المقالات

سجن العقول في زنزانة المجهول..!!

542 10:55:00 2013-04-30

علي حميد الخفاجي

تسير بنا الايام اسرع من السحاب وترمي بامطارها السوداء ورد الازل لتجعل اوراقه البيضاء رمادية اللون, هكذا هي صباحات بلادي منذ حلول فصل الازمات التي استهدفت الفقراء كعادتها , وراحت تعبث بمقدراتهم لتخلق منهم تيارات متطرفة وقيادات ترفع وتنصب مثل قواعد اللغة العربية ,ورموز متحركة كحصان الشطرنج, وسيارات مظللة تسير بسرعة الضوء ورصاصات عابثة تقتل براءة الاطفال وتصنع منهم يتامى يتسلون بدموع المجاعة والفقر وتتركهم بين ارصفة الرحمة والتسول, او بين ظلامة الحاضر وفقدان المستقبل مثلما تركت الطفلة *حنين* ذات الـ4 سنوات, والتى ابصرت النور بعد زواج استمر خمس سنوات دون اطفال لتملأ البيت على جدتها الضريرة بالابتسامات وبالبكاء وكلاهما جميل , اما والدها الذي اتعبته الدنيا منذ كان طالب بالابتدائية واستشهد والدهُ في الانتفاضة الشعبانية المباركة ,واصبح المعيل الوحيد لعائلته المتكونة من خمسة اخوات والام ,وحتى اكماله كلية الاداب وحصوله على شهادة البكالوريوس وبتقديرٍ جيد, الا ان الاقدار وكثرة المحسوبية والمنسوبية في التعيين رمت به في احدى الثكنات العسكرية ليكون جندي في الجيش العراقي, وبات يحسب الدقائق والساعات ليحصل على الاجازة ويرى طفلته حنين وامه الضريرة وزوجته التي عاش معها اروع قصص الحب في كلية الاداب لتكون هي فرحتهم الوحيدة من الدنيا بعد ان توج هذا الحب بالزواج , ولكن الاقدار وسوء العابثين بمقدرات الشعب المسكين لم تروق لهم هذه الفرحة حيث قرروا ان يبعثوه في اجازةٍ مفتوحة داخل صندوق خشبي وعليه قطعة قماش تحمل اربعة الوان, لون الدم السائل بدون ذنب ولا جرم, ولون سواد قلوب السياسين, ولون الخضرة التي اضمحلت بسبب سنين العجاف, ولون حمامات السلام المذبوحة على جفون الاحلام ,وكلمة الله اكبر ,الله اكبر من عقول سجنت بأرادتها , الله اكبر على من ادخلها بزنزانة المجهول , الله اكبر على الجشع والتخلف ,الله اكبر على الطمع والتعسف, الله اكبر على الظلم والطغيان, الله اكبر على تجبر السلطان, الله اكبر على عبث الجيران, الجيران الذين ابتعدوا الاف الاميال عن قول الرحمن وماجزاء الاحسان الا الاحسان., جيران ينامون على الحان اصوات الارامل والايتام ,ويستيقظون على صوت الانفجارات والمفخخات التي يدفعون لها الغالي والنفيس من اموال شعوبهم الضائعة بين تاريخ الاجداد وثقافة الامجاد , ومن المحزن جداً ان يكون العراقي صاحب الحضارة الازلية والتاريخ الذي ما استطاعت طيه صفحات التدوين عبارة عن ريموت كونترول بيد اشباه الرجال, والعجب كل العجب ان نرى انفسنا نخسر كل شئ ولا نزال نسير بخطى رسمت لنا من الغرباء الذين لا يدرون عن مكة ولا شعابها شئ, ونقتل بعضنا بعض دون ادنى حق , اسئل اخوتي المتظاهرين اين المطالب المشروعة التي ظهرت في بداية الاعتصام تطالب باأنصاف المظلومين ,وتطبيق المادة 4 ارهاب بشكل عادل وكذلك قانون المساءلة والعدالة وغيرها من المطالب المشروعة ,والتي وقف معها وطالب بتنفيذها عامة الناس واغلب القادة واصحاب الرأي , ولكن سرعان ماتغيرت هذه المطالب واصبحت من تطبيق الى الغاء, ومن الغاء الى اسقاط ,ومن اسناد الجيش الى تشكيل جيش ثاني , يحمل الصفة الطائفية والقبلية , وبعد ان اصبحت طلبات المتظاهرين من مشروعة الى مطالب غير مشروعة ,فقدت تلك المطالب تأييد الشارع لها وانسحبت اغلب العشائر التي كانت واقفة في ساحات الاعتصام, ولم يبقى الا اصحاب المطالب الشخصية ودعاة القتل والارهاب , ولا استبعد كثيراً ما يحدث من انفجارات وقتل في بعض المحافظات الامنة ماهو الا وسيلة ضغط لشغل الرأي العام والتغطية على الجرائم التي حدثت في الحويجة وغيرها من مناطق الاعتصام, واصبحت تدار الان بأايدي خفية وجهات خارجية بعد اختفاء اغلب الوجوه السياسية المعروفة في ساحات الاعتصام, الامر الذي يبعث نذير شؤم في المستقبل ان لم تتصدى الحكومة العراقية والجهات الدينية والقادة السياسين والوجهاء والشخصيات المثقفة من ابناء البلد بحزم لما يحدث فقد ندخل النفق المظلم مجهول النهاية...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو صافي
2013-05-02
هذه الحكومة لو كان عندها ضمير لاستقالت لكن لاحياة لمن تنادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك