لازالت التكهنات تُتداول في اروقة ومقرات الكيانات السياسية المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات التي اجريت في نيسان الماضي حول اسماء المرشحين الذين حظوا بثقة الناخبين ، بعد ان عرف كل تكتل وحزب تقريبا عدد المقاعد التي حصل عليها وفي جميع المحافظات الاثنى عشر التي اجريت فيها الانتخابات ، كما ان الاحزاب السياسية عرفت قيمتها العددية من اصوات الجماهير التي صوتت لها معلنة بذلك انتهاء ملحمة جديدة ومرحلة مهمة من تاريخ الديمقراطية في العراق الجديد . طريقة سانت لوكو التي اعتمدت في الانتخابات الاخيرة تتلخص بتقسم عدد اصوات الكيانات كل على حده على الاعداد الفردية تصاعديا ، وبعد ظهور النتائج يعتمد عدد مقاعد المحافظة على اعلى الارقام ثم الاقل فالأقل تدريجيا مع مراعاة كوتة النساء والأقليات الى ان تملأ مقاعد المحافظة ، وبذلك يكون الصوت الواحد هو الفيصل الوحيد في حصول هذا الكيان او ذلك على المقعد الاخير في كل دائرة انتخابية ، وبعد الانتهاء من اكمال عدد مقاعد المحافظة ، يكون التنافس على اشده ُبين مرشحي القائمة الواحدة ، والمقعد الاخير ايضا له حكاية خاصة ليكون بين الرابح والخاسر عدد مقداره هذا الصوت الواحد . اذا كان الصوت الواحد له هذا التأثير الكبير في تغيير وجهة عضو مجلس محافظة بين هذا الحزب وتلك الكتلة ، فلابد لنا جميعا ان ننظر بعين التخوف والتوجس لفقدان الستة ملايين صوت التي بحت او اخرست او لم يتكلم اصحابها في هذه الانتخابات ، ولنا ايضا ان نشارك تخوف المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتشديدها على ضرورة المشاركة من خلال البيان الذي القي قبل ساعات من يوم الانتخابات ، فهل نضع اللوم على المواطن الذي يأس الا من رحمة الله ؟ ام على من بيده لقمة الفقراء وتسيد السنوات السابقة ؟ ام على كل الاحزاب والكيانات السياسية ؟ وربما يشاركني اصحاب البيع والشراء بان هناك بورصة اخرى يباع فيها الصوت الواحد بأكثر مما ذكر ، وقد يعلم فيما بعد من يدرس بجدية وعلمية مشكلة العزوف ، وثمن الصوت الواحد .
https://telegram.me/buratha