حسين الركابي
يبدو ان رائحة البارود بدأت تتسلل الى أنوف العراقيين مرة أخرى، لتجد من ارض الحويجة منطلقا لها، هبت تلك الرائحة النتنة التي سئمنا من شمها عقود من الزمن حملت تلك الرائحة أهات وانين، رائحة دماء رقاب أبنائنا وإبائنا بعد ان كانت تهب علينا من ارض ألعوجه إبان حكم العفلقي وهبل العراق. اليوم وبعد مرور عشرة سنوات على سقوط حاكم ألعوجه وأعدمه القانون المنتخب من قبل أبناء الشهداء، والمحرومين، والمغيبين في الظلمات وغياهب السجون. طلت علينا هذه الأيام أيتام البعث لتجد مأوى لها في قطر، والسعودية، وتركيا، لتمتد الى المحافظات الغربية من العراق، ليعيدوا أمجاد قائدهم الضروري حسب ما يعتقدون. بدأت المظاهرات قبل عدة أشهر بالشكل السلمي والقانوني، لكن سرعان ما ركب أمواجها تلك الفئة الضالة لتمتد الى الموصل، وصلاح الدين، وخرجت عن سيطرت قادت المظاهرات السلمية، ثم تسلقوا الخوارج واستلموا زمام الأمور وجعلوا مخيمات الحويجة عبارة عن ثكنات عسكرية ومشاجب لأنواع الأسلحة، هذه الأسلوب نشم منه رائحة الطائفية الذي لا رابح فيها. ان ضرب القوة الأمنية وكسر هيبت الدولة ما هو إلا دليل على المخطط الإسرائيلي القطري ألبعثي، جاءوا بفتاوى التكفير والقتل من شيوخ الضلالة لينفثوا سمومهم على أبناء الشهداء، الذي التحقوا بصفوف الجيش والشرطة الذي لم ينصفهم ساسة البلاد بعد سقوط النظام العفلقي من استلام حقوق إبائهم، لم يجدوا أي وسيله ليجلبوا لقمة العيش الى أهلهم الا ان يتطوعون بسلك الأجهزة الأمنية ليمثلون القانون الصحيح، بعد ان طبقت عليهم قوانين إجرامية أكثر من ثلاثة عقود، تلك المظاهرات خرقت القانون والأعراف الدولية وتعدت كل القيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية. هذه المخيمات التي نشاهدها اليوم هي لا تمت بصلة الى أبناء الحويجة بالذات، وإنما أيادي خفية لا يروق لها إلا ان ترى قطع الرقاب ورائحة الدماء، يقودها شيوخ التسعينات ومعممين الدمج على الإسلام. أصوات نشاز نسمعها كل يوم تريد ان تحرق الدنيا من اجل مخططات أجنبية وأنظمة عربية وحفنة من الدولارات. المحافظات الغربية اليوم ضحيت القاعدة ومعممين إسرائيل، ويعيشون تحت سيوف الذباحين وسوط الجلادين، وخير دليل على ذلك تفجير ( مطعم زرزور في الفلوجة ) بعد ان امتنع عن المشاركة بدماء الأبرياء او دفع الإتاوات لشيوخ الضلالة. إما اليوم إمام تلك المحافظات مسؤولية وطنية وشرعية كبرى، عليهم ان لا ينجرفوا بفتاوى التضليل، الرامية الى الحرب الطائفية والاعتداء على القانون، القوة الأمنية العراقية اليوم تمثل القانون الرسمي للدولة ولديها ألغطاء القانوني والشرعي، ومسؤوليتها بسط الأمن في العراق. اليوم الجميع مطالبون بمواقف وطنية لسد باب الفتنة، الذي بدء يطبل لها الإعلام المغرض والمنتفعين منها، ودعم الأجهزة الأمنية وعدم التجاوز عليها، لأنها لا تمثل جهة واحدة وإنما تمثل هيبت الدولة والسيادة الوطنية العراقية!!!
https://telegram.me/buratha