الدكتور يوسف السعيدي
حينما روجت بعض الحثالات المتبقيه من ارث فكر الطاغيه المقبور ... وايتامها من عصابات البعث المقنعه لمقاومتها(الشريفه جدا) ودفاعها عن الوطن ولطرد (المحتل)الاميركي....وحيث حولوها الى تحد دموي لكل ما هو عراقي..كانت كاميرا التاريخ قد سجلت رقصهم المجنون على موسيقى هاوناتهم الثقيله وعبواتهم الناسفه وصواريخهم على رؤوس الابرياء الامنين في بيوتهم مستعينين بمخلفات ثقافة الطاغيه الارعن الذي خبر شرعة القتل...ذلك الدموي الذي قاد زمر الموت التي بمعيته لقتل البشر وكل شريف عراقي يردد انشودة التحرر الانساني....لذلك فان (الشراكه)السياسيه المستعصيه في العراق الجريح المظلوم هي جزء منمخلفات تراث نظام صدام الاستبدادي الدموي ..وبعض من مغامري ومراهقي السياسه لبعض التيارات (الوطنيه)لم تتقن لحد الان اصول اللعبه فوقعت في فخ التخبط بعد ان وجدوا ان سياسة (المصالحه) هي غطاء لفشلهم الذريع في استيعاب مرحلة التغيير العراقي..المصالحه...التهدئه ..ايقاف المظاهر المسلحه ودعوات حلوة المذاق هنا وهناك...ونحن نرقب فداحة التضحيات اليوميه للعراقيين التي ملأت اخبار شاشات الفضائيات التي ادمنت تصوير مشهد بحر الدم المتلاطم بعد ان اصبح العراقي هدفا مستساغا لمفارز قطع الرؤوس على الهويه ..تبنتها ميليشيات بقايا البعث الدموي والتكفيريين الجدد الذين تبنوا ثقافة الحقد القبلي والطائفي ..بعد ان اشبعهم جرذ العوجه المقبور من عقيدته وثقافته العفلقيه ..حيث استحضرت جموعهم احقاد معاويه وعمرو بن العاص...ورفعت المصاحف ...وهي تتخذ من اقبية الظلام منطلقا لزرع الرعب والقتل في ربوع مدننا المحترقه...فتبا لهم وسحقا...هكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها ..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه..وغزاة الحقد الاموي يتوافدون..حيث بكت المآذن ..وخرست النواقيس ..وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق ..في بحار الاسى ووجع الارض..وليل اليتامى ..وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد ..بدهاءمعاويه ..وغدر ابن ملجم..وحربة وحشي ..ونبال حرمله..انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ ..وارتال شهدائنا ..مستمرة..دون جوازات سفر ..على شواطيء الموت المجاني ..وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة ..في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه...واسواق النخاسه..ومكاتب المرابين ..ودهاقنة النفط الصحراوي غيروا خرائط الوجوه...وهم يعيشون ازمة ..التحرير..والتخدير...ويستحمون في بركة واحده...قبل تطبيق خطة فرض القانون ..لم يكن اكثرنا تشاؤما من عبثية المشهد العراقي ان يتوقع وصول الاوضاع وقتئذ على ارض الرافدين الى ذلك الحد من التدهور ...على نحو ما اظهرته الصوره القاتمه لذلك المشهد ... العراقي.. وقد بدت ازمات بلدنا كما لو كانت استنساخا لمركب واحد جرى تكراره في بعض البلدان..يبدأ بعد اتفاق داخلي على مشروع(وطني)للبناء ...يتحول الى صراع سياسي ...لا يلبث ان يعقبه انفلات امني ..ثم اقتتال داخلي ..كان الموطن العراقي يدفع ثمنه غاليا..ولعل الخيط المشترك كان في تلك الاحداث جميعها هو فشل النخب المتصارعه ..في الاحتفاظ بكياناتها السياسيه موحده دون(عبث)...في حين لم يعر اي منها اهتماما للنتائج الكارثيه التي يخلفها ..الصراع ...على الاوضاع الانسانيه في العراق والتي كانت في اسوأ حالاتها ...تلك الحال المأساويه كانت تدفع وقتها للتساؤل ..هل بات العراقيون على وشك الدخول في حقبة (الدوله الفاشله) ؟؟؟تلك الدوله التي لا تقوى على تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها ...تلك الدوله التي يشوبها قدر من عدم الاستقرار ..اطلالة سريعه في ذلك الوقت على تلكم الاوضاع ..كانت تشير وقتها الى اننا نشهد نوعا من (السيوله..السياسيه)والتي ادت الى انفجار العديد من بؤر التأزم في بلادنا الصغيرة المساحه..بعد سقوط عصابة جرذ العوجه المقبور.....
https://telegram.me/buratha