بقلم: عبد الرزاق السلطاني
لقد ابتلى العراقيون بمصيبتين هما محاولة استلاب الهوية الوطنية وتعوميها وسط زحمة الفوضى المصطنعة من قبل صناع الكراهية وعشاق الظلام، والاخر الخطاب الاعلامي الطائفي التحريضي المدعوم من خارج الحدود بهدف تغذية الاول ليسيران بخط متوازي للنيل من الوحدة والنسيج الوطني.وفي ذات المسار فالمؤامرات واضحة وواسعة النطاق ومستمرة بنفس القوة والشراسة التاريخية ضد بناء الهوية العراقية الحقيقية، لذا فمن المؤكد أن العديد من العمليات الاجرامية التي نفذها اقزام القاعدة واذناب النقشبندية وغيرهم من التنظيمات الارهابية الذين لايقيمون اي اعتبار للحياة الانسانية وعلى الرغم من فهمهم الخاطئ وايديولوجيتهم المنحرفة، فهم اسهموا بشكل او بآخر الى الحاق الضرر بالعملية السياسية.ومن هنا اثبتت المؤسسة الوطنية العراقية صدق انتمائها للعراق وبكل تجرد دخلت هيئة الاعلام والاتصالات على خط الازمة بهدف نزع فتيل الفتنة التي اريد لها اشعال العراق ومنع الانزلاق بالحرب الطائفية وحرف مسارات الراي العام نحو مخططات خارجية كشفت عن تبعيتها ومموليها ومروجيها ومتبني الفوضى دون أي خجل، فان تعليق رخص عشر فضائيات ربما ازعج البعض والحقيقة هو انتزاع فتيل داينميت اريد له نسف كل شي اسمه العراق، فان الضوابط الاعلامية المهنية تحتم الوقوف بحزم بوجه المنابر التي اريد لها ان تكون ادوات قتل ورعب وتضليل للراي العام.ولعل في طليعة طوابير صناع الكراهية وسائل الاعلام التي اعتمدت البرامج الاعلامية التحريضية الضيقة فالمشكلة في عمقها تتمثل بفشل القاعدة والظهير الساند لها بكل مسمياته فهي لم تصمد امام البناء الوطني المؤسسي ولم تنتج تكاملا متصاعداً بل سجلت تراجعاً متسارعاً قل نظيره، وبرغم كل المعطيات التي خلفها الارهاب الوافد بقت المؤسسة الوطنية راسخة ومتماسكة وقوية كونها نتاج مهني ومتوازن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تفسح المجال للنيل من الوحدة الوطنية او التخندقات الطائفية او المساس بالنسيج الاجتماعي.ومن تداعيات السجالات والمشاريع التآمرية التي تحاك للاطاحة بالعملية السياسية فقد كنا نتوقع كعراقيين ان تلعب بعض دول الجوار الاقليمي والمنطقة دورا ايجابيا في بناء بلدنا ويساعدون على استقرار الاوضاع الامنية فيه بعد خروج القوات الاجنبية ولكن ما جرى هو العكس تماما، فهنالك بعض الدول ومؤسساتها الاعلامية لم تتوقف عن الدعم بالفتاوى والمال والسلاح وتدريب وتصدير الازمات والمجاميع المسلحة، لذلك يجب البدء بتجفيف تلك المنابع باتخاذ مواقف حازمة لتقويض ذلك النفوذ الاجرامي، فلا مجال للتراجع او التردد بتعليق رخص الوسائل الاعلامية المحرضة والبدء بعمليات ملاحقة وتفكيك واسعة لتلك المنابر ومن يدعمها في العراق، لمنع وقوعه في فخاخ الازمات المفتعلة التي يتم التخطيط لها خارجيا، ومنع تحشيد المواقف الطائفية مما يستوجب استنفار ودعم كافة الجهود المخلصة لاحباط المؤامرات لاسيما مواقف هيئة الاعلام والاتصالات التي تخطو لحفظ امن ابناء الشعب العراقي والحفاظ على وحدة نسيجه ومحاصرة كافة النوازع الطائفية والمذهبية وهذا هو الخط البياني المتصاعد نحو رصد وترميم آفاق المعالجة الوطنية بصناعة اعلام مهني ينمي ويدعم القدرات العراقية بعيدا عن الارادات الشخصية والحزبية.
https://telegram.me/buratha