علي الغراوي
معتصمون أفواههم طائفية و حركات أرهابية تتوعد بالزحف الى بغداد , كل ذلك جعل ألاخيرة في مفترق طرق بين فجرً جديد يطلُ بحكومةً جديدة تُعلق عليها الأمال في رسم بغداد منارةً في العلم والتطور والرقيَ الحضاري وبين قوافلً محملةً بأطنانً من فتائل الطائفية ,أدواتها عراقية التكوين , خارجية المنشأ , قاعدتها ساحات الفتن ومنصات يعلوها التحريض الطائفي لها جذورها التأريخية , فأذا كان اليوم يتزعم هذه المنصات القاعدة و بقايا النظام البائد فسابقاً كان يتزعمها بنو أمية .في ظل هذه الأنقسامات و موجات الغضب والشعور بالمظلومية الغير مبررة في الأنبار وديالى والموصل , بدأت بعض الدول المجاورة تكشف غطاءها العنصري أكثر فأكثر من خلال تبنيها حركات الأرهاب كـ ( الجيش الحر ) و ( الحركة النقشبندية) , أضافة الى دعمها المادي والبشري لساحات ألأعتصام من أجل تنفيذ مخططها ألأستراتيجي في العراق بما يخدم مصالحها في قيام (دولة القاعدة ألأسلامية ).أن تواجد ألأجندات الخارجية في هذه التظاهرات ليس مجرد أختراق دون عِلم , انما دعم ملموس و مدروس من قبل زعماء الأعتصامات وهذه الأجندات وفق محاصصات مستقبلية للأطراف بما يخدم مصالح كل طرف,كما أن مثل هذه الاعتصامات ساهمت بأستقطاب عناصر القاعدة وألأجندة الخارجية وتأسيس الأرضية المناسبة لتحقيق المشروع الطائفي من أجل تمزيق وحدة الصف العراقي . ان كـل يوم جمعةً في ساحات التظاهرات يخرج منه المتظاهر مشحوناً بشحنةً طائفية ومحرضاً عنصرياً من الطراز الرفيع ! , فالكل ينـدد بميعاد الزحف الى بغـداد حتـى أصبح مــن شروط الصعـود على منصـة ألاعتصام هــو قــول ( قادمون يا بغداد ) أو ( سنزحف أليكِ يا بغداد ) , فكم كنا نتمنى أن يكون هذا الزحف عنوانه السلام والتكاتف و توثيق الروح الوطنية والمشاركة في بناء العراق دون الصراعات و النزاعات التي لا تخلف وراءها ألا التجزئة و الدمار , زحفاً يظهر مبدأ التعاون بين الأطياف والمكونات السياسية بما هو خير وذلك للنهوض بالواقع العراقي ونتأمل ما ذكره الله في محكم كتابه المجيد "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان " .أن ما وصلت أليه عاصمتنا الحبيبة بغداد هو مثالً للوحدة والتعايش السلمي بكافة أطيافها و مكوناتها , متجاوزةً لغة التصعيد الطائفي والأنزلاق نحو الفتنة والتجزئة , فكل ما مر بها الزمن تجدها عاصمةً تُشفى جراحها بأحتضانها دجلة و الفرات فمدينة السلام تحمل رسالةً الى كل العالم مضمونها : أذا أردت المجيء إلي كنَ حاملا بيدك غصن الزيتون أو وردةً عنوانها السلام ولا تحمل بيدك ما يحزنني ويشوه معالمي ويقتل أبنائي .
https://telegram.me/buratha