المقالات

مجاهدو الأمس. وإرهابيوا اليوم

463 09:32:00 2013-04-27

بقلم/ ضياء المحسن

في الوقت الذي كان فيه المجاهدون في الأهوار، يقاتلون أعتى نظام دموي وشمولي عرفه العراق طوال تاريخه السياسي الحديث؛ واستخدم النظام البائد وسائل متعددة للقضاءعلى المقاومة الإسلامية، والتي تمثلت بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية؛ بقيادة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، لم يخطر في بال هؤلاء المجاهدين في يوم من الأيام أن يقوموا بتفجير أنبوب للنفط، أو الخزانات النفطية مع أنها كانت قريبة منهم وفي متناول أيديهم. وهنا يدور سؤال في البال وهو. لماذا لم يقم هؤلاء المجاهدين بتفيجر تلك الأنابيب والخزانات النفطية؟ هل كانوا يخافون من النظام وأزلامه؟ أم لم تكن لديهم الإمكانات التي تجعلهم يقومون بتفجيرها؟ أم هناك أسباب اخرى؟ وإذا كانت هناك أسباب أخرى؛ فما هي تلك الأسباب؟وللجواب على الأسئلة المتقدمة، يجب أولاً معرفة لماذا قاتل المجاهدون النظام البائد؟ لقد قاتل هؤلاء نظام الهدام لأنه إستباح الحرمات وأحل دماء الأبرياء، واخذ يضيق عليهم الخناق من خلال أجهزته القمعية المنتشرة في كل قصبة من بلدنا الحبيب، وأخذ يزج بالناس في المعتقلات على الشبهة بسبب وبدون سبب، وبعد أن شن الحرب على إيران، منحته هذه الحرب عذراً أقوى للزج بأكبر قدر من الأبرياء، ومن ثم إعدامهم بحجة إنتمائهم لحزب الدعوة (العميل)، ولا ندري لمن كان (عميل)، فقد كان مؤسس حركة الدعوة آية الله السيد محمد باقر الصدر( قدس سره) من الشخصيات الدينية والعلمية المعتبرة، وله كتب تدرس الآن في جامعات أجنبية. عند هذه النقطة إرتأت قيادات حركة الدعوة في الخارج محاربة النظام الدكتاتوري بكل الوسائل الممكنة، لكنها لم تقم طيلة فترة مقارعتها للنظام بالإعتداء على ثروات الشعب لسبب بسيط إنها تحارب النظام وليس الشعب، وهذه الأنابيب تحوي ثروة الشعب التي يعتاش منها وتحرك عجلة إقتصاد البلد؛ لا خوفاً من النظام وأجهزته القمعية، مثلما يفعل الأن الإرهابيون والمرتزقة والذين يعتاشون على دماء الأبرياء وثروات الشعب ، وهو إن دل على شيء؛ فإنما يدل على أن كره هؤلاء الإرهابيين للشعب أكبر من كرههم للحكومة والأحزاب النافذة فيها. إن الإرهاب مسألة لا يمكن التهاون فيها، لأنه يفرق بين مكونات الشعب الواحد، فالكل مستهدف بمختلف الذرائع والحجج، فمرة يستهدف أبناء الشعب لأنهم شيعة و( روافض) ومرة أخرى يستهدف أبناء الشعب لأنهم متعاونون مع الحكومة، وهكذا في كل مرة يجد ذريعة لإستهداف فئة أخرى وأخرى. إننا ندعو الحكومة الى تكثيف العمل الإستخباراتي، وزج العناصر الموجودة حاليا في دورات تخصيصة في الدول التي لها باع طويل في هذا المجال، على أن يكون ولائهم للعراق، لأننا نلاحظ أن البعض ليس لديه ولاء للبلد، وإنما ولائه للجهة التي ساهمت في إدخاله الى تلك المؤسسة، كما ندعو السلطتين التشريعية والتنفيذية على عدم التسامح والتساهل في إمكانية أن يخرج من السجون من تلطخت يديه بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا. وندعو أبناء شعبنا بمختلف قومياته وطوائفه الى الوحدة والوقوف صفاً واحداً بوجه الإرهاب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك