هادي ندا المالكي
لم تكن جريمة قتل الجنود العزل قرب ساحة الاعتصام في الانبار جريمة عادية يمكن المرور عليها كجريمة جنائية يمكن التحقيق في ملابستها وإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزائهم الذي يستحقونه انما هي جريمة ضد الإنسانية شارك بها جميع من تواجد في ساحة الاعتصام وشارك بها كل من حرض واجج ودعا الى قتل الجنود والشرطة ونعتهم بنعوت المليشيات والصفويين والتابعين لإيران.ان جريمة إعدام الجنود العزل وبدم بارد انما يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى الارهابي اللافي وخطيب سامراء والفلوجة وعبد الملك السعدي وعلي سليمان وابو ريشه ومفتي الديار السنية ويتحمل مسؤوليتها النجيفي واحمد العلواني ورافع العيساوي وحيدر الملا لان هؤلاء جميعهم دعوا علنا وامام شاشات الفضائيات الطائفية والمأجورة وبالصوت والصورة الى قتل الجيش العراقي بل وصلت فتاوى عابرة الحدود الى قتل النساء والأطفال.ان ما حدث في الانبار ومن قبله ما حدث في الحويجة وفي الفلوجة من استهداف وقتل وتمثيل بجثث العسكريين من ابناء عشائر الجنوب يتطلب وقفة جادة من الحكومة لإعادة الهيبة الى سلطة الدولة ولوقف تداعيات مثل هذه الأحداث لان الأمور بدأت تخرج من السيطرة وان استمرار الاستهداف وعجز الحكومة عن حماية ابنائها سيجعل أبناء العشائر في المحافظات الوسطى والجنوبية أمام خيار الدفاع عن النفس ورد المعتدي وعندها ستحترق الأرض بمن عليها ولن تكون الانبار او الفلوجة بنزهة ولن يكون بإمكان اللافي او ابو ريشه او المراهق علي سليمان التصريح او الوقوف على منصة الخطابة او ضرب الدفوف.لن تمر جريمة قتل الجنود العزل مرور الكرام وستكون قضية مصيرية وربما سيتوقف عليها مستقبل الإحداث في العراق لان ما حدث مثل أقصى حالات الاستهتار والجريمة والاستهانة بالقيم والمثل والأعراف والتقاليد بل ان كل هذه المسميات قد تم قتلها ودفنها في صحراء المنطقة الغربية واذا كانت هناك عشائر ونخوة وشرف وغيرة ومروءة يتحدث ويتغنى بها الغربيين فعلى الانباريين ان يعلمونا بها وان ياكدوا مصداق ذلك من خلال إنهاء الاعتصام والاعتذار الى ابناء الجنوب وتسليم الجناة والمحرضين الى الحكومة لينالوا جزائهم العادل وفق القوانين السارية. لا اعتقد ان هيبة الدولة تحفظها عشائر الانبار بقدر ما يحفظها ابنائها من رجال الجيش والشرطة وقد اثبتت الوقائع والاحداث ان شيوخ العشائر في هذه المنطقة اما مرتهن للقاعدة او سمسار يذهب مع الجهة التي تدفع اكثر وامثلة علي سليمان وابو ريشة لا زالت حاضرة لذا فان الوقت لم ينفد بعد لتعيد الحكومة الهيبة الى نفسها اولا والى بنائها من الجيش والشرطة ثانيا بصولة واحدة تقضي فيها على القتلة والمجرمين وتظهر الوجه الحقيقي للدولة القادرة على بسط الامن والاستقرار.
https://telegram.me/buratha