رياض ابو رغيف
منذ ان سقط حكم البعث في العراق وانهارت المنظومة الصدامية التي كانت تدير شؤون الدولة وتتسلط على مقدرات الامة وصعق المتوهمون بازلية وجودهم وحتمية ديمومة قبضتهم القوية ومنذ الايام الاولى لزوال تلك السلطة وانهيارها كان واضحا ان البعثيين والسائرين خلفهم ورغم ترنحهم من وقع الضربات المتوالية التي لم يتوقعوها وبعد زوال اثر الصدمة العنيفة التي احدثها سقوط الصنم كان واضحا انهم لن يستسلموا للامر الواقع بسهولة افلتت قيادات البعث وكوادره المتقدمة وقادة اجهزته القمعية من قبضة العدالة والتجأت الى مناطق انتمائاتها العشائرية والقبلية في المناطق الغربية ثم انتقل بعضها الى دول الجوار وهي تحظى كما هو معروف بعلاقات القربى والنسب والدعم والمصالح وربما التعاطف مع المتنفذين هناك مما كان يوفر لهم حماية مضاعفة ولان البعثيين تمرسوا العمل المخابراتي وخبروا طرق التاثير في الشخصية الاجتماعية العراقية جيدا ويعرفوا كيف يستغلوا الفرص ويستثمروها ولانهم اشد من ابن اوى مكرا ودهاءا فقد بدات مخططاتهم لزعزعة الامن وزرع الفوضى تاخذ اتجاهات مختلفة وصفحات متعددة كان يراد منها ان لايعيش العراقيون لحظات الامان ويتمتعوا بنعمة الحرية التي حرمها منهم حكم البعث اكثر من (45 ) عاما . حين اجتاحت القوات الامريكية العراق عام 2003 كان المراقبون يتوقعون ان اشد المعارك واعنفها كانت ستحدث عندما تصل قوات الاحتلال الى مشارف المحافظات الغربية المحسوبة على نظام صدام والتي تحمل الولاء المطلق لحكم البعث والمعروف ان ابنائها يتقلدون فيها اعلى المسؤوليات وارفع المناصب انذاك لكن الامر الذي كان مفاجأة غير متوقعة ان تنزل تلك المحافظات على الرضوخ لارادة جيش الاحتلال دون مقاومة وبعكس ماكان متوقعا اقيمت احتفالات نقلتها وسائل الاعلام حين رقص اهالي تكريت (الجوبي) امام انظار جنود الجيش المحتل ونحرت الذبائح في مضايف مدينة اخرى واستقبلوا بالهلاهل في المدينة الثالثة حينها كان القادة المهزومين لازالوا لم يفيقوا من اثار صدمتهم ولم يستجمعوا قواهم الخائرة ولم يبدأوا مخططاتهم بعد !!!بعد اسابيع قليلة وفجأة وبلا مقدمات ظهرت معالم مايسمى بمقاومة الاحتلال !!! ولا ادري كيف انقلبت تلك الهلاهل والرقصات والولائم احتفالا بحلول المحتل ضيفا على مشايخ المدن الثلاث الى مقاومة !!!عرفنا البعثيين منذ ايام تسلطهم الاولى على امتنا بانهم عباره عن ابواق اعلامية يقلبون الهزائم المخزية واقعا الى انتصارات اعلامية زائفة يزرعونها في مخيلة المطبلين لهم ويجعلون من الوطني الحقيقي خائنا بماكنة كذبهم يكذبون ويصدقوا انفسهم ويدافعون عن كذبهم دفاعا مستميتا وهكذا خلقوا كذبة المقاومة ضد الاحتلال وروجوا لفكرة الخيانة عند غيرهم .....وروج لها اتباعهم وصدقها البعض ليمحوا من ذاته فكرة انصدامه بانهزام الامة واستسلامها !!!ولانهم يعرفون ان رصيدهم الشعبي في العراق ضعيف وخاصة في الاواسط الاسلامية متنامية الشعبية والتي كان يقمعها نظامهم الدموي ابان سنين حكمه الطويلة ولانه يعرف تحديدا الوسط الذي يمكن لاحقاده وطائفيته ان تنمو فيها فقد اتخذ لمقاومته المزعومة شكلا ذو صورة مؤثرة تستثير مشاعر وتؤجج عواطف اطراف معروفة وصارت صورة البعثي الجديدة هي اطالة اللحى التي كان النظام البعثي يعتبرها جريمة يعاقب عليها باشد العقوبات وتقصير الثوب لينقلب اولئك العلمانيون المتشددون فكرا وعقيدة الى اسلاميين متشديين بالفعل والعملوبات واضحا ان هذا الوجه الجديد للبعثيين المبعدين من سلطة الفوا سطوتها لما يقرب النصف قرن لم يكن غاياتها واهدافها حب الوطن والدفاع عنه بل ومن خلال نوعية العمليات التي نفذت ضد عراقيين ابرياء من عمال وكسبة لم تكن الا رد فعل ومحاولة اثبات وجود واستباقا لقيام قوى اخرى غيرهم بحكم العراق وجاء ظهور فصائل المقاومة في وسط وجنوب العراق وجراءة ضرباتها ودقة استهدافها لقوات الاحتلال ليسقط بايدي المتشدقين منهم بدعوى التفرد بشرف المقاومة التي كان يريدها العراقيون املا لطرد المحتلين كان البعثيون يريدونها مطية تعيدهم الى السلطة والحكموبدل ان يدللوا على وطنيتهم ويحرصوا على توحيد صفوف المقاومة الاسلامية صار همهم هو سحب بساط تعاطف المتعاطفين في العراق والمحيط العربي والاسلامي مع المقاومة في الفرات الاوسط والجنوب فكان لابد من البدء بتنفيذ الصفحة الاخرى من صفحات الخداع البعثي وبحكم معرفة قياداته الهاربة وعلاقاتها المخابراتية السابقة مع منظمات الارهاب كالقاعدة وتنظيم الجهاد ولانه يدرك ان دخول هولاء الى ساحة الصراع العراقي مع المحتل سيخلط الاوراق وتختفي علامات طمعه بالعودة الى التسلط والسلطة من خلال الفوضى التي عادة ما تحدثها تلك التنظيمات في مناطق الصراع مع اعداءهم التقليديون (الغرب الكافر ) كما حدث من قبل في الصومال وافغانستان والشيشان فقد بدأت ملامح تلك الاتفاقيات والمؤمرات تظهر بعد اشهر قليلة من دخول المحتلين للعراق .واتخذ هذا التحالف من المناطق الغربية قاعدة لانطلاقه وسخر البعثيون كل امكاناتهم لدعم هذه القوة الجديدة وامر اعوانه وازلامه في مناطق شمال بغداد وديالى والانبار والموصل وتكريت من عناصر الفدائيين وضباط وافراد الاجهزة الامنية التي هي في غالبها من ابناء تلك المناطق للانخراط الى هذا التنظيم الذي اصطبغ بالشعارات الاسلامية والطائفية وسلم القيادات الميدانية والقتالية بيد مسلحي القاعدة القادمين من دول الخليج والمغرب العربي وشمال افريقيا .ولم توجه الفوهات الى صدور جند الاحتلال و صارت المفخخات والانفجارات تستهدف المكونات الاخرى في الوطن بتهمة الخيانة والعمالة !! التي تعود البعثيون اتهام اعدائهم بها ليبرروا سفك الدماء وهتك الاعراض واصبحت خناجر (المقاومة اللاشريفة ) وسيوفها وسكاكينها تنحر رقاب العراقيين الكورد والشيعة وتستبيح ارواح واموال العراقيين من كل المكونات الاثنية والطائفية ولم تستثن الة القتل تلك حتى الوطنيين من ابناء المناطق الغربية التي كانت تعتبر ملاذا امنا لغصابات البعث والقاعدة لقد كانت العمليات الارهابية التي نفذتها تلك المجاميع ضد العراقيين لاتتجاوز عشر ما نفذوه ضد الامريكان ولانهم يجيدون لعبة تلفيق الاتهامات وقلب الحقائق وخداع السذج ولتبرير جرائمهم ضد الشعب العراقي فقد بدأت ماكنات اعلامهم المعروفة بادخال ايران على الخط بمسميات تبدع ابواق البعث الكاذبة على استيجادها واستحضارها فصارت تهمة الغزو الصفوي تطلق على الاحزاب السياسية الشيعية الفائزة باول انتخابات جرت في العراق محاولة من تلك الابواق للحشيد الطائفي ضد الحكومة من جهة وضد مكون كبير كان تخلصه من سطوة البعثيين واجرامهم حلم لايجرؤ احدهم ان يحلم به حتى في منامه كل ذلك ولان الدولة وقواها الامنية كانت غير متكاملة وضعيفة ولان المحتل لا يهمه الا حماية نفسه ومصالحه وهو غير ابه بالقتل اليومي البشع والكبير الحاصل في العراق على الهوية كل ذلك كان مبررا لاجنحة متشددة من الجانب الشيعي وبحجة حماية المذهب وابناءه ان تقوم قوى مسلحة شيعية تدافع عن ابناء جلدتها وتحمي مكونها وكان البعثيون يدفعون بذلك دفعا لتجر البلاد الى حرب طائفية تاكل الاخضر واليابس حين قام حلفاؤهم وخطوطهم المتقدمة في الارهاب بتفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء ولو لا لطف الله وحكمة العقلاء لافلتت زمام الامور ولاقتتل ابناء العراق ولضاع البلد باتون حرب لاتبقي ولا تذر وعلى مدى السنين العشرة الماضية تلون البعثيون بشتى الالوان وحين كانوا يدركون ان صفحتهم الحالية كشفت واحترقت كانوا ينتقلون الى صفحة اخرى وبمسميات جديده فهم ذاتهم من استورد ارهاب القاعدة الينا وحين استنفذوا غاياتهم منها تبرأوا منهم وغدروهم اما قتلا واما تسليما كالخراف الى قوات الاحتلال والقوى الامنية وحين ادركوا وجود المنفذ للدخول الى العملية السياسية بذلوا حتى شرفهم من اجل الجلوس على مقاعد السلطة والحكومة لا حبا بالديمقراطية بل من اجل خرابها وتخريبها وانقلبوا 180 درجة تجاه الانخراط الى الاجهزة العسكرية حين فهموا ان وجود عناصرهم واعوانهم هناك سيوفر لهم المعلومات والاسرار التي من خلالها يستطيعون ادامة زخم مؤامرتهم ضد العراق وشعبه وبعدما كانوا ينعتون الجيش والشرطة بشتى نعوت التكفير والعمالة والخيانة والكفر صاروا يطالبون وبصوت مرتفع باعادة البعثيين العسكريين الى القوات الامنية ويطالبون جهارا علانا بالتوازن الطائفي فيها بل وسعيهم لايصال اعوانهم الى مناصب القيادة هنا وكل ذلك كان صفحات جديدة من مخططاتهم لضرب العراقيين والعملية السياسية واجهاض الامنوالاستقرار في العراق .ومن المؤكد ان الذي يحصل اليوم بعد انكشاف المستور مما يجري في مظاهرات المدن الثلاثه هو صفحة سوداء جديدة ومكشوفة من صفحات التامر البعثي من اجل انهيار العراق وتفككه صفحة جديدة بشخوص جديدة يقودها هذه المرة رفاق معممون يرتدون لباس البعث التقليدي الزيتوني ويرفعون اعلام نظامهم الساقط وينادون بذات الشعار القديم المليء بالاحقاد الطائفية والعنصرية تقودها هذه المرة دمى جديدة امثال اللافي وعلي حاتم سليمان ورافع العيساوي وابو ريشة دمى تتحرك على منصات التظاهرات لتنفث سمومها في جسد العراق المنهك لكن هذه الدمى بالتاكيد تحركها اصابع البعث الخفية من مكان اخر
https://telegram.me/buratha