خضير العواد
تفتش الشعوب دوماً على العوامل التي تثبت أستقرارها وأمانها وسعادتها وتبتعد بل ترفض أي عنصر يؤدي الى عدم الأستقرار والخوف والقلق ، لأن الأنسان في طبيعته يحب المؤانسة ويميل الى التجمعات في العيش وهذه تدعمها وتغذيها افعال الخير والحب ما بين أعضاء التجمع الواحد ، ومن أول التجمعات الإنسانية التي ظهرت على هذه المعمورة كانت على أرض وادي الرافدين قرب مدينة بغداد متمثلة بقرية حسونة ، أي الشعب العراقي له باع طويل في بناء التجمعات الإنسانية وما تحتاج هذه التجمعات من عوامل للنجاح ، ولكن هذا الشعب يواجه هذه الأيام مجموعة من الطائفيين المتهورين الذين لايعيرون أي أهمية للدماء أو الأرواح أو أستقرار الوطن أو السلم الأهلي ، بل ذهبوا بعيداً بالشعارات الطائفية والخطابات النارية المملؤة حقداً وضغينة على أبناء شعبهم من الطوائف الأخرى ، وقد ظهرت نتائج هذه الصيحات الغير مسؤولة والعدائية على أرض الواقع من خلال قتل منتسبي الجيش العراقي الباسل بأبشع الطرق التي يندى لها جبين كل الأنسانية والتي تدمر أواصر المحبة والتآخي ما بين مكونات الشعب العراقي لبشاعتها وقذارتها وإجرامها ، وأصبح النسيج العراقي مهدداً بالتمزق والأنقسام والتشرذم نتيجة هذه الأعمال الجبانة التي تصدر من أشخاص غير مسؤولة تفتش على الظهور والسلطة والمال ، ومهما تكن الدوافع والمخططات ولكن النتيجة واحد هي ضرب أستقرار وسلامة ووحدة هذا الوطن وشعبه ، فيجب التصدي لهذه الأعمال ومرويجيها بكل الطرق لكي لا نندم على النتائج المروعة التي قد نصل إليها والأمر يخص الجميع ولا نضيع وقتنا بالعناوين الجانبية التي قد يتصيد منها البعض نجاح سياسي هنا ومكسب مادي هناك ، فألعراق وشعبه في خطر حقيقي وعلى الجميع التكاتف ضد هذه الهجمة البربرية الطائفيية التي يقودها اللافي وعلي سليمان ومن شابههم ممن يرتقي منابر الطائفية والعداء في ساحات التظاهر في المناطق الغربية ، ولا يقللوا هذه الأعمال الإجرامية من خلال تضيع منفذيها ما بين مصطلح مندسين أو قاعدة أو بعثيين ، فابناء الحويجة والأنبار يعرف بعضهم بعضا (نحن أولاد كرية كلمن يعرف أخية ) والغريب ما بينهم يمكن تشخيصه وأرشاد القوات الأمنية عليه ومن ثم أعتقاله ، ولكن خطورة الموضوع تكمن في رجال الدين وشيوخ العشائر الطائفيين فهؤلاء يجب التصدي إليهم بكل قوة ورفض كل من يدعمهم بكلمة أو موقف لأن المهدد بالوجود هو الأغلبية من الشعب العراقي فمن يساند هذه الأصوات الطائفية النكرة فهو مثلها بل أكثر منها ويجب أن يقدم للقضاء العراقي ، أما ترك المجرمين الحقيقين والركض وراء المندسين والعناوين الفارغة التي لاتمثل أي حقيقة فهذا يعني أستمرار الحالة بل تزايدها وتعاظمها لأن الجاني لا يرتدع أو يخاف لأنه غير مشخص من قبل ألقضاء العراقي ، وهكذا سيستمر القتل والشد الطائفي نتيجة خطابات منابر المظاهرات والقيادات السياسية التي تمثلها أمثال العيساوي والنجيفي والعاني وغيرهم كثير ، فإذا أردنا أن يخرج العراق من هذه الأزمة فعلى الجميع ممن يريد الخير للعراق والعراقيين أن يتحدوا ويدعموا بعضهم بعضا لأن الجميع مستهدف وما فترة صدام ليست ببعيد الذي لم يترك شخصية واحدة عندها مواقف وطنية إلا وشملها بظلمه فأين الشهيدين الصدريين أو السادة الحكيم أو باقي العلماء أو شباب العراق كافة بشيعته وكرده وباقي طوائفه ، وأن يواجهوا هذه الخطابات الطائفية بخطاب واحد يركز على الوحدة الوطنية ويرفض الطائفية بكل أنواعها وأدواتها ويدعموا الجيش العراقي وباقي القوات الأمنية بكل قوة لأنها الأدوات التي تثبت الأمان في كل أرجاء العالم وما بالك في العراق ، فألتعدي على هذه القوات هو التعدي على هيبة العراق وقوانيينه ونظامه وشعبه ، فيجب أن تأخذ العدالة حقها من قتلة الجنود في الحويجة والرمادي وصلاح الدين وممن شجعهم بالكلمات أو المواقف وخصوصاً علماء وشيوخ القتل والطائفية ، لأن عراق فيه اللافي وعلي سليمان لايمكن أن يستقر أو يعيش بأمان .
https://telegram.me/buratha