المقالات

نحن ..و الفكر المنحرف

625 11:36:00 2013-05-03

محمد مكي آل عيسى

خلال تجوالي في معرض الكتاب المقام على أرض معرض بغداد الدولي رأيت الآلاف من الكتب والعناوين والمؤلفين والتي يحتار الزائرماذا يشتري و ماذا يقرأ منها وهناك لفت إنتباهي أحد الأساتذة الأفاضل إلى أن هذه الكتب لا رقابة عليها وأن كل من يريد أن ينشر, له ان ينشر ما يريد !!ومع عدم تحققي من العبارة من المسؤولين هناك لكني رأيت بكل تأكيد توجهات فكرية مختلفة والبعض منها متعارض أو متناقض وكأن باب حرية الفكر قد إنفتح على مصراعيه فكتب للشيوعية وأمجادها وكتب تذمها وكتب تتحدث عن الإسلام وموجبية إتباعه وأخرى تروج للمسيحية وكتب تتحدث عن السحر والطلاسم والاوفاق وكتب تحرمها وكتب تتحدث عن الغريزة بصراحة وكتب أخرى تنتقدها .في خضم معركة الفكر هذه توقفت لأتساءل كيف نفعل إن كان هناك فكر منحرف يكتب وينشر ويطبع ويروج بين الناس ؟؟الفكر لا يحده شيء لا القانون ولا الرقابة ولا الحكومات أبدا ...

لقد إخترق الفكر قضبان السجون وحيطان الزنزانات ....ولا يحده حد أو يقيده قيد .....فلا يبقى إلا مواجهة الفكر بالفكر ومحاربة الفكر بالفكر.....فالفكر مجرد , والمجرد لا توقفه المادة بل يوقفه مجرد مثله , فلابد لإيقاف فكر أن نجابهه بفكر آخر والغلبة ستكون للأقوى حجة ومنطقا والنتيجة النهائية ستكون للحق وليس غير الحق .ولا خوف ولا خشية من حرية الفكر فحرية الفكر - بما تعنيه الحرية - هي أساس الإبداع والتقدم وإن إستطعنا أن نبيع ونشتري الأجساد فالفكر ما لم ولن نتمكن منه .فإنسانية الإنسان بحرية فكره وكلما إنطلق فكره كلما تألق وتجرد وحاكى موجده وحقق ذاته الإنسانية الناصعة وإذا ما رأينا حراً بفكره رأينا مكسرا لأغلال الإتباع الأعمى والتقليد المقيت .وما نراه من إنحراف فكري وهو كثير فلا أجده إنحرافا بسبب ضلال الذهن المقدس وإنما بعوامل ودوافع خارجة عن إطار التفكير العقلائي والذهني السليم وإنما هي إستجابات لمصالح وأهواء وشهوات وهذا الإنحراف الفكري مادام ليس له واقع يستند عليه فسيكون متقهقراً وإن طالت به الأيام ولا بد من أن يندحر ويزهق في يوم من الأيام .لذا فالفكرالمنحرف يواجه بسهام الأقلام ورماحها ولا يسكت بغير ذلك .وإذا تكسّرت أقلامنا فالخلل في بياننا في أدلتنا وعلينا بريها وشحذها ببراهين العقل الساطعة والحجج الدامغة كي تثبت أو تنتهي إلى الأبد.لذا فإننا نجد مدارس الفكر التي تعلم بضحالة منهجيتها تنأى بأفرادها عن أي فكر معارض بل وتخشى الإنفتاح عليه لما تجده من هشاشة في مبتنياتها الفكرية , والأمثال كثيرة على ذلك كما نلاحظه في محاربة فكر أهل البيت عليهم السلام في مصر والأردن وسوريا ودول الخليج فتابع أهل البيت ع لا يحمل سلاحا ولربما لو كان ذلك فإنه أهون عليهم من الدعوة لفكر ولعقيدة رصينة تخالف فكرهم ومعتقداتهم .والفكر لا يوقفه إلا الفكر . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك