المقالات

بغداد و قوافل ألأحقاد

754 21:21:00 2013-04-30

علي الغراوي

معتصمون أفواههم طائفية و حركات أرهابية تتوعد بالزحف الى بغداد , كل ذلك جعل ألاخيرة في مفترق طرق بين فجرً جديد يطلُ بحكومةً جديدة تُعلق عليها الأمال في رسم بغداد منارةً في العلم والتطور والرقيَ الحضاري وبين قوافلً محملةً بأطنانً من فتائل الطائفية ,أدواتها عراقية التكوين , خارجية المنشأ , قاعدتها ساحات الفتن ومنصات يعلوها التحريض الطائفي لها جذورها التأريخية , فأذا كان اليوم يتزعم هذه المنصات القاعدة و بقايا النظام البائد فسابقاً كان يتزعمها بنو أمية .في ظل هذه الأنقسامات و موجات الغضب والشعور بالمظلومية الغير مبررة في الأنبار وديالى والموصل , بدأت بعض الدول المجاورة تكشف غطاءها العنصري أكثر فأكثر من خلال تبنيها حركات الأرهاب كـ ( الجيش الحر ) و ( الحركة النقشبندية) , أضافة الى دعمها المادي والبشري لساحات ألأعتصام من أجل تنفيذ مخططها ألأستراتيجي في العراق بما يخدم مصالحها في قيام (دولة القاعدة ألأسلامية ).أن تواجد ألأجندات الخارجية في هذه التظاهرات ليس مجرد أختراق دون عِلم , انما دعم ملموس و مدروس من قبل زعماء الأعتصامات وهذه الأجندات وفق محاصصات مستقبلية للأطراف بما يخدم مصالح كل طرف,كما أن مثل هذه الاعتصامات ساهمت بأستقطاب عناصر القاعدة وألأجندة الخارجية وتأسيس الأرضية المناسبة لتحقيق المشروع الطائفي من أجل تمزيق وحدة الصف العراقي . ان كـل يوم جمعةً في ساحات التظاهرات يخرج منه المتظاهر مشحوناً بشحنةً طائفية ومحرضاً عنصرياً من الطراز الرفيع ! , فالكل ينـدد بميعاد الزحف الى بغـداد حتـى أصبح مــن شروط الصعـود على منصـة ألاعتصام هــو قــول ( قادمون يا بغداد ) أو ( سنزحف أليكِ يا بغداد ) , فكم كنا نتمنى أن يكون هذا الزحف عنوانه السلام والتكاتف و توثيق الروح الوطنية والمشاركة في بناء العراق دون الصراعات و النزاعات التي لا تخلف وراءها ألا التجزئة و الدمار , زحفاً يظهر مبدأ التعاون بين الأطياف والمكونات السياسية بما هو خير وذلك للنهوض بالواقع العراقي ونتأمل ما ذكره الله في محكم كتابه المجيد "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان " .أن ما وصلت أليه عاصمتنا الحبيبة بغداد هو مثالً للوحدة والتعايش السلمي بكافة أطيافها و مكوناتها , متجاوزةً لغة التصعيد الطائفي والأنزلاق نحو الفتنة والتجزئة , فكل ما مر بها الزمن تجدها عاصمةً تُشفى جراحها بأحتضانها دجلة و الفرات فمدينة السلام تحمل رسالةً الى كل العالم مضمونها : أذا أردت المجيء إلي كنَ حاملا بيدك غصن الزيتون أو وردةً عنوانها السلام ولا تحمل بيدك ما يحزنني ويشوه معالمي ويقتل أبنائي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك