أين الحق؟ وأين الباطل؟.. فالبلاد في خطر.. وتتعالى أصوات الحرب.. والنار تنتشر، وإذا لم يوقفها العقلاء فستأكلنا جميعاً.. وسندمر للمرة الألف بلادنا ونقتل أبناءنا.... فواجب المواطن دعم الجندي لا قتله.. وواجب الجندي حماية المواطن لا قتله.. وواجب الشعب دعم حكومته وقواتها المسلحة.. فلا الجيش يجب أن يستخدم ضد الأهالي أو لإغراض سياسية.. ولا أن يسمح للإرهاب والعنف أن يخترق صفوفنا.. وواجب الحكومة رعاية الجميع.. فلا ترى قسماً من شعبها بعين وقسماً آخرا بعين أخرى.
عدونا الأول قبل غيره هو الانفعال.. وخضوعنا للظنيات.. والابتعاد عن موازين الحق.. والسقوط في سياسات باطلة.. وقرع طبول الحرب.. بمناسبة وبدون مناسبة.. يعمينا التعصب وقصر النظر. فلا نعرف كيف نعالج المرض إلا بقتل المريض. القتل خطير حددته الشرائع السماوية والوضعية بشروط لا يمكن تجاوزها بفتاوى عرجاء، أو بقرارات جائرة. وللأسف مورس القتل طويلاً في بلادنا، فهل حقق شيئاً سوى الموت والدمار ومزيد من الدماء.. هل حقق شيئاً في الاهوار والانتفاضة والأنفال وحلبجة؟ وفي بغداد والبصرة وسامراء والحلة ونينوى والدجيل والفلوجة والحويجة وكركوك وطوزخورماتو وتلعفر وغيرها؟ وهل عدنا من حروبنا مع إيران والكويت أفضل حالاً؟ وهل سنكون أفضل حالاً إن اندلعت حرب جديدة بيننا؟
فإذا ما استمر كل منا يعبئ ويرى الآخر عدوه، بل هو عدوه منذ آلاف السنين.. وان الآخر ما هو سوى متآمر أو صفوي.. فإننا ذاهبون الى حرب لا محالة.. وسنذهب إليها وكلنا على باطل. صوت التطرف يعلو على صوت العقل.. ويستولي على التظاهرات السلمية.. وصوت الانفعال يعلو على صوت الحكمة والمسؤولية ويستولي على إجراءات المسؤولين.. وكثير من الخطابات والتنظيرات والمقاربات التاريخية تؤسس لقناعات وهمية مزيفة.. تدعو للقتل دون ضوابط شرعية ودستورية.
الحق الوحيد هو الدفاع عن أمننا وحريتنا ومصالحنا المشروعة، وحمايتها لنا وللجميع دون استثناء. لهذا نحارب الارهاب والعنف.. ونميز بين حزم السلطة لإقرار الحقوق، وعنفها وتعسفها بحقوق المواطنين. فلا سبيل أمامنا لتجارب فاشلة، قاتلة، أخرى.. ولا سبيل سوى الحوار.. وحل المشكلات والمصالحة التي كادت أن تعطي ثمارها.. ولبناء دولة مؤسساتية دستورية تحاكم وتلاحق كل مسيء سواء أكان مواطناً أم مسؤولاً، مدنياً أم عسكرياً، شيعياً أم سنياً، عراقياً أم أجنبيا.. كما تفعل أية دولة متحضرة في العالم.
https://telegram.me/buratha