الكاتب : قيس النجم
فاجئني احد الأشخاص وإنا اصعد إحدى سيارات (الكية) للذهاب إلى منزلي بقوله ولا واحد بالعراق مرتاح علماً أن علامات الترف والارتياح النفسي والبدني باديةٍ عليه ؛ سارت السيارة وبدأ الحديث عن قصته عندما شاهد امرأة تحمل معها معاملة بجوارها ابنتها التي لا تتجاوز السبع سنين ولا تجد لها مكاناً ؛وستدركها قائلاً لماذا تجلبين معكِ طفلة صغيرة وبهذا الطريق الطويل والأماكن المزدحمة والانفجارات إلا تخافين عليها من الخطف ؟؟خاصة أنكِ تراجعين إحدى دوائر الدولة المزدحمة وهي تعج بالفاسدين والخاطفين !!.سأحكي حكاية مرت علينا كأنها صاعقة ومازلنا ندفع ثمنها قبل سنة من ألان حدث ما حدث ؛ كان لي ابنة وقد تزوجت ورزقها الله بمولود ؛ كم كانت جميلة ابنتها سبحان الله الذي صورها بهذا الشكل ؛ وكانت ابنتي موظفة وزجها أيضا وأصبحت الطفلة عائق لهم من ناحية الالتزامات اتفقا على تسجيلها في إحدى رياض الأطفال ؛هنا بداية الكارثة التي حلت علينا جميعاً بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على دخولها الروضة كانت تعتني بملابسها وتسريحة شعرها كل يوم ؛ وفي احد الأيام ذهبت ولم تعود أبدا لقد خطفوها ومعها ثلاثة أطفال ومن نفس الروضة ونفس الشخص الذي كان يحترف الخطف ويخطط مسبقاً ؛ هو السائق الذي سكن في المنطقة وبمستمسكات مزورة واستطاع إن يكون يعمل لهذه الروضة!! صدقوني أقولها وبحسرة قلب ولا واحد بالعراق مرتاح؟؟وشاركته أمراءه ثانية تبلغ من العمر الستون عاماً أو يزيد وبادرة بالقول (من يشوف مصيبة غيرة تهون عليه مصيبة) قالتها بلوعة المتألمة ؛واستدركت قائلةٌ كان لي ثلاثة أبناء الكبير متزوج وله طفلان ؛ والأخر تخرج من الكلية ولدية محل للحاسبات هو مصدر رزق له ولنا لكونه يتحمل العبء الأكبر ؛والأخر طالب في كلية الهندسة السنة الأخيرة قرروا إن يذهبوا في سفرة إلى شمال العراق ولم يعودوا وما زلنا نجهل أين هم وتركوني وحيدة سكت الجميع .ومن ثم انكسر الصمت بعد لحظات الصدمة الممزوجة بالحزن على ما سمعناه من مآسي مرة على هذا الشعب ؛وحكايات كنا نسمعها في قصص إلف ليلة وليلة دعونا نعود إلى الصوت الذي كسر الصمت؛ كان فيه من الحنين الكثير يقوم بسلب الألباب وعرباته متزنة ونبرات الواثق ؛إذ بادرة تلك المرأة بالقول قتلوه ونحن في أول أيام الزواج !! لم يمضي منه سوى ثلاثة أشهر حين خرج ؛ ومثل كل يوم أنه سائقاً وكنا نبي مستقبلنا بمخيلتنا البريئة ؛وكانت السيارة هي مصدرنا الوحيد .نعم قتلوه وسرقوها وهذه الطفلة التي بيدي هي ما تبقى من ذكراه ؛ولكني أقول إنا لا أكره العراق وما ذنب العراق انه مثل زوجي يريدون قتله ؟؟ولكنه يأبى إن يستسلم لهم لكونه يستمت قواه من الأئمة فهناك إلف قاتل وألف خاطف وألف منافق ؛ولكن هناك ملايين الرجال الأوفياء والنساء العفيفات الطاهرات لا نريد من الآلاف القليلة إن تطغي على الملايين من الشرفاء ؛ كلنا مآسي ولكن العراق مأساتنا الأكبر !!!
https://telegram.me/buratha