المقالات

نسبان السيد أردوغان

744 14:06:00 2013-04-26

محمد حسين السعدي

كانت ولاية العراق تعتبر منفى بالنسبة للولاة العثمانيين الذين يقوم السلطان العثماني بتنصيبهم كولاة فيه، وذلك لبعد بغداد عن عاصمة الخلافة العثمانية اسطنبول أولا، ولعلم من يريد أن يتولى بغداد بأنه سيحاط بسيل من المشاكل والمعوقات، ولذلك من النادر أن نجد واليا عثمانيا حازما وسياسيا محنكا قبل بولاية بغداد، إذ لم يكن لمثل هؤلاء الشخصيات رغبة في حكم بغداد، فكان من يقبل بولاية بغداد من موظفي البلاط العثماني واحد من اثنين: إما موظف غبي فاشل، فيقبل بولاية بغداد كتعويض عن فشله في اسطنبول، وإما حرامي يريد أن يسرق من ثروة العراق ثم يفر هاربا. ويحدثنا صاحب كتاب (بغداد من سنة 1900 الى سنة 1934) عن صور من غباء الولاة العثمانيين، فيقول: أن واليا كان اسمه حسن باشا لا يجيد القراءة والكتابة، فكان إذا أراد التوقيع على أمر من الأوامر الصادرة منه والتي يحررها الكتَّاب طبعا، يكتب رقم 8 ثم يترك قدر إصبع ويكتب رقم 7 ثم يوصل بين الرقمين خطا لتؤلف كلمة حسن، فكان هذا حظه من العلم.وكان للوالي المبجل صديق من شيوخ العشائر يزوره بين الحين والآخر يقدم له الهدايا، والوالي يستأنس به فيستبقيه عنده بضعة أيام، فيبقى الشيخ العربي في مجلس الوالي من الصباح حتى المساء يفطر مع الوالي ويتغدى معه ويتعشى معه، ويرى الداخلين والخارجين، حتى يحين موعد النوم، حيث يأتي كبير خدم الوالي ليقرأ على فخامة الوالي قائمة المصروفات في ذلك اليوم، والتي غالبا ما تكون من قبيل:بامية بثلاث قروش، لحم بعشر قروش، سمك بعشر قروش وهكذا الى أن يصل الى: داماد ويريلان ثلاث ليرات. فكانت قائمة المصروفات تقرأ على مسامع الوالي كل ليلة قبل النوم، وبينما كان الوالي يمضي ليخلد في فراشه، كانت الأفكار تدور في رأس الشيخ العربي حيث يحدث نفسه، لقد أكلنا البامية اليوم، وأكلنا اللحم وهكذا كل المأكولات وجدتها على سفرة الطعام، إلا هذه الأكلة الغالية (داماد ويريلان) والتي سعرها ثلاث ليرات لم نأكل منها شيئا.ومرت الأيام والأمر يجري كما هو، فعيل الشيخ العربي صبرا، فسأل الوالي ذات ليلة:مولانا الوالي، في كل يوم يأتونك بقائمة المصروفات، وكل هذه الأكلات المذكورة فيها أكلناها بفضلك، لكن هناك أكله غالية بثلاث ليرات وهي داماد ويرلان لم نأكلها لحد الآن؟فضحك الوالي وقال: هذا داماد ويرلان مو أكله، فقال الشيخ: لعد شنو هاي حضرة الوالي؟ فقال الوالي: هذا نسيبي. فاستغرب الشيخ العربي، فقال: نسيبك يعني شنو؟ فقال الوالي: نسيبي يعني ماخذ بنتي! فقال الشيخ على بساطته: ماخذ بنتك شيسوي بيه؟ فرد الوالي: متزوجهه، وينام يمهه!فقال الشيخ العربي: هذا لأنه ينام يم بنتك تنطيه بالليلة ثلاث ليرات؟ فقال الوالي: يعني شنو؟ فقال الشيخ: مولانا الوالي، انطيني ثلاث ليرات بالشهر وأنا أنام يم نسوانك كلهن.قصة هذا الشيخ الساذج تذكرنا بالسيد أردوغان ونسبانه في العراق، مع فارق في طموحات الرجلين، إذ كانت غاية طموحات حسن باشا أن ينام الداماد ويرلان مع بنته فيقدم له في سبيل ذلك كل الإمكانات المادية والمعنوية، إما السيد أردوغان فطموحه أكبر في تقديمه الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لنساباه، لأنه يريد من نسبانه أن يمهدوا له حكم العراق.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك