بقلم علي الموسوي
أظهرت آخر نتائج فرز الأصوات لانتخابات مجالس المحافظات الى تغير كبير في الخارطة السياسية ! وبالرغم من أن هذه الانتخابات تعتبر خدمية لكنها مقدمة ومؤشر كبير الى ما بعدها من انتخابات قادمة والتي يرى فيها المراقبون وعيا للناخب العراقي وانقلابا للمزاج الشعبي في اختياره المرشحين ..لقد أكد ائتلاف دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي تفوقه النسبي في هذه الانتخابات وتصدره للمركز الأول في أغلب المحافظات الشيعية ولكن تبقى حقيقة هذه الانتخابات قاسية وغير مرضية لشخص رئيس الوزراء وحزبه الحاكم لفقدانهم الكثير من المقاعد التي كانت بحوزتهم لصالح الأحزاب والكيانات المتآلفة معهم وقد تجاوزت نسبة خسائرهم 28% من عدد المقاعد التي كانت بحوزتهم في الدورة السابقة أي عام 2009 ومن خلال هذه النسبة سيخسر القانون 42 مقعدا وسياسيا يعني هذا الأمر بداية افول نجم السيد رئيس الوزراء والقائمة التي يقودها والكيانات التي راهنت عليه !! فيما أظهرت النتائج الأخرى تفوق كبير وصعود كيانات على رأسها المواطن والأحرار ...ومن خلال هذه الأرقام نجد عودة الكيان المتمثل في المجلس الأعلى الى موقعه ومكانه الطبيعي بعد سلسلة من التراجعات والاخفاقات في الانتخابات السابقة والتي جاءت كنتيجة لأخطاء في النظام الانتخابي السابق في ادراج قوائم الأسماء وضعف التنظيم والتخطيط الانتخابي المسبق ! ولكن الأهم من ذلك كله هو ما تعرض اليه تيار شهيد المحراب من حجم المؤامرات والتسقيط الاعلامي ومحاولات البعض الترصد والقسم على تحويله الى منظمة اجتماعية لا شأن لها بأمور السياسة !! بعد ان انهالت عليه سيل من الاتهامات المفبركة والتسقيطية يتوخى من خلالها التأثير والتلاعب بمشاعر الناخب تحت ذريعة تقسيم العراق ليخرج المجلس بعدها من العملية السياسية بخسائر كبيرة كادت أن تسقط به لولا تداركه الأمر بروية وتعقل ويعلم الجميع ان مشروع الفيدرالية هو امتداد لحلم قيادات المجلس الأعلى والقاعدة الشعبية العريضة في احقاق الحقوق وتقسيم الثروات بشكل صحيح ومتساوي بين جميع أبناء الشعب العراقي من شماله الى وسطه وجنوبه ومن المؤسف عدم استطاعة الآخرين فهمه وادراكه الا بعد الاعتصامات الأخيرة في المنطقة الغربية والتي تحولت الى عصيان مدني مطالبة بالانفصال والاستقلال بالاقليم السني رافضين بذلك حتى مبدأ الفيدرالية التي أشرنا اليها ! وبالتأكيد سوف تتطور الامور وستزداد المطالب الى ما هو أبعد من ذلك بكثير!!! ؟؟؟ وبدورنا قد حذرنا من تفكك البيت الشيعي وتمزيقه والاصرار على عدم الاتفاق والانفراد بالقرارات وسياسة لي الذراع التي ستهدم بيوتنا على رؤوسنا من أجل مصالح حزبية ضيقة ! وبهذه المناسبة ندعوا جميع الأطراف وبالخصوص التحالف الوطني الشيعي لأخذ دوره الحقيقي والكف عن التربص والتصريحات السياسية المحبطة للشارع العراقي فكلكم حاكمون وكلكم مسؤولون وان اختلفت النسب بينكم شئتم أم أبيتم ! واذا حدث شيء سيحترق الأخضر واليابس وعندها سيندم الجميع وستحاكمون هذه المرة بيد انصاركم وناخبيكم !! ومن خلال هذه المعطيات ندرك انه لا مجال الا بالرجوع الى فيدرالية الأقاليم وعدم العيش في أوهام ..!! خاصة وقد جرب حكام العراق الشيعة العمل سوية تحت حكومة الشراكة الوطنية والتي أصبحت فيما بعد وبال على الشيعة أنفسهم قبل غيرهم وأظهر من المستحيل التعايش مع الآخر في ظل هذه الظروف الطائفية !! لذا نرجو من القائمين على العملية السياسية الرضوخ الى الأمر الواقع وترك القوم وشأنهم فهذه هي مطالبهم وعلينا احترامها ...وبالعودة الى نتائج الانتخابات ومن خلال هذه المعطيات نستنتج من هو الخاسر والرابح الأكبر في هذه الانتخابات ولماذا نرجح كفة ائتلاف دولة المواطن في أن يكون بيضة القبان في هذه المرحلة ويبقى المجلس الأعلى رقم صعب في العملية السياسية ... ومن هنا نعتقد ان ائتلافي الحكيم والصدر يتصدران المشهد السياسي وبإمكانهم قلب الموازين في التحالفات المقبلة مع أفضلية نسبية لقائمة المواطن التي تنفرد بعلاقاتها السياسية المتوازنة مع جميع الكتل على حد سواء الأمر الذي قد يضطر معه المالكي الى التحالف سريعا مع الحكيم والموافقة على برنامجه الانتخابي أو الرضوخ الغير محبذ لدولة القانون الى مطالب الصدر قبل أن يتحالف منافسوه ضده في تلك المحافظات ومن هنا ستشتعل منافسة المتحالفين ولكن ليست على حساب الناخبين وهذا ما نأمله مع تمنياتنا الخالصة لجميع الكتل الفائزة بالوفاء بوعودها والعمل الجاد لخدمة العراق وازدهاره . بقلم علي الموسوي / هولندا
https://telegram.me/buratha