المقالات

محافظات على طريق الانفصال /

621 16:38:00 2013-04-27

حافظ آل بشارة

تطورت تظاهرات الغربية فانتجت أزمة الحويجة ، العراق يسير باتجاه الكارثة ، كنا نتوقع عودة المعتصمين الى بيوتهم لان مسؤولي الحكومة يقولون وهم مبتسمون ان جميع المطالب قد نفذت ، لكن قادة الاعتصام يقولون وهم يصرخون متوترين انهم لم يحصلوا على شيء يذكر ، لم يقم احد بالتحقيق في هذا التناقض الكلي بين الخطابين ، المواطنون في الانبار والموصل وصلاح يقولون همسا وهو يتلفتون مذعورين انهم عادوا اسرى بأيدي الارهابيين ، وبدأ تشكيل جيش ارهابي في تلك المناطق ، قالوا : انه وطن صغير منفصل عن العراق مخصص للمطلوبين والارهابيين والقتلة ، لذا تم اعلان تشكيل مليشيات يقودها ضباط الحرس الجمهوري القديم وفدائيو صدام والجيل التكفيري الشاب الذي نشأ في المنطقة ، ثم طرد القوات المسلحة العراقية من المنطقة وقتل من لم ينسحب ، هذا يعني انفصال ثلاث محافظات على الاقل من العراق تدريجيا وانتهاء سيادة الدولة عليها بتمويل قطري سعودي اماراتي وباشراف مخابرات دولية ، الخليجيون اشتروا غرب العراق ارضا وبشرا ، ليكون ملاذا عالميا وحاضنة لجميع ارهابيي العالم فتجد فيها الافغاني والباكستاني والسعودي والخليجي والافريقي والشيشاني ، وجميع الارهابيين العرب المصممين ذهنيا على القتل الطائفي ونسيان الاعداء الحقيقيين ، قتال بالنيابة معروف النتائج ، وعندما يثبتون اركان كيانهم الجديد المنفصل ستأتيهم الأوامر باحتلال بغداد ، هذا هو المشروع منذ البداية ، اما حكاية المطالب المعلنة التي لقنوها للمعتصمين كقضية السجناء والسجينات والمادة 4 ارهاب والمخبر السري وقانون المسائلة والعفو العام والتوازن السياسي وغيرها فهي عناوين مختارة لاطلاق المشروع الاكبر وتطويره ، والدليل على ذلك ان الحكومة استجابت وقدمت تنازلات سرية وعلنية غير متوقعة ولكن بدل ان تختفي الازمة ازدادت تفاقما ، أخيرا اعلنوا حرق المطالب لأنها نفذت ولان البرنامج يتطلب الانتقال الى مرحلة فاصلة ، الفريق الاقليمي المنفذ للمشروع يعتمد فكرة اراقة الدماء بغزارة حتى يشعر الشعب العراقي ان تقسيم بلده هو الحل الافضل ، مثلما اجبروا الشعب نفسه على الاقتناع بان الاحتلال هو الحل الافضل للتخلص من النظام الصدامي . مواقف القوى السياسية من الأزمة غير واضحة ، لا توجد ارادة سياسية قوية لحفظ وحدة العراق ومواجهة مشروع التقسيم ، هناك قوى سياسية تنادي بوحدة العراق علنا وتعمل على تقسيمه سرا ، وقوى تنادي بالوحدة لكنها لا ترفض التقسيم ، بعضهم يريد ان يبادر الآخرون لتنفيذ المشروع حتى لا يسجل باسمائهم كعار تأريخي خالد ، بعضهم يقول ان التقسيم افضل لأن الشيعة لهم نفطهم ، والكرد لهم نفطهم ، والسنة يصبحون تابعين لدول الخليج الثرية تشتريهم ارضا وشعبا ، اذا بقي السيناريو على هذا السياق سيكون الفصل الاصعب الزحف التكفيري على بغداد كحلقة أخيرة ، هذه الكارثة يمكن منع وقوعها اذا توفرت قناعة لدى النخبة السياسية بأن وحدة العراق مقدسة ، ولكن اين هم دعاة الوحدة ومتى نراهم ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-04-28
الفصل بتكوين دولة الجنوب افضل ثم قتل أعداء اهل البيت في بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك