المقالات

سلبيات الأعلام العراقي

569 10:39:00 2013-05-01

واثق الجابري

لوسائل الإعلام دورا وطنيا كبيرا بالوصل بالمجتمع الى حالة من التنمية وترسيخ الديمقراطية والمشتركات الوطنية والأيمان بالسلم الأهلي والحقوق المتبادلة وتشخيص الحالات الأيجابية والسلبية من الأفعال السياسية , في العالم المتحضر سلطة رابعة وفي الأنظمة الدكتاتورية سلطة داعمة للحكام رادعة للشعوب لأشخاص على حساب الدولة ، و تشمل العديد من الوسائل الإعلامية كالأفلام التثقيفية والإرشادية والملصقات والمعارض وكافة الوسائل السمعية والبصرية التي تتضمنها القوافل الإعلامية والثقافية المتخصصة لهذه المهمة الوطنية , تنمية المجتمعات المحلية من اتباع الأساليب الحديثة في العمل الأعلامي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وتقوم على أساس إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة وبناء الشعوب ، عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية به إن لم يكن ذلك الوعي قائما على الخلافات بين الطبقة السياسية ودخول الأفكار المتطرفة أو بتنظيمه إن كان متأثر بالمؤثرات الخارجية , لتوعية وتعريف الجمهور بالمشكلات و تقديم معلومات إضافية لتدعيم الرأي الإيجابي وصولا إلى الاتفاق أو الاقتناع الجماعي بالفكرة أو الرأي الداعم للبناء المجتمعي والأيمان بتعدد وجهات النظر وأحترام رأي الأخر وإن الأختلاف لا يصل لدرجة الخلاف , وتسهيل الإدراك والحوار بين الثقافات و المساعدة على خلق فضاءات عامة لحرية التعبير والمناظرة وتعدد وجهات النظر التي تعد ضرورية للمواطنين في ظل مجتمع ديمُقراطي. تشكل وسائل الإعلام الهويات السياسية مثلما تحمي الهويات الراسخة وتُعد عنصراً ضرورياً من عناصر السلطة والصراع حولها وحماية الدولة ومواطنيها . ويمكن أن يجعل الحوار أكثر قدرة على التصدي للأحداث و أكثر شمولاً بمساعدة الشعب والمؤسسات في الدخول في علاقات مع بعضها البعض على أساس من التفاهم المتبادل, في العراق اليوم العشرات من القنوات الفضائية التي أصبحت أحد هموم المواطن , متسابقة في نقل الأحداث والصور وما يدور في الساحة ومثلما تقسم العراق لمنافع خاصة تحول الأعلام لأبواق بعيدة عن دورها الراصد والمراقب لغرض التأسيس لمجتمع متلاحم منسجم على مصلحته العامة , حتى كانت وسائل الأعلام أحد وسائل الفرقة ينصب عملها على أثارة مواضع الأختلاف ونقل التصريحات المتباعدة المتشنجة والمنابر المفرقة بما في ذلك الأعلام الحكومي , وبفعل التكنلوجيا والأعلام الألكتروني يتم تناقل الخبر للملايين بلحظات دون تسليط الاضواء على دور القوى الوطنية في سعيها لتلافي الأزمات وإيجاد الحلول من خلال حوار وطني بنّاء مستند للدستور والتفاهمات المشتركة والأرضية الوطنية , بينما يتسارع لنقل اي تصريح طائفي أو عدواني , خلال هذه الفترة ومنذ اندلاع أزمة الحويجة وما ترتب عليها كان معظم الأعلام العراقي ينطوي على صب الزيت على النار وإثارة النعرات الطائفية وتقسيم المجتمع , السيد عمار الحكيم خلال هذه الفترة كانت له لقاءات مهمة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف العراقية من خلال لقائه مع رئيس الوزراء ورئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك والهيئة السياسية للتيار الصدري ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وشيوخ عشائر من الأنبار والموصل والجنوب , وهذا يعني ان هنالك قوة وطنية تسعى لتقريب وجهات النظر وتخليص الشعب العراقي من خطر يدق ناقوسه على الأبواب ومصير مجهول لحرب طاحنة لا سامح الله , الأعلام كان له الدور السلبي في تسليط الاضواء لتلك التحركات نتيجة طبيعة الايدلوجيات التي تستند عليها القنوات الفضائية لتكون بذلك أداة أخرى لفرقة العراقيين , كذلك الأعلام لم يركز على جهود اللجنة السباعية والخماسية واللجان البرلمانية الساعية لترطيب الأجواء , خضوع الأعلام للمنطلقات الحزبية والفئوية والطائفية ومحاربة بناء الدولة والنظام السياسي من خلال القراءة الخاطئة والنقل الغير مهني , جعل له الدور السلبي و لم يؤوسس لترسيخ الديمقراطية ووحدة الشعب وإبعاد الأخطار عنه ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2013-05-02
أحسنت أخي العزيز واثق الجابري على مقالك الرائع ، احسنت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك