المقالات

من صنع من...؟!...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

507 22:38:00 2013-04-28

   ربما يتناسى أو نسي البعض الحملة الإيمانية التي قادها المقبور "عبد الله المؤمن" في تسعينيات القرن الماضي..في تلك الأيام هبط الوحي مجددا على الأرض، بعد أن كان قد غادرها برحيل خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..الوحي الذي هبط حاشا أن يكون ذلك الذي غادر الأرض بمغادرة صاحب آخر رسالة، بل كان بعثيا ومنتميا الى دراويش الطريقة النقشبندية في ذات الوقت.!..في تلك الأيام صدرت وصايا "عبد الله المؤمن"، وكان لزاما على "الرفاق" أن يحفظوها عن ظهر قلب، وكانت تجرى لهم إمتحانات بالإيمان، وكان مهما أن ينجحوا، وإلا فإنهم سيتعرضون الى عقوبة إنزال الدرجة الحزبية..كانت الإمتحانات تؤدى في مدرسة الإعداد الحزبي، التي تحولت لاحقا وبعد سقوط نظام صدام الى مقر لحزب أياد علاوي...هل هي صدفة أم أختيار؟!.. لا أعلم..لكن من المتيقن أن بعضا من أعضاء هذا الحزب إستعادوا ذكرياتهم في تلك الأيام...!

   وكنا نشاهد على شاشات التلفاز لقطات لـ "قائد الجمع المؤمن" وهو يؤدي الصلاة، كانت سجادة الصلاة لا تفارقه، وكانت تفرش له حتى وهو في رحلة صيد للخنازير البرية في مستنقعات الرضوانية والثرثار..! وكلكم شاهدتموه وهو يصلي مرتديا "البوت الأحمر"..

   في تلك الأيام أيضا بدأنا نستمع في بعض بيوت البعثيين في بعض الليالي، الى أصوات الدفوف في حفلات الذكر التي يقيمها دراويش، يستقدمون عادة من مناطق تقع على حافات حمرين وشمال سامراء..وبدأنا نرى رجالا بشعور طويلة..وأنشئت في بغداد تكايا ومقرات للدراويش..معظمها في أحياء غرب بغداد..كان واحدا قرب نفق الشرطة وربما لا يزال موجودا، وآخر قرب علوة الرشيد وثالث قرب حي الشعب..وهكذا صار البعثيين دراويش مؤمنين، ولكن إيمانهم لم يمنعهم من ارتياد الحانات والنوادي التي يتعاطون فيها الخمور..فهذا شيء وذاك شيء..ولا ربط بين الموضوعين...!

   حينما هوجم برج التجارة العالمي في نيويورك، لم يكن أحد يعرف أن الهجوم نتاج علاقة لم تكشف إلا قبل فترة قريبة، ربطت نظام الرئيس "عبد الله المؤمن" وبن لادن الذي توجه الى أفغانستان في تلك الأيام بالضبط..

   لكن من المؤكد أن أمريكا حينما هاجمت العراق في 2003 كانت تعرف أبعاد هذه العلاقة، لأنها هي نفسها من صنعت طرفيها..! ومن المؤكد أن الأمريكان وهم المشبعين بفكرة الإنتقام من أي عدو يثخن فيهم، كان هذا السبب حاضرا في مخططاتهم حينما هاجموا العراق وأحتلوه، لكنهم وهم البراغماتيون بأمتياز تصرفوا بعد إحتلالهم للعراق وفقا لمباديء البراغماتية المعروفة.. وليس ثمة أخلاق في هذه المباديء، حيث تتموقع المصالح في المقدمة ولا شيء بعدها غير المصالح المستجدة..

   كانت مصالحهم تقتضي حماية وضعهم الجديد، وتطمين حلفائهم والدفاع عن قاعدتهم الدائمة في الشرق ألأوسط، وأعني بها إسرائيل..

   واكتشفوا أن مصالحهم تقتضي إبقاء مستوى محدداً من القوة البعثية، وحليفتها "القوة المؤمنة" كاحتياطي مضموم ليوم لا ريب فيه..

    مصالح أمريكا اليوم ومعركتها مع إيران والشيعة في العراق وسوريا وحزب الله في لبنان، إقتضت إخراج هذا ألإحتياطي وزجه في المعركة مباشرة فيما هم ـ أي الأمريكان ـ متكئين "على صفحة" ـ مكتفين بتقديم دعم لوجستي ومالي، حلبوه من أنظمة العهر البترولية في الخليج ومملكة آل سعود...

كلام قبل السلام: العاقل  لا يبني حائطا حول نفسه كي يحميها من فيضان النهر..العاقل من يضع قارباً يعبر به ذلك النهر..!.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك