المقالات

جهاز كشف اللولب..!!

891 12:16:00 2013-05-01

حمودي جمال الدين

هذه من النكت التي يتندر بها أهلنا في مناطقنا الغافية على حافات اهوار سوق الشيوخ ,عندما شاعت في الأشهر الأولى لاستخدام مايسمى بجهاز كشف المتفجرات, وأبان السنوات الأولى للعنفوان الإرهابي الذي عصف بالعراق ,حيث كانت تقف طوابير طويلة من المركبات تنتظر دورها ليخلع عنها مايسترها ويغطي عوراتها امام هذا الشيطان اللعوب بحركته البهلوانية المتناغمة مع رقصات سيقان حامله ,وخطاه الرتيبة الموزونه على إيقاع ثابت ورصين, وبمحاذاة السيطرة تقف سيارة الكيا ,التي تقل رهطا من الرجال والنساء من ذوي البشرة السمراء, المتوجهون لزيارة سيدنا الحسين, وعلى نفس السياق المبرمج, يتحرك الإنسان الآلي من مقدمة المركبة بحركته الدراماتيكية المعهودة, ترمقه عيون الركاب الشاخصة والواجفه بانتظار وترقب مشفوع بالخوف والشغف عما يسفر من قرار يتخذه هذا الجماد الاخرس ,وعلى حين غره يميل الاريل صوب الكيا فترتسم علامات الدهشه والانبهار على وجوه الركاب .لتختلط مع اللغط وصيحات ياسبحان الله !!االا ان الامرالحازم والصارم من حامله يفرض السكينة والوجوم, والترجل الفوري من العربه لغرض التفتيش, فتنقض المفرزه الامنيه المنوط بها نقطة السيطره بكامل وجودها ,لتنهش كل مابطن وخفي من دواخل العربه, وتقلب الكراسي وتبعثر الامتعه,وتبحث في كل شق وزاوية وزاغور ,لعلها تهتدي لما اوحى لها ذلك السلك الساحر اللعين, وعندما يعجز العسكري عن وجود ماكان يبحث عنه ,يبدأ باستنطاق الركاب بسؤاله المكرر والممل والمحفوظ عن ظهر قلب ,من منكم بحوزته مقتنيات حملها بجيبه او عٌلقت بجسده, كالعطور ومسحوق الغسيل والحبوب والبلاتين او أي حشوة اسنان, ولما يقابل بالنفي من جميع الركاب ,يستدير للنساء باستفسار ينم عن الضجر والتافف والصلافه .من منكن حاملة للولب اصطناعي ؟؟؟فتنبس أحداهن بحياء وخجل لزوجها ان يخبره بجريرتها التي سببت كل هذا التعطيل والإرباك لمصالح الناس وإشغالهم.ربما ثمة قرينة جمعت بين لولب النساء ومفخخة الإرهابي.!!!ورغم مرور أكثر من سبع سنوات على استخدام جهاز( أي دي آي 651 )وهو الاسم التقني الذي عرف به, ورغم الفشل الذريع الذي مني به, حيث اجتمعت به ,كل مواصفات وعناصر الفساد, والجهل وتجهيل الناس والضحك على ذقونهم , والاستخفاف بعقولهم, والاستهانة بدماء العراقيين وأرواحهم ,حين عرّضوها للغش والخداع, تحت رحمة لعبة أطفال, اعترفت ألدوله المصدرة له بأنه لايصلح حتى لكشف مايروج له من العطور والحبوب والحشوات ومسحوق الغسيل أو أي شيء أخر فكيف بالمتفجرات.؟؟فالجهاز كما يرى مصنعوه, جماد لاحركه ولا فعل فيه, فهو (عبارة عن أريل يتحرك بفعل نفسي, استجابة لحركه لاشعوريه في معصم من يحمله) وإذا ماتحرك الاريل صوب الجهة المراد تفتيشها ولم يعثروا على شيء, تبدي التبريرات الجاهزة التي وضعوها مصنعوه مسبقا ,عن البلاتين واللولب والعطور والمناديل الورقيه وغيرها,و لكون اغلب الناس لايخلو احدهم من حملها ,وهو بالتالي مبني على الإيحاء النفسي, كالشعوذة والتميمة والتي تضفي على النفس الهدوء والطمأنينة من خطر محتمل, وإذا ما تبين للمواطن ان الجهاز قادر على كشف هذه الأشياء التافه, معنى ذلك انه قادر على كشف المتفجرات والمفخخات ,فيعطي للناس انطباعا حسنا معززا بالثقه والرضا عن حكومتهم ومدى حرصها على سلامتهم والاهتمام بحياتهم وممتلكاتهم من ان يطالها الإرهاب.علما ان الجهاز الواحد كلف شرائه للحكومه العراقيه مبلغ 50 إلف دولار .وان كلفة الجهاز لاتتجاوز الأربع دولارات ,لكونه يتكون من أريل وقالب بلاستك وسلك والبطاقة الالكترونية التي بداخله, حسب مابين حقيقته( الخبراء والمهندسون البريطانيون اللذين ظهروا في البرنامج التلفزيوني على قناة بي بي سي في 22 كانون الثاني 2010) وعلى اثر ذلك اعتقلت الحكومة البريطانية المصنع للجهاز (جيم مكورمك) وحظرت تصديره للعراق وأبلغت السلطات العراقية ولعدة مرات بعدم جدوى الاستفادة منه, وانه سيعرض مواطنيكم للخطر, كما إن لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في حينه أثبتت عدم الاستفادة من الجهاز وشكلت لجنة تحقيقيه بهذا الصدد, وحملّت المسؤولية على الأشخاص المتعاقدين عليه واعتقل قسم منهم .وفي 2010 شكلت الحكومة العراقية لجنة تحقيقيه بمدى جاهزية الجهاز وصدقتيه في الكشف, ولحد ألان لم تظهر نتائج اللجنة.وان اغلب المسئولين الآمنين العراقيين اقروا بان الجهاز لايعمل وفقا لما كانوا يتوخونه من استيراده , وبنسب متفاوتة.إلا ان البعض منهم لازال متيقنا ومصرا على ان الجهاز ذو فاعلية عاليه ويعمل 100% لكنه يحتاج إلى من يحسن استخدامه من الخبراء والمتعلمين ومن ذوي الكفاءه 150% !!!وألان وبعد ان صدر الحكم بالتاجر المحتال الذي افجع الآلاف من العراقيين بجهازه المشئوم ,حيث أصدرت عليه اعرق المحاكم البريطانية حكمها بسجنه ثمان سنوات لغشه وتسببه بإزهاق أرواح العراقيين .فلماذا تلوذ حكومتنا بالصمت ولم تتخذ أي إجراء حيال من ارتكبوا هذا الخطأ الشنيع بحق العراقيين وخزينة ألدوله؟؟ولماذا لم تٌفعّل كل المجالس ألتحقيقيه التي تشكلت للوقوف على حقيقة الجهاز وفاعليته؟؟ولماذا هذا التعمد والإصرار على استخدام الجهاز والى ألان في السيطرات والشوارع العراقية , مما يسبب إزعاجا وإرباكا مروريا .فضلا عن فقده ثقة المواطن العراقي الذي اضحى في نظره موضعا للسخريه والتصنيف والاتهام والقذف والسب على كل من كان ضالعا في استيراده ,ناهيك على تشجيعه الارهابين والقتلة من التمادي والتحدي للمروق حتى من خلال السيطرات لتفجير مفخخاتهم المحمومة حقدا وضغينة بأرواح العراقيين وممتلكاتهم.فمتى يتوقف العمل به راحة للمواطن وصونا لهيبة الحكومه وسمعتها ؟؟؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك