المقالات

واخيراً سقط المالكي في فخ البعث

736 10:19:00 2013-04-28

بقلم / صادق الدفاعي

منذ عودة القيادات العسكرية البعثية السيئة الى العمل في المؤسسات الامنية تحت ذريعة الحاجة الى خبراتها في بناء هذه المؤسسات والبلاد تشهد تراجعاً امنياً مخيفاً والشعب يتلقى ضربات موجعة من هذه الجهة الارهابية او تلك وان كان هناك بعض الاستقرار الهش الذي يتحكم به الارهابيون في التوقيت والتنسيق وهناك الكثير من الشكوك في تورط عناصر من الجيش والشرطة بهذه الانتهاكات ، ومنذ عودة هذه القيادات العسكرية السيئة والمالكي يخضع لاهوائها في الوقت الذي تنظر فيه هذه القيادات الى القائد العام للقوات المسلحة على انه حديث العهد بالسلطة والحكم وبالتالي يسهل اللعب والتحايل عليه فهذه القيادات السيئة متمرسة على النصب والاحتيال لتحقيق مصالحها الخاصة دون التفكير بالمصالح العامة وبعيدا عن اية مشاعر وطنية يفترض ان تتوفر فيها. واذا كان المالكي يدرك طبيعة وحقيقة هذه القيادات وحبها للمال والامتيازات وقد استخدمها لتجاوز هذه المرحلة واغدق عليها بما يرضيها فانه واهم وبعيد عن اصابة الهدف لان هؤلاء الضباط لا عهد لهم ولا وفاء وقد تركوا سيدهم المقبور في ساعة الشدة وذهبوا الى بيوتهم ليتفرجوا على مصيره المحتوم . واليوم حيث انفجرت الاوضاع في المدن العراقية السنية بعد اجتياح ساحة الاعتصام في الحويجة فانه من المؤكد ان القيادات العسكرية البعثية السيئة كان لها الدور الاكبر في تأجيج الاوضاع بشكل متعمد ودفعها الى ما وصلت اليه من خلال ايصال رسائل خاطئة ومبالغ فيها الى القائد العام للقوات المسلحة وتقديم المشورة اليه ودفعه باتجاه مهاجمة المعتصمين بحجة الدفاع عن هيبة الجيش وتصوير الامر وكأنه مجرد معركة عسكرية محسومة مقدماً لصالح الحكومة دون ان تكون هناك دراسة مستفيضة لخظورة هذا الاجراء ودون ان يكون هناك حساب دقيق لردات الفعل المحتملة على المستوى السياسي والامني ، وهدف هذه القيادات العسكرية من كل ذلك هو وضع المالكي في حالة مضطربة وغير مسيطر عليها تدفع به الى اتخاذ اجراءات متسرعة اخرى غير محسوبة النتائج وسيفضي ذلك الى خلق تبرير لاسقاطه بطريقة الانقلاب العسكري او استبداله بالوسائل السياسية وقد يخلق ايضاً تبريراً للمطالبة بالتقسيم بعد ان يشتد اوار الحرب الاهلية ( لا سمح الله ) ويضطر الجميع الى قبول هذه الفكرة اللعينةً للحفاظ على ما تبقى من وطن وشعب ، وبذلك يكون حزب البعث والدول الاقليمية المعادية للعملية الديمقراطية في العراق هما المنتصران في هذه اللعبة التي بدأت بزج السيئين من ضباط الجيش السابق من اتباع البعث ومواليه في الاجهزة الامنية الجديدة بهدف الوصول الى هذا الهدف المنشود وقد حذر الكثير من الشرفاء في العراق من خطورة وجود البعثيين في المؤسسات الامنية وتركهم يسرحون ويمرحون ويخططون وينفذون دون رقيب او حسيب خصوصاً وان الدولة العرقية الفتية لا تملك من الوسائل الذكية ما تستطيع به من السيطرة عليهم من خلال المراقبة والمتابعة والمحاسبة ولا تستطيع بحكم حداثة التجربة ان تضع من الضمانات الحقيقية والاليات العملية ما يقطع عليهم طريق اعادة الارتباط بحزبهم الام والعمل في هذه المواقع الخطيرة لصالح هذا الحزب ان الاستجابة الى الدعوة التي يطلقها الشرفاء لتنظيف المؤسسة الامنية من البعثيين اصبحت حاجة ملحة لانها تستند الى الاسباب التالية :1. على مدى عشرة سنوات لم تتمكن القيادات الامنية الحالية من بناء منظومة امنية منضبطة ومتدربة تدريباً عسكرياً حرفياً2. على مدى عشرة سنوات لم تتمكن القيادات الامنية الحالية من التخلص من السياقات التقليدية والقديمة في التدريب والتجهيز والتسليح ورسم السياسات الامنية الاستراتيجية مما افضى الى تفوق الارهاب في التخطيط للعمليات الارهابية وتنفيذها على الارض بسهولة3. على مدى عشرة سنوات لم تستطع القيادات الامنية الحالية من بناء جهاز استخباري كفوء يساعدها على امتلاك زمام المبادرة واجهاض مخططات الارهاب4. على مدى عشرة سنوات والقيادات الامنية الحالية لم تتمكن من الحد من العمليات الارهابية بسبب عدم الاخلاص في النية والانشغال بكسب الامتيازات وملذات الحياة وهي تعاني من الفشل الذريع في كل جوانب العمل الامني ولازال الشعب يعاني من الارهاب بجميع اشكاله 5. على مدى عشرة سنوات والقيادات الامنية الحالية انفقت مليارات الدولارات والحصيلة هي انهيار امني مستمر6. على مدى عشرة سنوات تمكنت القيادات الامنية الحالية من نشر الفساد على نطاق واسع في المؤسسات الامنية الجديدة مستندة في ذلك على ارثها الكبير في ممارسة كل اشكال الفسادمن كل ما تقدم فان الحجج والمبررات التي تبنتها القيادات السياسية الحالية لاستخدام الضباط البعثيين من الجيش السابق كانت غير دقيقة وغير موفقة بدليل الفشل الذريع في تحقيق الاهداف الامنية المرجوة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
AMIR
2013-04-28
احسنت على التشخيص واعلم اخي ان المالكي ومستشاريه الفاشلون يعتمدون الولاء قبل الامانه والكفائه مما تسبب في احاطتهم بحيش جرار من الجبناء والمتزلفين والمنتفعين وتم ابعاد كل مخلص كفؤ وهذه النتيجة كتبنا تفاضيلها منذ اليوم الاول لمشروع المصالحة الكاذبه ووضع الذئاب وسط الضحايا وتسهيل مهمتهم ان المالكي استطاع ان يجذر الفساد بكل مفاصل الدولة واستعدى الشركاء وقرب الخونه وسهل مهمة المتربصين لا اتبع تعاليم الدين الذي يقول له ان شر وزرائك من كان قبلك للاشرار وزيرا ولا حتى حيل السياسية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك