المقالات

المالكي والكرد...من الخاسر ومن الرابح ؟؟

1073 23:08:00 2013-05-03

هادي ندا المالكي

مثلت العلاقة بين الكرد والشيعة واحدة من علامات التميز في المرحلة التاريخية الممتدة منذ نهاية الستينات وحتى وقتنا القريب لما كان لهذه العلاقة من تقارب كبير بين الكرد والشيعة حتى انها أغاضت الكثير رغم ان الطرف الأول ينتمي عقائديا الى المذهب السني الا ان مواقف مراجع وقادة الشيعة في الدفاع عن قضايا الكرد وتحريم دمائهم والاشتراك بالمظلومية والاستهداف من قبل الطغاة وحدت المواقف وطورتها باتجاه الالتقاء في بوتقة النضال المشترك أثناء فترة حكم البعث والطاغية صدام المقبور. غير ان هذه العلاقة المتميزة شابتها بعض المشاكل والعقبات خلال فترة حكم السيد المالكي الثانية بسبب الأخطاء التي رافقت اداء السيد رئيس الوزراء وبسبب طبيعة تفكير القادة الكرد القائم على استغلال الفرص أسوء استغلال لدرجة تصل حد الابتزاز ساعدهم على ذلك الأخطاء القاتلة التي ارتكبها السيد المالكي في إدارته للازمات التي تسبب بها المكون السني وهو الطرف الثالث المستفيد الأكبر من سوء العلاقة بين الشيعة والكرد.وتصرفات السيد المالكي اتجاه خصومه الكرد تحديدا لا تنطلق من دوافع طائفية او عنصرية بقدر انطلاقها من دوافع سياسية ومصالح حزبية ترتبط باستحقاقات المرحلة الحالية.. ورغم ان خطورة تداعياتها ليست بالدرجة المميتة الا أنها ستكون مؤثرة في نتائجها المستقبلية اذا لم يتم معالجتها بصورة حقيقية ونهائية في ظل نزق الكرد وعنجهية الحكومة وأمنيات المكون الثالث.وواضح ان إفرازات أخطاء المرحلة الحالية في طبيعة العلاقة مع الكرد "التي تمثل هذه العلاقة واحدة من استراتيجيات الفترة الحالية والمستقبلية للمكون الشيعي والكردي على حد سواء" ستعطي نتائج متباينة للطرفين وهذه من المتناقضات التي املتها ظروف العراق المضطربة ففي الوقت الذي استفاد الكرد من هذا التازيم ولو مرحليا تضرر المكون الشيعي من تداعيات هذا الوضع لانه بات قريبا من ان يخسر حليفا قويا تجمعه معه الكثير من المشتركات ولا تفرقه الا المصالح وهنا يفترض بان تحل الخلافات بالتوافق والتراضي لا بالقطيعة والاستهداف خاصة وان الطرف الثالث يختلف مع الشيعة في كل المشتركات والمصالح تقريبا وهذا الاختلاف احد النقاط السيئة التي جعلت الكرد يطالبون بأكثر مما يستحقون.عودة على ذي بدأ فان حسابات الربح والخسارة تجعل الكرد في الوقت الراهن هم الرابح الأكبر سواء في المكتسبات المادية او الاستحقاقات السياسية الا ان استمرار الكرد بإرضاء إطماعهم ربما لن يعطي ثماره دائما لان كثير من العوامل الخارجية والداخلية قد تدخل على خط الخلاف والاختلاف لتعيد رسم مسار الأمور وتعيد رسم الخارطة السياسية والجغرافية من جديد وليس هذا فقط بل ان طبيعة الصراع بين المكون السني والكردي طبيعة تراكمية ثأرية من الصعب حلها اذا لم تكن من المستحيل خاصة ما يتعلق بالأرض والتاريخ والسلطة والسطوة .ربما يكون المالكي الخاسر الأكبر في علاقته المضطربة مع الكرد لأنه خسر الكثير من قاعدته الجماهيرية ليس حبا بالكرد وإنما بسبب كثرة الأزمات التي عطلت الخدمات وأيضا يعتبر المالكي خاسرا في تحالفاته لان الكرد سيكون لهم موقف اخر مع المالكي اذا ما رشح نفسه من جديد لرئاسة الوزراء وان كان المالكي وبعض المتفائلين والضالعين في الشان الكردي لا يتوقفون عند هذه الفقرة كثيرا لأنهم يعتقدون ان الكرد ليسوا اصحاب مواقف مثلما هم اصحاب مصالح.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك