المقالات

حوار الملل والنحل..!..بقلم: عيسى السيد جعفر

1012 16:55:00 2013-04-30

 

بحكم مهامي كمسؤول عن مطبوع يومي يعتبر من مطبوعات الطليعة في اهتمامات القراء والساسة معا، ألتقي وبشكل يومي وربما في اليوم عدة مرات، مع ساسة عراقيين من مختلف الملل والنحل كما يسميهم الشهرستاني في كتابه الشهير "الملل والنحل"..ونتيجة لهذه اللقاءات التي لا حصر لها تكونت عندي فكرة نهائية تختصر الكثير من ما يجول في خواطركم..فمعظم من ألتقي دمث الأخلاق ـ أمامي على الأقل ..! ـ ومعظمهم يختار كلماته بعناية لأنهم يعرفون أن مهمتي هي أن أتلقف ما يأفكون..!

الفكرة أن معظمهم ، وأكرر معظمهم، يتوفرون على قدر كبير من أزدواجية الشخصية والرأي..يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون..وهذا ديدنهم على الأعم الأغلب.. وتكتسب أحاديثهم عن الضرورات القصوى للتعاضد والتآزر بعدا رومانسيا أخاذا,,وتحسب أنهم جميعا عشاق لهذا الوطن وعبيد وخدم لشعبه..

معظمهم يتحدث بعبارات وكأنها مطبوعة على الآلة الكاتبة، أكاد أسمع صوت ضربات حروفها وهم يتحدثون عن ضرورات الحوار، وأن لا سبيل لحل المشكلات إلا بالحوار، وانه الطريق الأوحد لبناء مواقف مشتركة تخدم العراق والعراقيين..لكن ومع كل هذا وذاك فلا وجود لأي حوار على ارض الواقع. فما أن يتم الإعلان عن حوار حتى يتم تأجيله، لان هناك شروطاً لبدئه تستدعي شروطاً مضادة. وهكذا دواليك!

 ويمكن تفسير ذلك بوجود أجندتين للحوار: الأولى والأكثر أثرا هي أجندة خاصة مضمرة تقوم على التفرد والذاتية. أما الثانية فتمثل الأجندة العامة معلنة. ولان الأجندة العامة ليست صادقة ولا حقيقية، فأنها تركز على العموميات والغموض. وذلك يمكّن المتحاورين من التهرب من نتائج الحوار إذا لم تكن مطابقة لأجندتهم الخاصة. أما الأجندة الخاصة فهي تلك التي ليست مطروحة على طاولة الحوار! لذلك يصعب على الآخر التعرف عليها. و بما أن لكل الأطراف أجنداتهم الخاصة فان الحوار يصبح حوار الطرشان..

ونكتشف أنهم لا يرون إلا أنفسهم وبعدسة محدبة تكبر ذواتهم.. ومن المستحيل المبادرة الى تقديم تنازلات. لان كل طرف يخاف إن هو بادر الى تقديم أي تنازلات، أن لا يقابله الطرف الآخر بتقديم تنازلات متساوية أو مقابلة. إذ أن كل طرف ينتظر أن يبدأ الطرف الآخر بتقديم التنازلات أولا لكي يفكر هو في تقديم أي تنازلات. ولقد ترتب على ذلك دخول الحوار بين الكتل السياسية دائرة مفرغة تنتهي من حيث تبدأ. والخاسر الأخير هو شعبنا المحمل بالآمال المثقل بالآلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك