هادي ندا المالكي
كشفت احداث الحويجة العدوانية الدامية عن الوجه القبيح للتظاهرات السنية وللاطراف التي تقف ورائها رغم محاولات ذر الرماد بالعيون وايهام البعض بسلمية هذه التظاهرات واحقية مطالبها المشروعة الا ان ما حدث من استهداف مباشر للقوات الامنية والهجوم على المقرات العسكرية وتبني تنظيم جيش الطريقة "النقشبندية" التابع للمجرم الهارب عزة الدوري مسؤوليته قيادة التظاهرات واعلان الجهاد ومناكحة الجميلات من اخوات صابرين وتشكيل جيش العشائر لمقاتلة الجيش والشرطة والروافض والصفوية وتحرير البلاد منهم ومن ايران المجوسية كلها دلائل لا تقبل التاويل من ان التظاهرات بدأت تنفذ ما مطلوب منها لتمزيق وحدة العراق وادخاله في اتون الحرب الطائفية التي ستحرق الاخضر واليابس.كما كشفت احداث الحويجة عن عمق الحقد الطائفي الذي يغتلي في نفوس القوم ورغبتهم في الانتقام من اكثرية ابناء الشعب العراقي والتخلص منهم وهذا الحقد والرغبة في الانتقام تمثل في توزيع الادوار والتصريحات والفتاوى التي تحرض على القتل من طرف وتمجد بالبعث وبالمجرم صدام من طرف اخر بل تجاوز بعض المطعون برجولتهم وشرفهم على مجاهدي الانتفاضة الشعبانية وابطالها ممن اذاق صدام اللقيط ذل المرارة والهزيمة ومثل هذا الحديث وهذا التطاول وهذا التمجيد بالمقبور صدام لم يكن ظاهرا قبل اليوم.ان ما يحدث اليوم من خطب وفتاوى وتحشيد اعلامي يعيد الى الذاكرة بداية الاحداث في سوريا وما لحقها من تداعيات مريرة ومؤلمة لا زالت سوريا الاسد تدفع فواتيرها من دماء ابنائها ومن تاريخها وحاضرها فكما بدأت التظاهرات سلمية ثم تطور السيناريوا للدفاع عن النفس بعد ان تطاول المتظاهرين على الجيش والشرطة وهكذا اشتعلت الحرب لان قانون الشيخة موزة قانون واحد وهو ان من حق المتظاهرين قتل الجيش والشرطة وسبي الحرائر ونشر الفوضى وليس من حق الحكومة الرد لان هذا الرد انتهاك لحقوق الجبناء والمغرر بهم والخانعين .ان ما كشفته تداعيات جريمة التجاوز على القوات الحكومية في الحويجة وما تبعها من تطاول على ممتلكات الدولة وتدميرها وتفخيخها وما اعلن عن مطالب وما رفع من شعارات واعلام تعود للبعث والقاعدة وللجيش الحر كلها مبررات حقيقية للقوات المسلحة لان ترد بقوة وان تدافع عن ابناء الشعب العراقي الذي حملهم الامانة وان لا يمنحوا الفرصة للجبناء والغادرين لان يمارسوا هواية القتل والغدر لان العفوا عن هذه الجرائم النكراء سيجعلهم اكثر اجراما ولن يرتدعوا عن فعل اي منكر او محذور بعد اليوم. ان اشعال نيران الحرب والفتنة الطائفية لن يكون صعبا لكن اطفائها هو الامر المستحيل كما ان خطرها سيحرق من بدأها وستكون مدن التظاهرات ساحة الصراع والمحرقة الحقيقية لهذا فان لدى العقلاء بعضا من نور الامل في ان يتدارك الطرف الاخر مخاطر هذه المرحلة ان كانوا موجودين وقادرين على دفع المخاطر والا فان على من اشعل النيران تحمل عواقبها لان حمد وخليفة وموزة لن يكون باستطاعتهم حماية ابو ريشة وعلي سليمان واللافي لان العراق ليس سوريا فقضيتنا لا تحتمل الوقت انها قضية حياة او موت.
https://telegram.me/buratha