لا يسعني وانا اتابع احداث الحويجة منذ خمسة ايام ولهذه الساعة من الليل ومااسفر وسيسفر عنها في الساعات القادمة من سقوط ضحايا وقرابين عراقية خالصة لوجه آلهة الحرب والموت والتناحر الطائفي , لايسعني الا ان اقدم اقذر التهاني والتبريكات الشيطانية المضمخة براحة الدم والبارود لشيوخ وخطباء الفتنة الاماجد وتجار العهر السياسي والمجاهدين في سبيل سلاطين البغي والرذيلة, فقد تم الان مرادهم , وتحققت أمانيهم المريضة , وهاهي ثمار خطاباتهم ودعواتهم التحريضية لاحراق البلاد أتت أُكلها , فهنيئأ لكم هذا النصر الطائفي المؤزر باشعال الفتنة, فحقوقكم " المستلبة " لاتسترد الا بالدماء العبيطة ولاسلام كامل دون الاقتتال الشامل, وكما قال احد المتفلسفين قبل سبعة سنين , لابد للعراق من المرور عبر بوابة الاقتتال الطائفي حتى يعي حقيقة التعايش السلمي , ياسلام على الوعي التقدمي !! ومع ولوج العراق بهذه البوابة الجهنمية قبل سنين , لكن يبدو انه لم يكن درسال بليغا ً بالشكل الكافي,لاننا نمتلك عقول صلبة لاتنفذ المعلومة اليها بسهولة!!.
وكالعادة بعد كل مصيبة تحل على الشعب العراقي , يرمي كل طرف مسؤوليتها على الطرف البعيد عن قلبه , ويجدها البعض هبة من الله يجب استثمارها بعناية شديدة , ولكن تبقى مواقف الجهات السياسية متشابه في كل مرة , حتى بتنا نخمن تصريحاتهم بالحرف الواحد , فجهة تشجب وبشدة وتعيد اسطوانتها المشروخة بسحب الثقة , وكأن الثقة جبل لايمكن سحبه الا بقوة اقليمية او عالمية عملاقة تتناسب وحجمها وجهة اخرى تدعوا الى الركون الى العقل , حتى يظن المرء بان من تسبب بهذه المشكلة كان يتحرك ضمن حدود الحكمة والتعقل , وثالثة تلقي بالائمة على الحكومة في كل الاحوال دون معرفة تفاصيل القضية وملابساتها , ورابعة تبحث عن مبرر للشتم ونعت الحكومة بالدكتاتورية , فماخسرته بالامس كان ثقيلا, اثقل من مبلغ اربعة مليارات , وتناست ايضا طريقة معالجة الاحتجاجات التي حدثت هناك حيث الديمقراطية العشائرية الفذة .
من جهة اخرى تهافتت الاقلام الوطنجية لتدلوا بدلوها المتسخ منذ سقوط النظام البعثي , والتعجل بارسال مايعادل نصف صفحة او ربما اكثر بقليل لايهم , طالما انها مقالة مكتنزة بالشتائم والتسقيط وتذكير الجميع بنصائح طليعة الحكماء من مثقفي العملة الصعبة من الوقوع في المحظور ووكاحة الحكومة التي لاتسمع الكلام , فلعبها بالنار ناتج عن حماقة وقصور ذهني , سيحرق اصابيعها, ومايثير القارئ ان هذه الاقلام لاتاتي على ذكر الارهابيين ولاالمندسين , ولا ضحايا الجيش العراقي وكانهم ليسوا جزءاً من الشعب , بل ويؤكد احد الفطاحل في التحليل الجزيري ( نسبة لقناة الجزيرة ) حماقة الجيش العراقي في التعامل مع المسلحين بقسوة حتى لو كانوا المعتدين من البعثيين!! بمعنى لو حاربت الحكومة الحالية الشيطان سيقفون مع الشيطان بسعادة وممنونية فائقة, وليس مهما ان ينجم عن ذلك تدمير البلاد فالمتهم لديهم معروف وواضح وجاهز للطعن , اما الذين يذبحون الشعب العراقي ويدفعون لحرب طائفية, فلا احد يعرفهم والخطباء والشيوخ ينزلون من السماء السابعة قبل صلاة الظهر من كل جمعة , وتقلهم قبل الظلام اجنحة الملائكة الطائفية لمقراتهم المقدسة هناك لذا يصعب على المحللين معرفتهم او تحديد هوياتهم!.
هذا الاعتداء الثاني بعد اعتداء الفلوجة الذي يثبت بما لايقبل الشك بان البعثيين والارهابيين يستغلون حالة الحماس التي تثيرها خطب الابالسة من منابر الموت والخراب فيستهدفون الجيش والشرطة , ويجدون استحسانا وحماية كبيرة في سوح الاعتصامات والتظاهرات , وعند الرد عليهم , يتباكى البعض من فرط القوة في التعامل مع الاحداث والمطالبة بالمزيد من الحكمة والصبر!! , وفي كل مرة يطالبون بسحب الجيش من مناطق الغربية , فهل هذه مصادفة , ام ان وراء هذا مخطط جديد , ويكون الحل الامثل دائماً عشائرياً وعن طريق الحكماء ورجال العشائر ,لاسيما بعد ان قررت احدى اللجان المشكّلة للتحقيق في الاحداث اعتبار جميع القتلى الذين سقطوا من الطرفين شهداء في سبيل الوطن!! اليس هذا مضحكاً ؟ اليس غريباً ان يحكم الله بالقصاص من المذنبين والمعتدين , ويقرر حكماء العراق والساسة وضع القاتل والمقتول بعربة واحدة( وكَبل) للجنة!! لعدم قدرتهم على ادانة الجاني وتقديمه للمحاكمة.
ختاما اقول بان على الحكومة العراقية استحداث وزارة جديدة , تسمى وزارة الحكمة , عملها الاساسي مسك العصى من المنتصف وارضاء جميع الاطراف في اي صراع داخلي بصرف النظر عن اسبابه واهدافه وبذلك تسهم هذه الوزارة الفريدة من نوعها بأنعاش السلم الاهلي المحتضر وتحقيق الوحدة المنشودةhttps://telegram.me/buratha