بقلم: د. عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل
برهنت الانتخابات الاخيرة ان تحقيق المبادىء واجراء الاصلاحات هي في جوهرها الحرص على تحقيق الهدف وتطبيق النظم والادارة الناجحة.. فلقد قلل نظام "سانت لوكو" نسبة الاصوات الضائعة لابعد الحدود.
فمن مجموع 1.1 مليون صوتاً في بغداد مثلاً (حسب المفوضية)حصل 95% واكثر على تمثيل لاصواتهم.. وان(50) الف صوت فقط،اي اقل من 5% قد خرجوا من المنافسة.. ولم تتعد النسبة في محافظات اخرى 2%.. فتحسنت تمثيلية الناخبين ومعرفة اتجاهاتهم، بنسبة تقترب كثيراً من 100%.. وهذا نقيض النسب العالية لضياع الصوت، بسبب "العتبة القانونية"، التي تتعدى غالباً 30%.. وما يعكسه ذلك من نقص في التمثيلية.. واساءة فهم الاغلبية، وحالة الاحباط والتغيب وحسن ادارة المجالس.
ولاشك ان فضلاً مهماً يجب ان يذهب للمرجعية وضغوطاتها لتحسين تمثيل جميع القوى خصوصاً المستقلة والصغيرة.. كما لعب الرأي العام والاعلام والقوى الصغيرة، و"المفوضية" والامم المتحدة دوراً مهماً لتحسين النظام الانتخابي. وللانصاف، نسجل ايضاً دور غالبية القوى الكبيرة، والتي لولاها لما مرر القانون في "المفوضية" والبرلمان.
ولتحقيق انجاز اخر، نرى ضرورة دعم جهود "المفوضية" لتبني مشروع "صندوق الاقتراع الالكتروني". الفكرة بسيطة، وغير مكلفة، ولدى "المفوضية" دراسة متكاملة، وسبق لها التفاوض مع الجهات البرازيلية المصممة للنظام، والمعمول به حالياً في عدد مهم من دول العالم.
كلفة شراء اجهزة "اللابتوب" والكاميرات واجهزة البصمة.. الخ، المطلوبة لعمل النظام في العراق كله تتعدى بقليل 6 ملايين دولار.. وتجزم المفوضية (حسب تقريرها) انها قادرة على تحديث سجل الناخبين وتسجيلهم كافة خلال اقل من (6) اشهر من وصول الاجهزة وبدء الفرق بعملها. وبذلك "تستطيع المفوضية انشاء قاعدة بيانات الكترونية لجميع الناخبين قبل حلول الانتخابات البرلمانية المقبلة" و "ان اجهزة التسجيل الالكتروني اضافة الى اخذها بصمات الاصابع العشرة فانها تحتفظ بصورة للناخب وقزحية العين"، مما يمنع التزوير والتصويت المزدوج، ويعالج صعوبة العثور على الاسماء.. وان "جهاز البصمة مصمم لمقاومة العوامل الجوية ويعمل بالبطارية.. كما ان الجهاز لا يحتاج الى شبكة للانترنيت".
لا شيء يمنع تطبيق النظام سوى اتخاذ القرار، وتجاوز عوامل العرقلة الادارية والمعتادة.. ونرجو حسم الموضوع سريعاً، لكي تتقدم العملية الانتخابية.. التي هي ركن اساسي في تطور النظام السياسي وفي استقرار البلاد وتقدمها.
https://telegram.me/buratha