هادي ندا المالكي
مثلت حادثة اعدام خمسة جنود كانوا في اجازة اعتيادية قرب ساحة الاعتصام في الانبار من قبل مجاميع ارهابية على صلة بقادة التظاهرات جريمة بشعة يندى لها جبين الانسانية واهانة متعمدة لشموخ وعنفوان العراق واصابة مباشرة لرفعة وهيبة وعزة وخيمة العراق الذي يستظل الجميع تحت أفيائه ويلوذون تحت اكتاره ويطمأنون لوجوده ويتفاخرون برفعته وقوته.ان حادثة ساحة الغدر في الانبار لا بد ان تكون محطة فاصلة بين ان تكون مع العراق او ضده بين ان تكون مع القانون او خارجا عليه بين ان تكون مدافعا عن نواميسه ووجوده وبين ان تكون طارئا ونفعيا وانتهازيا لان هذه المرحلة وهذه الحادثة لا يمكن ان تستمر اكثر مما هي عليها الان لذا فانه ليس في الوقت متسع للتفكير او التردد.
يتحدثون عن عشائر الانبار وعن نخوتهم ورجولتهم ولا اعلم ان حرا غيورا يقبل ان يحدث ما حدث من قتل وتمثيل بأفراد عزل لا يحملون السلاح ولا يفكرون بإلحاق الأذى بالاخرين الا اذا كان خانعا او ذليلا او تابعا وما حدث في الانبار لا يحتاج الى نخوة والى رجولة حتى تثور في الرجال هذه الحمية لانه حتى النساء تستنكر مثل هذه الافعال الجبانة ولو ان عشائر وشيوخ الانبار تعاملوا بحكمة مع ساحات الفوضى ومنعوا كلابهم ومجرميهم من التمادي والتعامل مع القاعدة والبعث الصدامي والعصابات الخارجة عن القانون لما حدث مثل هذا التجاوز ومثل هذا الخرق الا ان واقع الحال يقول ان ابناء عشائر الانبار اما تابعا او جزءا من هذه المنظومة الارهابية او عاجزا لا يجيد غير التصريحات الكاذبة.الامر الاخر ينطبق على افراد الصحوات الذين يمثلون جزءا من المنظومة الحكومية العسكرية فهؤلاء يقع عليهم واجب رد الاعتبار وتنظيف الانبار من القتلة والمجرمين ليس لانهم اهل نخوة وغيرة وشرف بل لانهم موظفين ويتقاضون رواتب كبيرة من الحكومة اساس العقد معهم هو القضاء على القاعدة والمجاميع الارهابية التي عادت الى الانبار تحت عباءة التظاهرات وساحات العز التي لم تفرز غير الغدر والارتهان لارادة الاطراف الخارجية لهذا فهم امام خيار واحد اما ان يكونوا مع الدولة ويقاتلوا الى جانبها او يعودا الى ما كانوا عليه من ارتباط بالمجاميع الارهابية.ان هيبة الدولة والمؤسسة العسكرية على المحك ولا أظن ان الصحوات او العشائر في الانبار هم من يعيدوا هذه الهيبة التي تلطخت بدماء الجنود العزل الى الواجهة من جديد بل ان الضرب بيد من حديد وتقديم المجرمين والممولين والمحرضين الى العدالة والاقتصاص منهم لا يمكن ان يقوم به الا ابناء القوات المسلحة فهم الاولى من غيرهم باخذ الثار والانتصار لشرف العسكرية ومتى سَيحترم الجندي اذا كان الاخر هو من يادافع عنه ويعيد له شرفه المسلوب وقد تعودنا في كل زمان ومكان ان الجيش هو من يعيد الحقوق ويرد المعتدي لا ان ينتظرها من الآخرين.
https://telegram.me/buratha