الشيخ حسن الراشد
لماذا تأخر النصر في سورية واستمر الطائفيون والارهابيون بالعبث في المنطقة ونشر ثقافة التكفير والذبح والتطرف في كل من سورية والعراق ولبنان ومناطق عديدة في العالم ؟
ولماذا لم ترمي قوى الممانعة والمعتدلة والتي لم تتلوث ايديها بالارهاب وبعمليات القتل العشوائية ولا بتفجير المدنيين كل اوراقها على الطاولة وتعلن فعلا وعملا انطلاق ساعة الساعة وتبدأ بتحرير سورية من دنس الارهاب وشذاذ الافاق وتطهير العراق من الاوباش والعملاء وتنظيف لبنان من المرتزقة والظلاميين ؟
ولماذا ماتزال قوى الشر والرذيلة والاطراف الدولية الغبية تملك زمام المبادرة اعلاميا ولم تزل تفعل كل ما يحقق له التصعيد سياسيا والتهويل من قوة الاطلسي والاسرائيلي والتركي وغيرها من الاطراف المتورطة حتى النخاع في دماء الابرياء تحت عنوان ((الربيع العربي))؟؟
ولماذا لم تتدخل روسيا بقوة في الصراع السوري وتقف في وجه العربدة الغربية والاطلسية والامريكية وماتزال تمارس اسلوب اللين والمجاملة والمعركة السياسية الباردة مع تلك القوى دون ان تقدم على مبادرة عملية وقوية وحاسمة لوقف تلك العربدة المتصاعدة؟؟
ولماذا الايرانيون لم يحركوا لحد الان قواتهم وفرق عسكرية للتدخل المباشر في سورية واعلان تطبيق اتفاقية الدفاع المشترك بين سورية وايران لمواجهة الارهاب ؟؟ فلماذا يحق لايران الشاه التدخل في ظفار العمانية لقمع الثوار في بداية السبعينيات ولا يحق لايران الثورة الاسلامية التدخل في سورية لحماية مصالح الامة ولمواجهة الارهاب المدعوم عالميا وعربيا ؟؟
اسئلة كثيرة ولكل واحد منها يوجد جواب ولعل اصحاب الامر لهم ايضا اجوبتهم على كل تلك الاسئلة ولكن ولان الامر وصل لمرحلة الحسم والخطر خاصة بعد ان برزت بوادر لتدخل غربي اسرائيلي في سورية وتصعيد متعمد في مناطق العراق الغربية وتحريك الطائفيين والتكفيريين والارهابيين لتفجير الاوضاع عسكريا وتحريك ملف الاسلحة الكيميائية السورية والنووية الايرانية مجددا وتسريب معلومات حول اقتراب موعد الضربة الاسرائيلية لايران وتصريحات تعمية لمسؤولين سعوديين وعبر صحف اسرائيلية بان السعودية سوف تسقط الطائرات العبرية التي تعبر اجواء المملكة لضرب ايران !! هذه الامور كلها تدفعنا الى ان نطرح رأينا بوضوح حول السبيل الى الانتصار السريع والحاسم قبل ان تقوى شوكة الخصم والارهابيين وهو رأي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ رغم ايماننا انه الى الصواب اقرب لاعتمادنا على حديث امير المؤمنين علي عليه السلام في خطبته المعروفة والتي دعى فيها اصحاب الى مهاجمة عقر دار العدو واقتحامها وغزوها قبل ان يغزوهم حيث قال عليه السلام :
((أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الْأُوْطَانُ..))الموقف الدولي هو دائما لصالح الارهاب والقتلة والمجرمون وان الغرب لا يأبه لا بحقوق الانسان ولا بكذبة الربيع العربي ولا في ان يتقاتل الشيعة والسنة وتحدث حروب مذهبية اذا كانت كل تلك الامور تخدم مصالحها وتمنحهم الاولية في الهيمنة على مقدرات المنطقة وثرواتها ..والاعتداءات وعمليات الارهاب واستهداف الابرياء بالمفخخات او عبر القصف العشوائي بالصواريخ والقذائف لمناطق مدنية امنة مازالت مستمرة بينما الغارات على المدن والقرى واحتلالها غدت احدى ظواهر ما يسمى بثورات الربيع العربي ..نحن اقوى منهم بكثير ولدينا من القوة البشرية والعسكرية والاقتصادية والعمق الجغرافي ما يجعلنا من ان نهزم كل قوى الشر ونمسك المنطقة بضربة واحدة وسريعة بايدينا ونفرض على الخصم ليس فقط التراجع بل النزول على الركبة طائعا خاسئا مذلا ..ماذا نفعل اذا وكيف الطريق الى الانتصار ؟؟اولا: لابد من ترتيب بعض الاوراق مع بعض القوى الدولية وهنا اعني روسيا والصين والعمل معهم والتنسيق معهم واعطاء وعدا قاطعا بان يكونوا ضمن تقاسم النفوذ وحفظ المصالح للجميع .. ومن دون الاتفاق مع الروس ـ رغم انني على يقين ان هناك ثمة اتفاق وتنسيق ـ لن نستطيع الدخول في معركة كبيرة بمفردنا خاصة وان تلك المعركة كبيرة وحاسمة وقربية لـ((عرين الاسد))! كيف ؟.. ان الدور الروسي يتمثل في ردع القوى الغربية والاسرائيلية والاستعداد للمواجهة مع اي تدخل غربي او تركي في سورية او العراق .يجب قبل البدأ في اي معركة ان تحرك الروس قطعاتها الحربية واسطولها العسكري من طائرات وقاذفات استراتيجية باتجاه الشواطئ السورية واللبنانية وارسال رسائل تحذيرية للاطلسي من الغامرة في التدخل وتفعل اتفاقية الدفاع المشترك مع الدولة السورية لنشر قوات على الاراضي السورية في طرطوس والخط الساحلي وايضا بقرب درعا والحدود الاردنية ..تحريك صواريخ الاسكندر والاستراتيجية باتجاه الحدود التركية المحاذية لروسيا وابلاغ الاتراك بمغبة اي تحرك نحو سورية عسكريا اولوجستيا دعما للارهابيين . ثانيا : ان تقوم ايران بنقل فرق عسكرية بكامل عددها وعدتها الى الاراضي السورية وباعداد هائلة جوا وبرا عبر العراق .ان يقوم العراق بتحريك قطعاتها العسكرية وباعداد كبيرة باتجاه الغرب والانبار واكتساحها خاصة وان المبررات اليوم قائمة بعد مقتل الجنود العراقيين والتعدي على الجيش والظهور المسلح من قبل الارهابيين ..وارسال متطوعين من اللجان الشعبية لا يقل عددهم عن نصف مليون باتجاه الحدود مع سورية وعبور الحدود باتجاه المواقع المقررة بعد التنسيق مع الجهات العليا في القيادة السورية وكذلك القيادة الايرانية !ثالثا : ان يبدأ الجيش السوري بهجوم كاسح على مواقع الارهابيين على طول الجبهات يتزامن معه هجوم اخر ينفذه الايرانيون وحلفاءهم في حزب الله بحيث يتم فتح النار وابواب جهنم من كل الجهات على الارهابيين والمرتزقة وان تطلب الامر استخدام "مبيدات" لازالة الاجسام النجسة والقذرة .. فيما يقوم العراقيون باكتساح الخط الممتد من ابوكمال وحتى العمق السوري ..وبهذه الطريقة يمكن توجيه ضربة قوية للارهاب وداعميهم وتحرير سورية والعراق من براثن الارهاب وتخليص لبنان من شرور الظلاميين وابعاد شبح الحروب المذهبية والطائفية عن المنطقة وفرض الامن والسلام في ربوع كل المنطقة .
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha