المقالات

أمام أبواب الجحيم

534 18:56:00 2013-04-26

علي السيد جعفر

منذ إندلاع " إعتصامات ، إحتجاجات " الغربية كتب من كتب وأدلى بدلوَه من أدلى ، ناقمين على السيد المالكي ومعترضين على سياساته وفريقه الإستشاري في إفتعاله الأزمات وطريقة إدارته لها ، ملفات تُبرز ويُهدد بها خصوم سياسيين ، وأُخرى تُقفل ويُغض الطرف عنها لمجرمين أوغلوا في الدماء ، مؤسسات دولة مسيسة تتحكم بها إرادة ورغبات من تسيد القرار السياسي وتحكم به ، ديكتاتورية تنموَ بوتيرة متصاعدة تستظل بعنوان ديمقراطي وتحتمي به ، و " صبيان الدعوة " يتقاذفون مؤسسات الدولة ، مهمشين شركاءهم في العمل السياسي ، مساحة من حرية النقد والشجب أتاحها التغيير الكبير في عراق مابعد صدام حسين لامنة فيها لأحد على آخر ورسالة كتبت بحروف ناصعة لاتقبل اللبس مفادها " لا لديناصور جديد يحكم أو حزب واحد يتسلط " ، ومن رأى في العمل المناهض " الإعتصامات " وجملة مطالبها بعداً طائفياً تدعمه جهات إقليمية يراد من خلالها إفشال تجربة " شيعية " في الحكم وإعادة عقارب الساعة إلى ماقبل نيسان 2003 .سُئلت أيام العنف الطائفي الذي لفنا برداءٍه الأحمر عام 2006 ، موت مجاني ، سيارات وأجساد بشرية مفخخة تحصدنا عن مستقبل هذه البلاد ، كنت متفائلاً جداً بمستقبل جديد لاح ليَ في الأفق قلت " سنضحك كثيراً ومستقبلنا واعد " ، لا أعلم الآن مدى توهمي لحظتها وصراع السلطة ينذرنا من جديد بقادمٍ أتعس وأكثر بؤساً من أيامنا تلك ، هل أذهب لمكان إعتصام إحدى مدن العراق " الغربية " لأنقل لكم " تسامحاً " وقبولاً بالآخر تحسدنا عليه منظومة عريقة ديمقراطياً " نكتة " أو لأسمعكم صراخات موروثة عن أصولاً ليَ فيها عيب لاأدركه أنا واسمي " جريمة " أقترفها أبي بحقي وجدي من قبل بحق أبي ، أم أرتمي بأحضان " مختار عصر " يتوعدهم بالإنتقام لمقتل " عبدالزهرة " و " عبدالحسين " لتكونوا على بينة من حجم الكارثة التي تنتظرنا ، إنها مشكلة الشرق الأزلية " لاوجود لآخر مختلف " أنا أو الجحيم ، والصراع السياسي فيه يأخذ بعداً دينياً " الأنظمة القومية العروبية " مثالاً ، أستنجدت بأمهات كتبنا بحثاً عن نص قرآني وآخر نبوي يجعل من دين سماوي " اليهودية " محل سُبة ، تستعين به لا في حربها مع الدولة العبرية بل لبقائها عنواناً للمقاومة " العدوَ متربص بنا ونحن له بالمرصاد " أو طائفي يلغي الآخر ، يكفره ويفتي بقتله تقرباً لرب لاأعرفه أنا ويحتكر حقيقة الإيمان لنفسه ولمكونه المذهبي الموروث من آباء وأجداد لا عن دراية منه بما ورث أو قراءة .هنا الحويجة ، جنوداُ قتلوا ومعتصمين ، سليمان بيك تنتفض وتعلن إمارتها والرمادي تتوعد وتتسلح ، صدقت الرواية الحكومية في الأحداث الأخيرة أم كذبت وكُذبت الأمر خطير والجميع في محنة ، حزن إلا من تراوده منا أحلام مريضة بإنهيار الدولة ، ودعوات إستبدال رئيس الوزراء بآخر من التحالف الوطني سُنة " بدعة " قد يعاد تكرارها مع كل مأزق سياسي تفقد عبرها العملية الديمقراطية المناخ الواجب توفره لديمومتها ، الرجل نختلف معه وعلى طريقة أداءه كثيراً ترأس مجلس الوزراء بعد أن توافق عليه الجميع ، فشل في مهمته كما يدعيَ البعض وأختلق أزمات أم فشل من أُستوزر له من الكتل المنظوية في حكومته ويكررها دائماً ، المهم الوزارة وقبل عام من إنتخابات برلمانية قادمة فشلت في مهامها خلقت مناخاً مشحوناً بالكره وروح الإنتقام بإنتظار بديل ناجع لا يعيد لنا " لحمتنا " كما يتغنى بها البعض ويتمنى بل يمنحنا شعور بأن الحياة معاً في وطن واحد ممكن وغير مستحيل يُنزع عنه تصورات قديمة مسبقة عن علوَ مكوَن على آخر بحكم تسيد تأريخي له أو إحساس جديد لآخرين بإنتزاع ماكان مُستلب منهم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك