واثق الجابري
الانتخابات صوت الشعب وبأستمرارها يتنامى الوعي عند المواطن وتمييزه للغث من السمين , الواضح ان ما تبقى اليوم من البعض شعارات فقط ونخشى حتى على هذه الشعارات التلاشي بمرور الأيام . أحزاب انطلق بمعناة المواطن وتحول أغلبها لطبقات برجوازية تنظر لشعب شاركم الضيم حفاة فقراء يعيشون التبعية والأنصياع الأنقياد للشعارات بالعزف على وتر الطائفية والهروب من المسؤولية بشماعة الأخرين , الشعور بالوجود والمسؤولية لا تدع الأنسان يقف في الحياد او السكوت على واقع وهو في حالة من الاعتراض , والمواطن جزء لا يتجزء من مجتمع يرتبط بالماء والهواء والبيت والجار والمحلة والمدينة وعموم الدولة ,التي لا تنحصر بالحكومة او البرلمان او شخص , بناء العراق والوطنية تعني المشاركة الواسعة في صنع القرار , الأنتخابات فرصة لإستبدال من لم يثبت قدرته في تقديم الخدمة والمعاقبة بإنتخاب غيره , مبدأ المكافأة والمعاقبة في قضية أساسية ستضع الامور في نصابها ، وفي كل دورة تدخل اربعة أجيال من الشباب وتمنح حق التصويت ، بدماء وأفكار جديدة .المشاركة الواسعة ضرورة بإعتبارها التعبير الأمثل لإنشداد الناس الى النظام الديمقراطي والعملية السياسية , هناك من ممتعض ولديه اعتراضات وتحفظات ولكن العلاقة مع الاشخاص شئ والعلاقة مع العراق شئ اخر فالحكومات تأتي وتذهب ويبقى العراق والعملية السياسية , المواطن يختزن في الذاكرة بما وعدت به القوى السياسية ومقارنته بما أنجز, كثير من الوعود اطلقت جزافاً دون توضيح اسباب الأخفاقات , قوى ربما فقدت وجودها في الشارع لجذب الكفاءات وأستخدمت السلطة وسيلة لجذب القوى الأخرى وتقود تابعيها للسير خلفهم .وفي نتائج الانتخابات الأولية وبعد دعوة كتلة دولة القانون للأغلبية السياسية كون المواطن العراقي سأم المحاصصة والشراكة التي وصلت الى مرحلة الشلل والتعطيل ,ولنأخذ ذي قار مثالاً خسر قرابة نصف عدد الكراسي من المجلس السابق، فتدنى تمثيله من 21 عضوا الى 11 عضوا يمثلون 9 كيانات (حزب الدعوة المركزي ، الكتلة المستقلة، منظمة بدر ،حزب الدعوة تنظيم العراق , حزب الفضيلة , تيار الاصلاح , مستقلون , العراقية الحرة , وعصائب اهل الحق( , الإئتلاف الجديد رغم زيادة سعته من 3 كيانات الى 9 كيانات لم يستطيع تحقيق اغلبية كان يسعى لها بتشكيل حكومات أغلبية، تمهيدا لانتخابات مجلس النواب ويعتبر الخاسر الأكبر بحسب المراقبين هو حزب الدعوة الذي كان له 11 مقعدا في المجلس السابق وخسر منها 9 لحد الاّن ,و قدرته ستنحسر عن ادارة الائتلاف نفسه، وسيضطر للتنازل عن عرش رئاسة الائتلاف لصالح احد شركائه الجدد او يدخل الصراع عليه , هذا التراجع له اسباب عدة قد يكون منها تغيرمزاج الناخبين والخلل الواضح في الأدارات المحلية , وأرتفاع مستويات الفقر والبطالة وأزمة السكن , و اختيار شخصيات غير معروفة من قبل الصف الثاني و التي انتمت للحزب بعد 2003, وتسلط اشخاص حديثي العهد بالحزب سببا بخسارته هؤلاء دفعوا بعدد من المرشحين معظمهم من الذين ليس لديهم اي تاثير اجتماعي او سياسي , عدد الاصوات الذي حققته كتلة دولة القانون للقائمة وليس البرنامج الأنتخابي والأسماء والحزب لم يركز على اسماء اشخاص او مرشحين من قبل الحزب، بقدر تركيزه على شخص المالكي , ودعايته إنصبت إن دولة القانون هي كتلة ( المالكي )، فيما باقي الشركاء في الائتلاف روجوا لمرشحيهم بأسمائهم دون التركيز على الائتلاف , لذلك نرى ان معظم اصوات ائتلاف دولة القانون ذهبت الى مرشحي احزاب اخرى, في كل المحافظات كررت دولة القانون نفس الخطأ بأعادة الأسماء , المحافظ لم يشارك في الانتخابات السابقة وتم تعينه , وكثرة عدد مرشحين حزبهم على حساب بقية الاحزاب , ومقابل الأعتراض الشعبي على الخدمات تم أعادة نفس الأسماء لمن هم في موقع المسؤولية من المحافظين ورؤوساء مجالس المحافظات والمسؤولين في الدولة وأشخاص كانوا قد عملوا مع قوى اخرى سابقاً وجربوا الفشل في الأنتخابات المحلية ليجدوا الوصول بهذه الطريقة اسرع , دخول جيل من الشباب وتنامي الوعي لدى المواطنين ومقارنة الأداء والوعود والرفض للتراجع في الواقع الخدمي ورغم عزوف بعض الرافضين وتعبيرهم عن الرفض بشكل سلبي والتصويت العشوائي نتيجة الترويج لأسم القائمة في دولة القانون الاّ ان تكامل الشعور بالمسؤولية جعل الكثير من المواطنين باحثين عن الكفاءات والنزاهة والتصويت بتركيز على الأشخاص وبرامجهم , وهذه الانتخابات فتحت باب للتفائل بتغير الخارطة السياسية وأستخدام المواطن للثواب والعقاب للمسؤول وإن خطوات النضوج الديمقراطي أصبحت متسارعة ..
https://telegram.me/buratha