محمد المياحي
ان القراءه الاوليه لنتائج انتخابات مجالس المحافظات, تؤشر الى متغيرات كبيرة اعطت توازنات جديده للعمليه السياسية في العراق ,وستساعد على التهدئة والاستقرار النسبي في مجمل الاوضاع فبطبيعة ما تم من نتائج وان كانت اوليه لكنها اقرب الى النهائية ,قد حصد إئتلاف المواطن الذي يرأسه الحكيم نقاط مهمه ونتائج لم تكن متوقعه لدى المراقبين, فقفز تيار الحكيم وحصل على ضعف الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة. وجعله هذا التقدم ان يتحول من بيضة القبان الى معادلة واقعيه وحقيقية ستساهم في انضاج العمليه السياسية وكبح سياسة التفرد والاقصاء فرغم ماتعرض له تيار الحكيم من تهميش متعمد واقصاء واستهداف ممنهج من احزاب السلطه وكانت هناك ارادة حقيقيه عند البعض لتفتيت وجود تيار الحكيم لاسباب واعتبارات كبيره وكثيرة ,ولها جذور تاريخيه "وحقد دفين", نعم استطاع تيار الحكيم من الفوز وهو خارج السلطة ولا يمتلك المال ولا الفضائيات ولا الدعم الخارجي السياسي والمالي ,والسبب الحقيقي لهذا الفوز هو لواقعية ذلك التيار ولوطنيته وعدم عزفه على الوتر الطائفي ومارس سلوك ديمقراطي رائع في نقد الذات وتقديم خطاب معتدل وبرنامج علمي خدمي واقعي ,دون اعطاء الوعود او استخدام لغة التهديد والوعيد ,ربما للكارزما والمقبوليه التي يحملها زعيم هذا التيار المجدد الشاب السيد عمار الحكيم كان له الاثر الكبير في تعزيز هذا التقدم ,وهنا لو تم مقارنة تقدم إئتلاف الحكيم وماحصلت عليه من ارقام فأنه حصل على قرب من مليون صوت وهي قائمه لا تضم احزاب ولا وزراء ولا مسؤلين نافذين بالمقابل ائتلاف المالكي الذي يضم احزاب وحركات وشخصيات نافذه ومتمكنه ماديا وسياسيا ومعظم مؤسسات الدوله بيد هذا الائتلاف, ناهيك عن الكم الهائل من الفضائيات والدعم الخارجي وامتلاك السلطة المطلقه على اغلب محافظات الوسط والجنوب, لكن ثمة تراجع ملحوظ وواضح لائتلاف المالكي وانكسار حزب الدعوه داخل هذا الائتلاف ولم يحصل على ثلث مقاعد التي فاز بها وبالتالي فأن نسبة خسارة ائتلاف المالكي كانت مئه بالمئه واما تيار الحكيم فار بضعف اي مئه بالمئه فكيف خسر المالكي فهي نتيجه طبيعيه للسياسات الخاطئه لهذا الأئتلاف وتصرفات السيد المالكي الانفعاليه السلبيه وخطابه السياسي البعيد عن البرنامج العلمي الخدمي والسبب الاهم هو فشل رجالات السيد المالكي من تقديم الخدمه للناس والفساد المالي والاداري الكبير الذي يلاحق هذا الائتلاف الحكومي لذا فالقراءة السياسيه لنتائج الانتخابات تفيد الخاسر الاكبر السيد المالكي فهل يكتفي من التهديد والوعيد والتفرد بالسلطه وهل سيشرك الاخرين ام يبقى يخسر من رصيده يوما بعد يوم وهل يعترف باطائة ام يبقى يعيش النرجسية والكبرياء المفرط , واما الفائز الاكبر السيد الحكيم فهل سيستمر بخطابه التجديدي وتحويل برامجه الى افعال ولايقع رجالاته في الغرور والبرود هذا ماسيتجلى في المستقبل القريب
https://telegram.me/buratha