جعفر المهاجر.
بسم الله الرحمن الرحيم:تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَعْقِلُونَ.- جزء من الآية 14- الحشر.حين تتنافر قلوب من بأيديهم زمام قيادة الأوطان ، ويختلفون في كل شيئ إلا في حالة واحدة وهي حين يضعون الوطن على لائحة التشريح ويتقاسمون دمه ولحمه وشحمه وعظمه في السر والعلن دون أي خوف أو وجل من الله. ويتركون بعض الفتات إلى عباد الله المحرومين لسنين طويلة شاقة منهكة من أية نعمة أوجدها الله في وطنهم. حينئذ تدق أجراس الخطرعلى مشارف الوطن.سياسيون أوصلهم الشعب إلى البرلمان والسلطة التنفيذية هاجسهم الأول والأخير مكاسبهم وامتيازاتهم لهم ولأحزابهم وكتلهم . أنانيتهم ورغبتهم في الثراء الفاحش على حساب الشعب تجاوزت كل حد معقول. ولم يعد يخفي نوازعهم أي كلام معسول .إذا اقتسموا الغنائم يتحولون إلى سمن على عسل فيما بينهم طالما بقوا راضين على ماتقاسموه . أما إذا تنافرت مصالحهم فإنهم يتحولون إلى أعداء يتربص أحدهم بالآخر. ويهاجم أحدهم الآخر بأقذع الكلمات ، ويدعي كل منهم بأنه هابيل زمانه. وإنه الضحية وفي غاية البراءة والطهر والإخلاص للشعب والوطن . دون أن يكون للوطن ومصير الوطن أي اعتبار في قاموسه الحقيقي .في أعماق كل منهم تصرخ نفس أمارة بالسوء. نهمها وغلواءها خلف مغريات الدنيا ليس له حدود . وحين تشعر بأن هذه المطامع والشهوات المحرمة قد مسها ضرر تصاب بالهياج والإنفعال صارخة متوعدة ، كاشفة عن نرجسيتها البالغة إما أنا أوليأت من بعدي الطوفان.! .لم يسمع منهم الشعب منذ عشر سنوات سوى زخرف القول . وبات لسان كل مواطن ، صدق بأقوالهم لفترة من الزمن .ووضع ثقته فيهم بعد أن نال من أطنان وعودهم الكاذبة ، ومشاريعهم الخاوية يقسم اليمين بأنه سيلفظهم ويلفظ وعودهم يردد:يمينا سأبغض كل آمرئ - يزخرف قولا ولا يفعلُمثل هذا النوع من المسؤولين الذين ضربوا مصالح الشعب عرض الحائط لاتهمهم مصالح الشعب لامن بعيد ولا من قريب ، ولا مصير الوطن إن عشعش بين ظهرانيه الخراب، أو اشتعلت في كل أرجائه الحرائق ، أوسفكت على بطاحه أنهارا من الدماء .! وحين تعم الكوارث ، وتتوالى المحن والمصائب على الوطن وفقرائه حينذاك أيضا يتراشقون التهم كالسهام فيما بينهم وكل يلقي باللائمة على شريكه في الحكم بأنه هو السبب الأول والأخير في هذه المأساة.!!! فيالها من مأساة ودوامة لاتبدو لها نهاية في عراق الفجائع والجراح.الأزمات تعصف بجسد العراق ، والدولة بلا رئيس، ولا وزير خارجيه ، ولا وزراء تحتاجهم دولة مثل العراق . ولا يعلم إبن الشعب المسكين ماذا جرى لهذا الرئيس في هذا الظرف الخطير الذي يمر به العراق سوى بيان غامض بين فترة وأخرى .إنسحابات من البرلمان والحكومة بالجملة . صد وقبول . هجوم وهدنة مؤقتة . صفقات ومساومات . والملايين من الدولارات تلتهمها كروش الفساد دون رحمة . وتشكل لجان تتبعها لجان ثم تختفي . برلمان مكون من 325 نائبا يأتمرون بأوامر رؤساء كتلهم، يتلقون الإشارات في قبول تشريع القوانين أو رفضها لأن الكثير منهم لم يصلوا ألى البرلمان إلا بواسطتهم . يكلفون الدولة مليارات الدولارات . همهم الوحيد امتيازاتهم .والجماعة شرعوا تقاعدهم وبعض القوانين الهزيلة فقط. بئر معطلة وقصر مشيد. وإسمك بالحصاد ومنجلك مكسور.هذا مايجري اليوم . وهذا مايشهده المواطن ويلمسه ويراه بأم عينيه بشكل صارخ. حيث لم يعد هذا الأمر خافيا ولاشك ولا ريب إذا آستمرت هذه الدوامة الرهيبة التي تعصف بالعراق فإن الوطن سيضيع في حمى الرغبات المحمومة هذه. وقد بات الوطن على قاب قوسين أو أدنى من حافة الهاوية نتيجة تصرفات وسلوكيات معظم أفراد الطبقة الحاكمة فيه والتي سموها ظلما وعدوانا ب ( حكومة الشراكة الوطنية ) وهي حكومة عرجاء تؤخر ولا تقدم . مهزوزة فاشلة باهتة لاتقدم للشعب سوى الآلام والغصص .ولا تحمل شروى نقير من هذه التسمية .وهي تتحدث عن نفسها. وتفضح ماسترعنها ولسان حالها يقول:أيها الشعب : (إنني حكومة محاصصة طائفية وقومية وإثنية بامتياز. أدخلت الوطن في نفق مظلم . وأفرادي أشخاص يتصارعون على جسد العراق . تجمعهم الرغبات المحمومة واللهاث الدائم لنيل أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات والمغانم فقط فلا ترتجي مني أي خير مهما كان ضئيلا.).فأمات هذا اللهاث الدائم ، والرغبات المحمومة وراء المغانم في نفوس الكثير من أفرادها كل حس وطني صادق ، وبصيرة إنسانية ثاقبة ، وصدق في التخاطب مع الناس وقست قلوبهم ، وعميت بصائرهم عن رؤية المأساة التي تعصف بالأكثرية الساحقة ، وجعلوا من أنفسهم ( شركاء) مع بعضهم فقط بقدر مايحصلون ويغرفون ويشبعون من الوطن دون أن يعطوا له شيئا يذكر. لابل يثخنوه بالجراح كل لحظة. ولن يتنازلوا ولو بشيئ بسيط من مكاسبهم الخيالية التي تقاسموها فيما بينهم. أما المواطن المسكين الذي سحقته عجلة المحن والمصائب التي تتوالى عليه منذ عقود طويلة. فقد وقع بين فكي كماشة الحكومة المتصارعة وجرائم الإرهابيين القتله. وحياته يحوم حولها الخطر في كل مكان يحل به وقد أصيب بإحباط مابعده إحباط.وسقوط الصنم الذي استبشرت به الملايين المضطهدة المحرومة . التي وضعت آمالها في الذين تكلموا عن أنفسهم كثيرا ، وصالوا وجالوا في الفضائيات ، وصدعوا رؤوس الملايين بالوعود البراقة الخاوية، وأعلنوا بأنهم أعداء للظلم والنهب والسحت ، وإن الأمل معقود عليهم في تغيير الواقع المزري الذي عاناه العراقيون. قد تحول إلى سراب خادع. ولم يعد المواطن المسحوق يلقي أدنى بال لما سمعه ويسمعه يوميا من أطنان الكلام المعسول . وتوسعت الهوة بين المسؤول والمواطن بشكل كبير.حين تتوافق مصالحهم تهدأ الأمور لبعض الوقت ، لكن سرعان ماتتنافر نفوسهم ويترامون التهم . حتى أثبت القوم بشكل يقطع الشك باليقين ، إنهم غرماء وأعداء يتناول بعضهم بعضا بألسنة حداد حين يشتد الصراع أثناء الإختلاف على المكاسب في الفضائيات التي فقدت موضوعيتها ، وانحازت بشكل مكشوف إلى هذه الكتلة أو تلك لأنها في الأعم الأغلب تابعة بدورها لأحزابها وكتلها التي لايحد من غلوائها وأطماعها قانون ينظم وضعها والتي يهمها كثيرا إشعال الساحة العراقية بالمزيد والمزيد من الصراعات والفتن . وهذه الفضائيات التي أقيمت خارج حدود الوطن تمثل ببرامجها المنحازة لهذا الطرف أو ذاك الفوضى الإعلامية الصارخة بعد أن تكاثر عددها نتيجة الثراء الفاحش الذي أصاب البعض بسرعة البرق حين سُرقت مليارات الدولارات من أموال العراق، واختلط الحابل بالنابل ، تلك الثروات التي التهمتها حيتان الفساد في غفلة من الزمن بعد سقوط صنم الإستبداد منذ عقد من السنين . وبدأت تذرف دموع التماسيح على الشعب العراقي. إضافة إلى التمويل الخارجي الذي يضخ لها شيوخ البترول الذين يهمهم جدا بقاء العراق في دوامة الفوضى إلى مالا نهايه..وتوجيه المزيد من السهام نحو جسمه المثخن بالجراح. وإغراقه في بحر من الدم . ليبقى بلدا منهكا ضعيفا يهدد أمنه كل من هب ودب من غلاة الحقد الطائفي الأعمى.لقد تكونت القناعة لدى معظم العراقيين إن مرور الجمل في سم الخياط أسهل من إنتقاد أحد هؤلاء السياسيين لنفسه ، ومصارحة الشعب بأنه قد قصر في مجال معين .فالكل يتهم الكل في الرزايا.وينطبق عليهم قول الشاعر أحمد شوقي التهكمي حين قال :لايلم بعضكم على الخطب بعضا - أيها القوم كلكم أبرياءُإنهم يستهينون بذاكرة الشعب ، ويساومون على ذكائه ، ولو كانت النوايا مخلصة ، والنفوس مخلصة لأقيمت مشاريع ، وتطور الحال إلى الأفضل والأحسن مما نشهده اليوم من تقصير واضح في كل مجالات الحياة .ولو كانت هذه اللقاءات والعداوات نابعة من جوهر الحرص على الوطن ولمصلحة المواطن لهان الأمر ورددنا قول رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستن تشرشل( لاتوجد في السياسة صداقات دائمة ولا عداوات دائمة وإنما مصالح دائمة .) لكن الواقع يؤكد إن المصالح هذه لاتمس الشعب والوطن لامن بعيد ولا من قريب. وإن الشعب بات يعيش بين طاحونة الموت الرهيبة التي تحصد المئات من أبنائه كل يوم على أيدي لقطاء الإرهاب وبين صراعات السياسيين المستمرة ولا أمل يرتجى بوضع حد لهذه الطاحونة الدموية التي باتت مستمرة ولا تبدو لها نهاية. ولا أريد أن أظلم أحدا. فالساحة العراقية لاتخلو من سياسيين من ذوي الضمائر الحية المتوقدة بنور الحق ، والتي لم تلوثها الأطماع الشخصية والحزبية والطائفية لكن تأثيرهم ضئيل وغيرمؤثر في الساحة العراقية.ونتيجة لهذه الأجواء المشحونة التي خلقتها الطبقة السياسية الحاكمة نتيجة الإتهامات المتبادلة والتشهير ببعضها إنتعشت قطعان الإرهاب ، وأخذت تفتك بمئات الأبرياء بشكل تأنفه أشد الضواري جوعا ،وباتت تحدد الزمان والمكان اللذان تختارهما للقتل . وفي كل يوم جمعة يسمع المواطن العراقي من معممين وسياسيين يغرفون من خيرات هذا الوطن أبشع العبارات الطائفية دون أدنى احترام للعمامة التي يضعونها على رؤوسهم ، والقسم الذي أدوه تحت قبة البرلمان بالحفاظ على وحدة الشعب حين أصبحوا نوابا ووزراء. وهم يعلمون تماما إن خطبهم الضلالية هذه تمثل الغطاء الشرعي لعمليات القتل التي يقوم بها مجرموا القاعدة ولا أقول الضباع المفترسة لأن الأخيرة تأكل من أجل البقاء ، ومجرموا القتل والتفجير يقتلون من أجل الفناء.هؤلاء الذين بدأوا يستعرضون قوتهم وهم ملثمون أمام بعض المعممين الذين يسمون أنفسهم ب ( خطباء الجمعة ) والسياسيين الذين يرفعون عقيرتهم : (قادمون يابغداد لتحريرك من أحفاد الفرس المجوس . !!!) و: (سنطهرك من رجس الخونة عملاء إيران.) وغيرها من الشعارات السقيمة الهابطة المنحطة التي لاتنم عن نية طيبة ، ولا نفوس سليمة تطالب بمطالب وحقوق مشروعة يؤيدها كل منصف ، لكن وراء الأكمة ما وراءها ، والأيام القادمة شاهدة على كلماتي هذه. هؤلاء الطائفيون المرضى اليوم هم في أشد حالات الظمأ إلى الإنتقام وسفك الدم ، ولا يروق لهم بال إلا بالإستيلاء على السلطة بقوة ألسلاح وليست لديهم الرغبة بالتعايش بوئام مع المذهب الآخر أبدا ، وفي كل جمعة يرتفع سقف مطالبهم ، ويروجون بأن أفراد الجيش العراقي هم : ( مليشيات بعثتهم إيران !!!) وإن أحلامهم باتت تداعب مخيلتهم الطائفية البغيضة بأن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية صارت مواتية لإلحاق الوضع العراقي بالوضع السوري ، لإعادة الحكم الاستبدادي الطائفي الفردي الغيض وإعلان دولتهم (الإسلامية ) الذباحة التي لاتقيم وزنا للحياة البشرية في زمن شاهت وجوه تدعي الإسلام ظلما وعدوانا ، وأصبح رئيس مايسمى بالجامعة العربية تابعا ذليلا لمشيخة بني حمدان القطرية ، وأخذ بتوجيههم يطالب أمته العربية علنا بتصدير الإرهاب إلى القطر العربي السوري لإنشاء( حكم ديمقراطي تقدمي قطري .) يقدمه هدية للشعب السوري بدعوة الآلاف من قطعان الإرهاب للإجهاز على أبنائه وبنيته التحتية . وهو السبب الأول والأخير في نكوص الأمة العربية والإسلامية. ولا يستغرب أحد إذا وجهت هذه الجامعة العربية غدا نداء لقطعان الإرهاب للدخول إلى بلد آخر لإقامة حكم ديمقراطي قطري آخر فيه وواعظ حاكم قطر جاهز لإصدار فتوى أخرى بذلك دون تردد كما يحدث اليوم في سوريا . والخطب التحريضية الطائفية جاهزة لحث شباب الأمة العربية المغرر بهم للتوجه للعراق ل(إنقاذ ) سنته الذين ( تفتك )بهم ( ميليشيات ) نوري المالكي حيث إن الجهاد صار ( فرض عين ) نتيجة أوامر يتلقاها من السماء.!!!.ولكي يتم التمهيد للأمر صرح دجال الجزيرة فيصل قاسم في برنامجه الهابط المسمى( الإتجاه المعاكس .)علنا يوم الإثنين المصادف 17/ 4 / 2013 وبالحرف الواحد ب (أن الجهاديين قالوا له إنهم لايطمعون بالحكم في سوريا وسيتركون أرضها طائعين مختارين بعد سقوط الأسد . وسيذهبون إلى مكان آخر يختارونه لإكمال مسيرتهم الجهادية.) لأنهم نفذوا أوامر الله وأوليائه. وعلى رأسها أمر ( الأميرالجليل) و ( البار بوالده ) و( المبشر) بصرف الملايين تلو الملايين من الدولارات لنشر العدالة في الأرض العربية وداعية الإسلام ورئيس إتحاده العالمي يوسف القرضاوي ، وحفيد بني عثمان أوردغان و( خادم الحرمين الشريفين ) الملك عبد الله سليل الأسرة السعودية النقية التقية والمشرف عليهم جميعا أوباما والإتحاد الأوربي الذين يرأسهم جون كيري الصهيوني سليل ( شعب الله المختار.) ومن المؤكد إن الأرض التي ستقام فيها الجولة الجهادية الأخرى ليست أرض فلسطين المغتصبة. ولا القدس الأسيرة تحت براثن الصهاينة . بل إنها أرض حيدرة الكرار أرض العراق الأبي المسلم. ل (تحريره ) من (أحفاد المجوس.) فهل سيحقق بعض السياسيين وأحدهم يترأس السلطة التشريعية . وآخرون أعضاء فيها ومعهم شيوخ الفتنة والبذاءة والإنحراف من أصحاب دعوات (الزحف المقدس ) على بغداد و( ياخيل الله اركبي ) وهم يحرضون المراهقين من طلاب المدارس والمغرر بهم من أبناء الأمة العربية المجيدة الأميين.،و يرفعون عقيرتهم كل جمعة(سلمية .. سلمية ) وهم على أحر من الجمر للإلتقاء بأحبابهم من جبهة النصرة القادمين من أرض الشام بعد إحراقها والإجهاز على شعبها ؟؟؟ وهاهي سلميتهم تتحدث عن نفسها في الحويجة.وأوجه سؤالي لأي محلل منصف في هذا العالم هل يوجد رئيس سلطة تشريعية في بلد ما في حكومة ( شراكة وطنية ) يتمتع بخيرات وامتيازات وحمايات وقصور ومكاسب خيالية فيها لايحلم بها رؤساء دول كبرى وهو ممسك بملكه العضوض حتى الثمالة . يتصدر مظاهرات واحتجاجات يحرض فيها ب ( الثورة ) على الحكومة التي يشترك فيها، ويعب من خيرات العراق في قصوره التي لاتختلف عن قصور صدام والتي بلغ ترميم أحدها مليون دولار بعد تجهيزه بما تشتهيهه أعين الناظرين لأنه اختلف مع رئيس السلطة التنفيذية .؟ وثلث الشعب العراقي يسكنون في عشوائيات وبيوت من الصفيح لاتليق حتى بالحيوانات . ثم يذهب إلى محطة طائفية معروفة بعدائها المستمر للعراق ليكشف عن طائفيته البغيضة بشكل سافر . يطالب من خلالها بإدراج المذهب في بطاقة التعداد العام ليثبت إن أتباع مذهبه هم الأكثرية في العراق ؟ هل تبنى الأوطان بأفكار هؤلاء الطائفيين الذين لم يتركوا أمرا قبيحا إلا وتفوهوا به ؟ أليس من الظلم أن يمثل هذا الشخص شعبا قوامه أكثر من 30 مليون نسمة وقد عاشت فيه القوميات والمذاهب بوئام وسلام منذ مئات السنين.؟وهل يوجد رئيس سلطة تشريعية في العالم يخفي تحت معطفه مجموعة من النواب المطلوبين للقضاء بتهمة الإرهاب ولا يسمح بإسقاط الحصانة عنهم لأنه اختلف مع رئيس الحكومة ؟وهل يوجد في العالم رئيس لأعلى سلطة تشريعية يحث فيها الجيش بالتمرد على سلطة الحكومة والإنشقاق عن الجيش والإنضمام إلى أبناء العشائر ليكون معهم نواة (للجيش العراقي الحر.) على غرار مايحدث في سوريا. لكي يغرق العراق في بحر من الدم ؟ ولكي يحصل على بعض المكاسب الإنتخابية باعتباره ( حاميا لسنة العراق ) ولاشك إن سنة العراق الشرفاء قد أدركوا هذه اللعبة السياسية القذرة.لماذا حين تفشل سياساتكم الرعناء تتمترسون خلف طائفيتكم البغيضة لتحرضوا الناس على العصيان . كي تحصلوا على المغانم الإنتخابية من خلال إخفاء فشلكم الذريع ياأسامة النجيفي ومن على شاكلته.؟ .ولماذا لاتذهب يا رئيس الحكومة إلى مجلس النواب ، وتكشف المستور ، وتقلب الطاولة على من سفك دماء العراقيين .؟ وتضحي بالمنصب من أجل الدم العراقي ليسجل لك التأريخ موقفا مشرفا ؟ وهل أصبحت العملية السياسية في نظرك أهم من الدم العراقي المسفوح منذ عشر سنوات ؟.وإلى متى ستستمر قوافل الموت ـ والصفقات السرية بين الكتل السياسية من أجل أن تبقى ( حكومة الشراكة الوطنية ) تنهش في قلوب العراقيين التي ملئت قيحا وجراحا ؟.أما من نهاية لسفك الدم العراقي المستمر يارئيس حكومة (الشراكة الوطنية ) التي باتت معظم مقاعدها فارغة .؟ألم يقل رسول الإنسانية محمد ص : ( إن سفك دم المسلم أبشع من رجم الكعبة ) ؟ فكيف يجوز التستر على من سفكه من أجل مصالحكم وبقائكم قابعين على كراسيكم سالمين غانمين ؟ومتى ستمتلكون الإرادة الحقيقية لإنقاذ الشعب والوطن من هذا الجحيم المحيط به من كل مكان.؟.في كل بقاع الدنيا يتوحد السياسيون مهما اختلفت آراؤهم وتوجهاتهم حين تدق نواقيس الخطر . وتدلهم الخطوب. ويتكالب الأعداء فلماذا يشذ ساسة العراق عن هذا ، ويدفنون رؤوسهم في الرمال ، ويغوصوا في صراعاتهم على غنيمة الوطن المغمسة بالدم. ؟ .إن أكثر السياسيين كذبا أكثرهم احتقارا لوعي الشعب ، وأكثرهم تبدلا ومهانة في نفسه ، وأكثرهم تحريضاعلى الفتن لأنهم بعيدون عن الحق والفضيلة والدين والخلق القويم .لقد أعربت المرجعية الدينية في النجف الأشرف والتي أثبتت إنها صمام الأمان الحقيقي للعراق. ممثلة بشخص آية الله السيد السيستاني حفظه الله الذي أعرب عن عميق قلقه أكثر من أي وقت مضى على مستقبل العراق حين قابله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر ، فهل سيأخذ السياسيون هذا القلق مأخذ الجد أم إنهم سيظلون راكبي رؤوسهم ، مصرين على تصرفاتهم إلى أن يقع الفأس بالرأس ، في تلك الساعة الرهيبة التي لايتمناها كل عراقي شريف سيغرق الجميع في بحر الدم الذي ينتظره أعداء الداخل والخارج .؟ و أنتم تعلمون الحروب الأهلية هي من أبشع الحروب الدموية .لقد قال مراسل الجزيرة بالحرف الواحد يوم الثلاثاء المصادف 23 /4/ 2013 على أثر أحداث الحويجة التي جرحت قلب كل مواطن عراقي شريف :(لقد فتحت الحكومة العراقية أبواب الجحيم على نفسها. وبدأت بعض القرى تسقط . وهناك جنود عراقيون أنضموا إلى أبناء العشائر وسلموا أسلحتهم لهم تحت صيحات الله أكبر.)وهذه التقارير الملغومة المنافقة الكاذبة تعني بكل وضوح إن محطة الجزيرة بدأت تعد برامجها وتهيئ كوادرها الإعلامية لتأجيج الحرب الأهلية في العراق والتي حلمت بها طويلا . وهاهو أمير قطر يقف ذليلا بين يدي سيده في البيت الأبيض . ليرمي المزيد من الوقود على الحرب في سوريا التي لها 600 كم من الحدود مع جارتها العراق. وبدأت الفضائيات الفتنوية تنقل البيانات العسكرية التي تنذر بالويل والثبور وعظائم الأمور . وتطالب بإخراج الجيش من المدن في المنطقة الغربية فورا.!!!. ودعوة جميع ضباط صدام الكبار إلى العودة للعراق لتدريب أبنائهم وأخوانهم لمحاربة (حكومة المالكي .) .لقد انطلقت الشرارة الطائفية في أجواء العراق. وبدأت الأفاعي السامة كطارق الهاشمي وحارث الضاري وعدنان الدليمي ومن لف لفهم تنفث سمومها ، ويتصاعد فحيحها لإشعال الحرب الطائفية . فهبوا ياعقلائه وحكمائه وشرفائه لإنقاذ وطنكم منها قبل أن يستفحل أمرها وتحرق الأخضر واليابس .هبوا أيها الأصلاء النجباء لتفويت الفرصة على أعداء العراق الداخليين والخارجيين.قبل فوات الأوان فالحريق إذا حدث لاسامح الله سيلتهم الجميع دون استثناء. ولات حين مناص.وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمة - وربما أضرمت نارا على بلدِبسم الله الرخمن الرحيم :ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .- الأنفال -53.جعفر المهاجر .13 جماد الثاني 1434ه24 نيسان 2013 .
https://telegram.me/buratha