عون الربيعي
بعيدا الخوض في نتائج الانتخابات والحديث عن الغالب والمغلوب والفائز والخاسر فلابد لنا قبل ذلك ان نمحص وندقق ونوضح الفكرة بعيدا نشوة الانتصار وحسابات المنتصرين لنقول ان الفائز هو الشعب ان كانت خياراته صحيحة وهي لحد الان كذلك بحسب البرامج والرؤى المطروحة من قبل الكتل المتنافسة ولعل الواضح للعيان بحسب ما رأينا وشاهدنا ان ائتلاف المواطن الذي خاض انتخابات مجالس المحافظات هو الاوفر حظا في اصابة الهدف والاقرب الى هموم وطموحات المواطن وهو الذي رفع عنوان المواطنة شعارا والانتصاف للمواطن في هذا الوطن هدفا اسمى يسعى لتحقيقه في الدورة القادمة وبذلك يمكننا القول ان المسؤولية الملقاة على عاتقة قيادة عليا ممثلة بالسيد عمار الحكيم ورفاقه من قيادات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومرشحين نالوا ثقة ابناء شعبنا سيكون عليهم اثبات صحة خيارات الناخبين الذين فضلوهم على غيرهم انسجاما مع ما لمسوه منهم ومن قيادتهم الصادقة التوجه من صدق ورغبة في تقديم الخدمة والانتقال بالبلاد نحو الاستقرار يعزز هذا التوجه رغبة اخرى ملحة في تحقيق التغيير نحو الافضل ولان الموضوع فيه نوع من اللبس والالتباس فلابد من ايضاح التالي كونه كبد الحقيقة والطريق الوحيد لبيانها فائتلاف المواطن الذي واجه ونافس بشرف بعيدا عن خلط الاوراق وممارسة عملية الايهام قوى كثيرة اجتمعت في ائتلافات ولها من التنظيمات والامكانيات المادية الكثير لذلك فائتلاف المواطن قد واجه قوى رئيسية مجتمعة لامنفردة وتفوق عليها واذا اردنا ان نحسب النتائج بشكل دقيق فلنا ان نقول ان مجموع اصوات ائتلاف دولة القانون المكون من سبعة كيانات مثلا في كل محافظة لايحسب لجهة بعينها فيه بل يقسم على الكيانات المؤتلفه فيه كلا حسب عدد الاعضاء الفائزين فحزب الفضيلة له مقاعده التي تعكس عدد انصاره وقواعده ومنظمة بدر لها مقاعدها التي تمثل حجم قاعدتها وامتداداتها والامر ينطبق على بقية القوى في هذا الائتلاف ناهيك عن استعانة معظم الاطراف من وجودها في السلطة واستفادتها منها انتخابيا كل ذلك قبالة ائتلاف المواطن وبحسبة بسيطة وعلى ضوء ما حقق من ارقام ونتائج فانه الاول شعبيا وجماهيريا وصعوده هذا لم يأت من فراغ طبعا بل كان نتاج سنوات من اعادة التنظيم والعمل والاستفادة من اخطاء الفترة المنصرمة وما جرى فيها من تحولات وليس عيبا ان يعمد كيان عريق كالمجلس الاعلى بقيادته الوطنية الى ترميم بنيته واعتماد استراتيجية معينة تضمن تصحيح الاخطاء وهذا هو النجاح بعينه هذا من جهة من جهة اخرى يتقول البعض بان المجلس الاعلى لم يحقق هذه الارقام بناءا على قبوله الشعبي والجماهيري ككيان سياسي او كتيار شعبي قوي بل لانه اعتمد مرشحين مستقلين واستفاد من ارتباطاتهم العشائرية والوجهائية وهذا ليس عيبا ايضا فاختيار الصلحاء والاكفاء النزهاء هو الغاية وقد نصدق ذلك لو ان القضية تحققت في محافظة او دائرة انتخابية منفردة لكنها حالة عامة تعكس مدى القبول والاقتناع بالمجلس كتيار وكبرنامج عملي قابل للتطبيق لخدمة ابناء شعبنا في المرحلة المقبلة وهذا يعزز رأينا في ان تحقيقه للمركز الاول لم يكن وليد صدفة او طفرة تحققت بفعل ظروف معينة وللبيان اكثر فاننا نقارن بشكل سريع بين ما تحقق هنا وما حققه الصدريون بشقيهما الاحرار والشراكة مجتمعين حيث لم يحالفهم التوفيق في محافظات لاسباب ترتبط بادائهم فيها كالبصرة والمثنى بينما تراجع تمثيلهم نسبيا في محافظات اخرى كالناصرية وبقيت نسبة المصوتين لهم مرتفعة في محافظة العمارة لانهم قدموا اداءا خدميا ملموسا هناك ولعل النتائج جاءت لتقول ان المواطن مع من يعمل هذا مع استعانتهم بوجود دعم الحكومي ساعدهم كثيرا وهذا ليس ادعاءا فهم يرون ان غيرهم يفعل ذلك فلماذا هم لايفعلون المثل !!؟ اما المجلسيون في ائتلاف المواطن فقد كان تقييمهم بحسب الشارع اضافة لما تقدم هو تفانيهم وسعيهم لطرح قوانين مؤثرة في البرلمان وقد بدى جهدهم واضحا تخفف عن كاهل المواطنين عموما فضلا عن سلسلة النجاحات التي حققوها في الدورة الفائتة في محافظات عديدة في جنوب ووسط البلاد ومنها الناصرية والنجف والحلة وبغداد , اذن الحقيقة ناصعة ولاتحتاج الى تأويلات واستنتاجات وتسويق خطاب لان الاوفر حظا والاقوى حضورا هو من فاز بالثقة وعلى الخاسرين والمتراجعين في حسابات ثقة المواطن ان يراجع نفسه ويعيد ترتيب اوراقه بشكل يضمن ارتقاء ادائه للخدمة لان الناخب المواطن هو مصدر الشرعية وصوته المعبر الحقيقي عن من يمثلونه ومن يثق بهم من الذين باتوا يمتلكون التفويض العام عبر تصويت حر وهذا تكليف على الفائزين احترامه بل هو تشريف من المواطن فغاية الشرف ان تحظى بثقة عامة الشعب لابد من الاعتزاز به فليس لمن يملك السلطة الحق في التصرف بها بالاتجاه المعاكس لرغبات وارادة الشعب الذي قلده وسام الخدمة فالمسؤول وهذه ثقافة يجب ان تسود وتعمم هو موظف خدمة عامة قلد المنصب بعنوانه موظفا لاسيدا وان امتيازاته هي من المال العام (ثروة الشعب) فهل حفظنا الدرس وحسبنا نتيجة من يخون هذه المسؤولية واعتقد ان القادم سيكون افضل بوجود قيادة حريصة على نجاح مشروع الوطن والمواطن ..
https://telegram.me/buratha