قد بلغت( 131) مليار دولار سنويا ونحن منذ ما يقارب العشر سنوات (نراوح في مكان واحد ) ولم نتقدم في هذا الجانب أبداً . أ ن أكثر أعضاء الحكومة الموقرة ببرلمانها ووزرائها نرى أن شغلهم الشاغل كما هم يقولون (التقدم بالبلاد نحو الأمام)؟! عن طريق الأستثمار والتي هي أقوال فقط وليس لها من وجود على أرض الواقع . لكن الحقائق تثبت أن الأفضل هو الأٍستثمار الأجنبي على أي أستثمار أخر وذلك لان أي مستثمر اليوم أن كان غربياً أم عربياً يجب أن تتوفر فيه مواصفات مهمة . أولاً :المصداقية في العمل من ناحية التصميم والتنفيذ . ثانيا :الدقة في العمل . ثالثاً: خدمة ما بعد الانجاز أي مدة ضمان المشروع أينما كان وبأشراف مباشر من المستثمر ولمدة 25 سنة . رابعاً :أدارة المشاريع المنجزة وتكون مشتركة وبأشراف مباشر من الشركة المستثمرة . فهل يا ترى هذا ما يحدث اليوم ؟؟. أم أننا نعيش برموز ومخلفات الماضي التي لا تستطيع أن تنفض الغبار عنها وتتجه بهذا البلد نحو الأمام الذي أصبح نوره يبعد عنا يوماً بعد يوم ونحن بين ظلام الماضي ونور الحاضر الذي أصبح بعيداً عنا ..
https://telegram.me/buratha