المقالات

أنا..وجاري..والعراق ..!

489 10:26:00 2013-04-30

الكاتب: قيس النجم

في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كان عمري حينها لا يتجاوز الثالثة عشر؛ وكانت روح الطفولة تسري في جسدي مع همسات المراهقة تلاعب مخيلتي رغم ذلك الصراع الجميل في داخلي كنت دائما أسير بخطى الواثق من نفسه .كان لدينا جار لا يفصلنا عنه سوى حائط بسمك أربعة انج ؛ الملقب أبا غائب (رحمه الله) عصبي المزاج وشديد اللهجة مع الأطفال المشاكسين القريبين من عمري؛ ولكن كان يتعامل معي بطريقة مختلفة عنهم كنت اشعر بحبه لي وتقديره رغم صغر سني ؛ وأنا كنت أتعامل معه بالود والاحترام المتبادل .كنت اشعر بحزنٍ عليه في داخلي ؛وذلك لإحساسه بالنقص والضعف إذ لم يرزق بطفل يملأ له حياته مما ولدَ لديه حالة غريبة في تعامله مع الناس!! إذ كان صارماً مع الأطفال المشاكسين ؛ وهم يرونه متسلط ومستبد وقاسي وإنا أراهُ من الناحية الثانية انه مظلوم لم ينصفه الزمان مثل كل أشقاءه من ناحية الأطفال ؛ كي يكونوا له سنداً أو يداً حنون تحمله يوم تجور فيه الدنيا ؛ ويصبحوا له سداً منيعاً لو شعر بالخطر يوماً من أجل هذا كنت أتعامل معه على انه ليس جاري بل مثل عمي لا بل مثل والدي؛ لهذا كان يقدرني كثيراً ويحبني لأني كنت أتعامل معه بصدق النية رحمك الله يا أبا غائب.اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود أجد أن الزمان يعيد نفسه ؛وتعود قصتي من جديد مع جاري (رحمه الله) ؛ولكن هذه المرة مع من هو أغلى من جاري ومن أهلي وروحي أنه العراق الذي يمرّ بنفس الإحساس بالظلم ؛الذي كان يشعر فيه أبو غائب منذُ ثلاثة عقود ألا إن جاري كان (بأمر الله) أن لا يحظى بأبناء ؟؟ وأما العراق فكان بأمر أبنائه أن يظلم !! الذين تربوا فيه ومن خيراته أيهما هو المظلوم ؟ هنا أقول أن أبنائه الذين درسوا وتعلموا وأصبحوا من كبار العلماء والأطباء والأساتذة تركوه يعاني ؛وهو بأمس الحاجة إلى يدٍ حنون تحمله لان الزمان قد جار عليه حين تركوه ؛ إذ كان ينازع وينظر إليهم ويستجير وما من مجيب مازال ذالك الأب العملاق ينازع وهو على أمل إن يستجيب له أبنائه الذين جلسوا في عروش الطغيان ؛ولم يهزهم إي نداء والذين هاجروا بعيداً ينظرون إليه على انه الأب القاسي والمستبد رغم أنهم عاشوا في خيراته ؛ وتعلموا من علمه يحز في قلبي أن تموت أنت يا عراقنا الموحد .(رحمك الله يا أبو الثلاثين مليون نسمة ) ؛ حين يكون هناك (عراق الغرب وعراق الجنوب وعراق الشمال) لا سامح الله ؛ومن ثم نقول كان هناك بلد ٌواحد ؛ولم يبقَ سوى الذكرى لهذا البلد وهو يسمى أبا الرجال..!! دفنتَ ربيــع عمرك في بلادٍ لهــا طالت لياليك القصارُ‏إذا لم تحوِ تربتهـا حجــارا فبين ضلـوع أهليهـا الحجارُ‏

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك