كاظم هاشم
...بعد ان شق المالكي الصف الشيعي شقّا شقّا وعصى المرجعية المباركة عصيانا متعمدا ،وقال هو واصحابه قولتهم الشهيرة المشؤومة:(كفى طائفية) و(التحالف الوطني اصبح من الماضي)..انفتحت الساحة العراقية السياسية حينذاك على مصاريعها لانتعاش آمال الخصوم من جهات خارجية وداخلية كانت_ومازالت_ تضمر السوء لابناء المذهب الشيعي وتعمل على استئصالهم،فانصبت على العراق الريالات والدناير والدراهم والجنيه فضلا عن الدولار والشيكل!!لتحشّد وتشتري وتغري وتدعو وعلى كل الاصعدة،لتحجيم وتحديد التحالف الوطني الشيعي،والشيعة عموما..فانتجت هذه الوسائل الهائلة ثمرة قبيحة شوهاء لاتعبر عن واقع العراق الديموغرافي والسياسي والاجتماعي..ليُعلن عن(فوز) قائمة علاوي السنية البعثية المشتركة...لتصل رسائل طمئنة ورفع معنويات وبث (اوكسجين) الى صدور الاعداء خارجيين وداخليين،بعد ان اختنقوا او كادوا على خلفية الانتصارات الباهرة التي حققها التحالف الوطني الشيعي بفضل ومباركة ودعم واسناد المرجعية المباركة...انذهل المالكي وصعق لهذه النتيجة،فقد تخيل انه سيكون القائد الاوحد وسيجني معظم اصوات الامة بقضها وقضيضها..فخرج بنفسه منددا بالنتيجة،خرج ليستنكر على غير عادته في امور اخرى اهم واعظم واخطر!!!وتحت ضغوطه الحكومية اعادت المفوضية الفرز والعد..فتبين ان(علاوي) هو الفائز...فرجغ المالكي الى التحالف الشيعي الذي اضطر اضطرارا لقبوله والاخذ بنصيحة المرجعية التي كانت تريد الحفاظ على الخط العام..فدخل التحالف الى البرلمان باكثرية ليكون هو الاحق برئاسة الوزراء...ووقف علاوي من الجهة الاخرى معرقلا مؤخرا..على تفاصيل طويلة يعرفها الجميع...فانتج ذلك اجتماع اربيل الشهير..وتوقيع المالكي على مايعرف ب(وثيقة اربيل) التي اصبحت لغزا من الالغاز حتى ان سماحة السيد الصافي معتمد المرجعية المباركة طالب في احدى خطب الجمعة في كربلاء المقدسة،طالب(بكشف اتفاقية اربيل للشعب)..كما ان بارزاني يهدد كل فترة بكشف بنود الاتفاقية!!!وقد رشح من الاتفاقية بقبول المالكي على مايسمى ب(مجلس السياسات العليا) وبرئاسة علاوي تحديدا،بكل الصلاحيات التي ارادها،وهو مجلس لو قدر له ان يتاسس لكان حكومة اخرى!!بل لكان هو الحكومة!!!وقد اعترف المالكي بنه وقع على اتفاقية اربيل لكنه(لم يعلم) بان بعض بنودها يخالف الدستور!!!!!!!!!!وهو امر مستهجن ويدل على تهالك على المنصب مفرط على حساب بلد بشعبه وارضه..كما رشح من الاتفاقية المذكورة الاتفاق على قضية كركوك...ولاندري على ماذا وقع المالكي من تنازلات للاكراد حولها...وبعد التوقيع وافقت الاطراف على التصويت لمالكي لتوليه رئاسة الوزراء..وكان ذلك بعد مماحكات في داخل التحالف الوطني لترشيح رئيسا للوزراء..واصرار قائمة المالكي على ترشيحه هو وحيدا لاشريك له..وفي تطور مفاجيء(انحاز) له الصدريون(نكاية) بالدكتور عادل عبد المهدي وخطه حتى ان النائب بهاء الاعرجي خرج في وسائل الاعلام ل(ينصح) بنبرة استهزاء وسخرية مهدي بالانسحاب من الترشيح ...وهو الخطا الذي مازال الصدريون يعضون عليه انامل الندم...فوقع الاختيار على المالكي...فاصبح رئيسا للوزراء رسميا...بعد تصديق البرلمان على ذلك...ثم بدات مطالبات علاوي وبارزاني للمالكي بالايفاء بوعوده كما وفوا هم بوعوهم حينما صوتوا لاجله..فماطلهم المالكي...فبدات الازمات وتحول النفط والغاز الى ساحتين لتصفية الحسابات بين المالكي والاكراد...فبدات الاتهامت المتبادلة والتصريحات النارية من الطرفين على الطرفين،وتطور الامر الى نحو خطير..فحشّد المالكي الجيش على حدوداقليم كردستان،فقابله الاكراد بالمثل..وبدات(اناشيد) التحشيد القومية والطائفية ايضا..وحصلت عدة اخداث بين الجيش والبيشمركة كادت ان تدخلنا في حرب مفتوحة مع الاكراد..وبدات صفحات الانترنت بمختلف اصنافها بالحرب الاعلامية المفتوحة حتى وصلت الامور للحالات الشخصية ...وخرج امثال سامي العسكري لينصب نفسه متحدثا عن شيعة العراق فيزعم(ان التحالف الشيعي الكردي كذبة وانه من الماضي) ونحو هذا الكلام الذي لاقيمة له ولالقائله ايضا..فانتهز الطائفيون الفرصة واستطاعوا جر الاكراد لصفهم فساهموا جميعا في تاجيج الوضع...والى يوم الناس هذا...على تفاصيل واضحة للمتابعين...ثم..بدا الطرفان بارسال رسائل (ايجابية) فيما بينهم..فذهب وفد يمثل المالكي لكردستان..فقدم لهم تنازلات كثيرة بعد تظاهرات المنطقة الغربية وذلك لاجل(تحييد) الطرف الكردي.....واليوم:جاء نجيرفان بارزاني وعانق المالكي وجالسه وتضاحكا...فماذا جنى الشعب من كل ذلك؟ ولماذا صم الجميع اذانهم لدعوات التهدئة وضرورة التلاقي لحل الازمة وحلحلتها ...ستعود الامور لنصابها كما كانت بل مع تنازلات حكومية جديدة للاكراد..وبهذه الازمة خرج بارزاني منتصرا بطلا قوميا بالنسبة لشعبه الكوردي...وبقي المالكي وجزبه يخادعون الناس بانتصارات وهمية لاوجود لها الا في صفحاتهم وفضائياتهم...السياسة فطنة وكياسة وفن...في السياسة بالنسبة للسياسيين كل شيء ممكن حتى النفاق والكذب..فلماذا هذا التصلب والتعنت و(الرياء) باراءة الجمهور ماليس بواقع؟؟؟ان المالكي اصبح خبيرا في خلق الازمات والاخفاق في ادارتها،ثم الرجوع لاولها والتنازل عما تصلب في رفضه اولا،بل وتقديم اكثر مماهو مطلوب بداية الازمة هذه او تلك...فلماذا التازيم اذن؟سؤال في رسم المالكي وحزبه.
https://telegram.me/buratha