محمد علي الراجحي
الان وقد هدأت زوبعة الاقتراع لانتخابات مجالس المحافظات بأنتظار ماخلفه صفيرها وهديرها من نجاة للبعض وخسارة للاخر والخروج باقل الخسائر للبعض الثالث وهكذا، ومع تأكيد الجهات المشرفة ورغم تضارب ارقام نسب المشاركة الا انها تجمع على شيء واحد هو تدني تلك النسب عن سابقاتها وهو امر له اسباب مشخصة ومؤشرة يتعلق اغلبها حول الاداءات السابقة لمجالس المحافظات نفسها مثلما يتعلق جزء كبير منه بأخفاقات السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.ورغم ذلك العزوف الواضح الا ان النتائج، وحسب الاولية منها ، في جانب منها دلت على ان الاحزاب المتنفذة حققت المراكز الاولى في تسلسلات الفائزين ولكن هنالك دلالة اخرى للبعض منها وهي انها ،وحسب ماسيظهر من نتائج نهائية منيت بخسارة تعد كبيرة قياسا لما حققته في الانتخابات السابقة وبأستثناء قائمة المجلس الاعلى التي عادت وبقوة للظهور في المراكز الاولى لنتائج تلك الانتخابات بالقياس الى الخسارة التي عدت نكسة في انتخابات مجالس المحافظات السابقة فإن الاحزاب الباقية ربحت ولكنه ربح بطعم الخسارة.ماحققه ائتلاف المواطن التابعة للمجلس الاعلى ينبغي ان تقف الكتل والقوائم الاخرى عنده تأملا ودراسة والسبب في ذلك ان هذه الكتلة حققت هذا التقدم الكبير رغم انها لا تملك اي وزارة او هيئة توعد بها الناخبين بالتعينات او تشييد المدن والجسور والمجسرات وناطحات السحب من خلالها بل انها اعتمدت على تقسيم المحافظات كلا على حدة ووضع برنامج تفصيلي لكل محافظة وتحت شعار حاول المتنافسون ان يعدوه مثلبه عليها وتحويره والتلاعب باحرفه ليصبح غير ماكتب به وهو (محافظتي اولا).تميز هذا الائتلاف انتخابي بأنه لم يطرح شخوصا حرقت اوراقهم بعد ان اطلقوا وعودا سابقة لم يتحقق منها النزر اليسيرولم يعد الشعب يصدق وعودهم الجديدة بعد ان جربوهم لاربع سنوات مضت كذلك ساهم ملل الناس من تلك الوجوه ووعودها واهمالها لخدمتهم بمحاولة تغير وتجريب من لم يعطوا الفرصة المناسبة رغم انهم اسسوا لهذه العملية ولكن الظروف كانت غير هذه الظروف اذا كان الوليد مازال يحبوا وكان الاهتمام بكيفية ايقافه على قدميه وجعله يسير.نتائج الانتخابات ستظهر تراجعا ينبغي الوقوف عنده لبعض الاحزاب والتيارات حتى وان تبوأت الصدارة في بعض المحافظات احزاب كانت تراهن خصوصا تلك التي تحالفت وكونت ائتلافات من قوى عديدة ومؤثرة في ساحاتها سواء منها التي كانت تراهن على البعد الطائفي او حتى تلك التي راهنت على البعد القومي جميع تلك الاطراف مدعوة لمراجعة سريعة لاخطاءها كما راجع المجلس الاعلى اخطاءه يوم مني بما عد هزيمة نكراء في انتخابات 2009 المحلية و2010 النيابية ولكنه لم يتوقف عند تلة الصراخ والنحيب واتهام الاخرين بالتزوير رغم عدم تبرئته لساحت الاخرين منها ولكنه امتلك شجاعة الفرسان النبلاء واقر بتراجعه واعترف بوجود اخطاءه وعمل منذ ذلك اليوم على تصحيحها وهو ما اثمر ذلك النجاح الذي لم يحققه غيره .عبرة اصحاب اللون الاصفر و هو اللون الذي تميزت به دعاية ائتلاف الحكيم ينبغي للاخرين وبكل تواضع الاعتبار بها وكيف حول هذا الائتلاف خسارته الى درس بليغ وصحح اخطاءه وعاد بقوة في اول اختبار وربما يعود في الاختبار الثاني بصورة اقوى تفاجأ الجميع وتفوق كل التوقعات ليصبح اللون البنفسجي ممزوجا بصفرة واضحة للعيان.
https://telegram.me/buratha