المقالات

الأصوات تتعالى من جديد لإقامة فيدرالية الوسط والجنوب

705 13:51:00 2013-05-01

أياد السماوي

كان المجلس الأعلى هو الفصيل الإسلامي الوحيد داخل الائتلاف الشيعي الموّحد الذي رفع شعار الإقليم الشيعي , ولم يترك مناسبة إلا وطالب فيها بضرورة قيام هذا الإقليم على لسان زعيمه المرحوم عبد العزيز الحكيم , في حين كانت الفصائل الشيعية الأخرى كالدّعوة والفضيلة والتيار الصدري ترفض قيام مثل هذا الإقليم على أساس طائفي , على اعتبار أنّ قيام مثل هذا الإقليم سيؤدي إلى الانفصال العملي في المستقبل , وبالتالي فإنّ قيام مثل هذه الأقاليم على اعتبارات طائفية ستمّهد الطريق لتقسيم البلد إلى ثلاث دويلات .

وبالرغم من كل الاتهامات التي وجهّت إلى المجلس الأعلى ولزعيمه المرحوم عبد العزيز الحكيم في هذا الأمر , إلا أنّ الأحداث التي مرّ بها البلد بعد هذه السنين وهذه التجربة المريرة , أعادت إلى الواجهة من جديد شعار فيدرالية الوسط والجنوب , فالكارت الأصفر الذي أشهره حزب الدعوة الإسلامية ورئيس الوزراء نوري المالكي تحديدا بوجه هذا الشعار , لم يعد مقبولا , خصوصا خلال السنتين الأخيرتين الماضية .

فالأسباب التي عارضنا من أجلها قيام مثل هذا الإقليم وإن كانت تبدو صحيحة في حينها , إلا إنّ الوقائع على الأرض قد أثبتت إنّ أحلامنا في تجاوز انتمائاتنا القومية والطائفية وصهرها في بوتقة الانتماء للوطن الكبير , تبدو شبه مستحيلة , وهذا أيضا له أسبابه ومسبباته التي لم نعد قادرين على تجاوزها أو الانفلات من شرنقتها .

فالأقلية السنّية لا تقبل أبدا بأقل من الحكم , واي حقوق لا تعيد إليهم الحكم تبقى ناقصة في نظرهم , فهم قد تعوّدوا عبر التأريخ أن يكونوا مذهبا حاكما وليس مذهبا محكوما , بالرغم من أنّ الحكم في العراق الجديد يشارك فيه الجميع ولا يوجد فيه مذهب حاكم ومذهب محكوم , لكنّ هذا الشعور المتأصل في نفس السنّي العراقي ورغبته في التسيّد على باقي الطوائف الأخرى , قد جعل من عملية الانصهار في بوتقة الوطن الواحد أمرا مستحيلا .

فالأحداث قد اثبتت إنّ معظم السياسيين السنّة الذين شاركوا في العملية السياسية الجارية في البلد هو ليس من أجل انجاح هذه العملية , بل من أجل تخريبها وتوفير الفرصة لاختراقها من الداخل , فمعظم القادة السنّة أمّا متورط بشكل مباشر بالإرهاب والقتل الجاري في البلد , وإمّا متورط بتنفيذ أجندات خارجية تستهدف تدمير العراق والمنطقة برمتها .

وبالرغم من كل المساعي التي بذلها السياسيون الشيعة من أجل تجاوز آثار الماضي والانطلاق نحو المستقبل وبناء دولة المواطنة , إلا أنّ هذه المساعي جميعا وللأسف الشديد قد اصطدمت بالجدار الطائفي البغيض الذي لا يعرف إلا احتقار الغير ونعتهم باقذع التوصيفات والشتائم , وها هم خطبائهم في منصّات الفتنة الطائفية شاهد حي على صحة ما نقول .

فالشارع الشيعي وحتّى النخب المثقفة منه قد توّصل إلى قناعات في أنّ الاستمرار بهذا الطريق سوف لن يؤدي إلا للمزيد من الدماء والآلام , والمخرج الوحيد للخلاص من هذا الوضع المتأزم هو في إحياء مشروع إقليم الوسط والجنوب والعمل من أجل تحقيقه , فأحلامنا في الوطن الكبير قد تلاشت وسحقت , ولا بدّ من العمل جدّيا على حقن دماء الناس والحفاظ على مصالحهم , وقد آن أوان التنّعم بثرواتنا , فليس من المنطق أن يسرق الآخرون هذه الثروات ويتنعمون بها ويستخدمونها في قتلنا وإراقة دمائنا ونحن محرومين منها لا لسبب إلا لأننا آثرناهم على أنفسنا , ولو كنّا قد تصرّفنا منذ البداية كما تصرّف القادة الأكراد , لما حدث كل هذا , فهل يستطيع أحد أن يغمزهم ويتهمهم بالسعي لتقسيم البلد ؟ .

فالوقت لا زال سانحا وممكنا والدستور والقانون لا يمنعا إنشاء هذا الإقليم , وعلينا الاتفاق مع الطرف الكردي في إقرار مشروع قانون الحدود الإدارية للمحافظات العراقية من أجل إلغاء كل التغييرات التي أجراها النظام السابق في حدود هذه المحافظات وإرجاعها إلى ما قبل عام 1968 .في الختام أقول رحمك الله يا عبد العزيز الحكيم وأسكنك فسيح جنّاته , فقد ظلمتك حين طالبت بإقليم الوسط والجنوب , أعذرني سيدي فقد كنت من الحالمين بالوطن العراقي الكبير .

أياد السماوي / الدنمارك

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2013-05-02
الفدرالية هو الحل الامثل والاحسن ... الذين يعارضون الفدرالية يحبون سفك الدم ويبقى هذا النزف .. الفدرالية لتحسين اوضاع المدن المشمولة بالفدرالية..لتحسين وضع الاقتصادي الفرد ..لتطوير المدن وزدهاره
صفاء الخفاجي3
2013-05-02
وليذهب لسيده المالكي ويستمر بتبجيله،فهؤلاء هم سبب الكارثه وهم من أوصل المالكي الى التمسك بماننطيهه وهم متلونيين كالحرباء وكذابيين ومخادعيين، ولأياد نقول عد لأرشيف كتاباتك وحتى لمداخلاتك بالبالتاك منذ 2003 وستجد حجم الضرر والخراب الذي سببتموه للشيعه وحجم الظلم والأتهامات والتزوير والكذب والخداع الذي مارستموه ضد المجلس والصدريين والساده عبد العزيز وعمار ومقتدى وحجم الأفتراء ضد الشيعه الآخرين ومقدار التبجيل والمدح للمالكي رغم كوارث حكمه وفساده وأستهتاره وكذبه ووقوفه بوجه المرجعيه
صفاء الخفاجي2
2013-05-02
وأما الفيدراليه فمنذ أيام المرحوم السيد عبد العزيز شن أياد ومجموعته حملات تشويه وتسقيط ضد السيد عبد العزيز والمجلس بسبب مطالبتهم بالفيدراليه لأنهم علموا مبكرا بأنها الحل الأمثل.نرجوا من براثا وأخينا محسن أن لاينشر لهؤلاء فهؤلاء متلونيين ومتلبسين بلباس العداء لنا بل وحتى للمرجعيه،ومدحهم المرحلي للمجلس هو عسى أن يتحالفوا مرحليا مع السيد عمار ويستلموا المناصب والأمتيازات وبعدها تعود حليمه لعادتها القديمه وأول ظربه هي لحلفائهم أولا، نرجوا أن لاتسمحوا للسماوي وأمثاله بالتلاعب بنا وليذهب لسيده المالكي
صفاء الخفاجي1
2013-05-02
أني من المتابعين البسطاء-على قدر مقدراتنا-لأياد السماوي وكتاباته وهو كان ولازال مهللا ومبجلا ومادحا ومؤلها وداعما للمالكي وتصرفاته الرعناء بل وهاجم بشده كل من لم تنطلي عليه الاعيب المالكي وتنظيمه،والشخص شن حمله تسقيطيه ضد السيد عمار والمجلس والصدريين أيضا ومن لايصدق فليرجع لموقع المالكي المشبوه-قانون302-المتوقف حاليا-يديره المشبوه مصطفى،وكان أياد أحد أعمدة كتابه اليوميين وشن حملات تشويه وتسقيط وأفتراءت ضدنا-نحن الشيعه الذين لانسبح بحمد المالكي- وأما الفيدراليه فمنذ أيام المرحوم السيد عبد العزيز
الدكتور شريف العراقي
2013-05-02
كاتب المقال أصاب الهدف ولعل المالكي يعود الى رشده وينشأ الاقليم قبل فوات الأوان ولعنة التاريخ لا ترحم
حسين الساعدي2
2013-05-01
بالله عليكم في تلك الفترة التي دعى فيها السيدعبدالعزيز (رحمه الله) للاقاليم لم تكن الامور بهذا التشنج او الطائفية ولوحدثت في تلك الفترة لتغير الحال ولوجدنا عراقا ثانيا موحدا والجميع متراضي فيه ولاانتهت اوانخفضت بشكل كبير الاعمال الارهابية اما اليوم فأن الاقاليم ستذهب مباشرة للانفصال وضرب لي صديقي مثلا(ان شاب تقدم لفتاة فرفض اهلها ثم تزوجت بعد ذلك وطلقت بعدفترة ثم تزوجت وايضا طلقت ثم بعد ذلك عرضها اهلها على الشاب الاول )هل المبتغى من اول مرة افضل ام من بعدماحدث لاحقا افضل ,,والسلام
حسين الساعدي1
2013-05-01
رحمك الله ياعزيز العراق كم ظلمت من الاقربون قبل الابعدون لقد شهروا به واتهموه بكل ما اوتوا من الاشاعات والاكاذيب بدأ من الدعوة والتيار والقائمة العراقية لقدكانت لديه نظرة دقيقة لما سيئول اليه مستقبل العراق اراد ان يعزنا فاخترنا الذلة واراد ان يحمينا فاخترنا ان نبقى مكشوفين امام اعدائنا ارادنا ان نقف مرفوعي الرأس لكنا ادمنا الانحناءوقول صار,خادم ,تدلل لماذا تعودنا الجلوس على باب المدير كفراشين ونراها كبيرة علينا ان نجلس كمدراء مع اننا افضل من غيرنا من نواحي عديدة ...يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك