شغلني سؤال مستمد من النص القرآني كثيرا، فقد قال جل في علاه في الآية الحادية والأربعين من سورة العنكبوت في كتابه العزيز: { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } ومثلما شغلني ، شغل أيضا كثيرين ، وأثار أيضا فضول العلماء الذين قام بعضهم بالبحث العلمي مخضعا خيوط العنكبوت الى فحوصات مختبرية متعدده..وتوصلوا الى نتائج مثيرة، فقد أكتشفوا لو أنهم جمعوا خيوط عنكبوت بنفس سمكاكة خيط من الفولاذ وعرضوهما سوية لقوى شد واحدة لأنقطع خيط الفولاذ قبل خيط العنكبوت..! إذن لم وصف تعالى بيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت..!؟
مضى العلماء قدما في أبحاثهم ، ودخلوا بيت العنكبوت وهناك أكتشفوا السر..!
فقد وجدوا أن الذكر بعد أن يقوم بتلقيح الأنثى، تقوم الأنثى بافتراسه وتتغذى على جسمه طيلة فترة الحضانة للبيض، وبعد أن يفقس البيض تتغذى اليرقات على أضعفها، ثم بعد أن يقوى ويشتد عود ما تبقى من الصغار
تقوم بأكل أمها لأنها أصبحت أضعف الموجود.. ثم يلقح الذكر الأنثى ثم تقوم بأكله وهكذا دواليك..! وهنا سر ضعف هذا البيت ووهنه وخواءه..!
الدولة شكل من أشكال التنظيم للدوافع والحاجات والغرائز في سياق جماعي، وإطار لحماية الحقوق الفردية والجماعية من طوفان الطبيعة المستحكمة في الكائن الإنساني.وما دام الإنسان قد اختار إطار المجتمع المتسالم مع نفسه ليعيش داخله، كان لا بد من تنظيم مؤسسي يبرز هذه الخصوصية ويحميها.فالدولة من هذا المنظور -ونحن بلا شك نتحدث عن الدولة العادلة دون سواها-من مقاصد التنظيم والتعايش الوجودي للكائن الإنساني، وإن رآها البعض على غير هذا الوجه طريقا من طرق التضييق على الحرية الطبيعية وتنازلا عن حقوق تصرفية لصالح النخبة المدبرة للشأن العام، والذي نراه أنها شرط في الاجتماع البنائي، وحافظ من دوام الاختلاف والهرج والتغالب الناشئ من استحكام الطبيعة الحيوانية في الكيان الإنساني، كما أنه لولاها لتعطلت مصالح وهدمت، وانقطعت سبل الخير وانسدت، ولفشا الغلو في كل شيء حتى يكون الناس في فوضى، وينتهي بهم المطاف إلى أكل "الإنسان"لأخيه "الإنسان.
كلام قبل السلام:كثير من قبيحي الصورة كسروا المرآة التي رأوا فيها صورتهم ، مع أنها لا ذنب لها إلا أنها أظهرت صورتهم معكوسة : اليمين يسار واليسار يمين..!
سلام...
https://telegram.me/buratha