من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، قوما كتب لهم التاريخ بأحرف من نور وشهد لهم خير خلق رب العالمين، رجال عرفوا الحق حقا فتبعوه وعرفوا الباطل باطلا فرفضوه، خير ما اصطحبوا وخير ما تبعوه قال في حقهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء، وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) يا أهل العراق، سيُقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود.إنّ حجر بن عدي، كان من خيار الصحابة، رئيساً وقائداً وشجاعاً وكان أبيِّ النفس، عابداً، زاهداً مستجاب الدعوة عارفاً بالله تعالى عرفان من لا يرتقي إليه أدنى شكّ، مسلّماً أمره إليه، مطيعاً له، مجاهداً بالحقّ، مقاوماً للظلم والجور، لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يبالي بالموت في سبيل ذلك، باذلاً في سبيل الله كلّ ما يملك حتّى نفسه وولده في طاعة ربّه ورضاه، خالص الولاء لمولاهُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد شهد له بذلك أجلاّء العلماء وكبارهم. أمّا رئاسته وشجاعته، الموجبة لاستحقاقه تولّي قيادة الجيوش في حرب الجمل، وصفّين، والنهروان، وفتح مرج عذراء فضلاً عن اشتراكه في حرب القادسيّة إلى غير ذلك، فقد ظهرت شجاعته في لحوقه جيش الشام ومطاردة قائده الضحّاك بن قيس الجبّار العنيد، من غرب العراق إلى غربي تدمّر حينما غزا الأنبار على حين غفلة من أهلها فقتل من قتل ونهب الأموال، فتصدّى له حجر بن عدي في عِدّة لا تزيد عن عدّته، حتّى لحق به في تدمّر وناجزه الحرب وقتل منهم تسعة عشر فارساً في وقعة واحدة، حتّى فرّ ليلاً هارباً يحمل العار والشنار.كان حجر ابن عدي ثابت على دين الله ورسوله، حتى أخر لحظه من حياته حينما أقدم رجل من حمير فقدّمه ليقتله، ثمّ قال، إن كنت أمرت بقتل ولدي فقدمه إمامي، فقدّمه الجلاّد وضرب عنقه، وتدحرج رأس ولده همّام أمامه، فقيل له تعجّلت الثكل فقال لا والله، خفت أن يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن إتباع الحق، وولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ولم يجتمع بعد ذلك في حضرة الصالحين معي. إما اليوم تعاد نفس رجالات بني حمير، وأميرهم من أولاد الزانيات، وشياطين الأرض، لا يروق لهم إلا ان يروا الأشلاء متناثرة، والرؤس مقطعه، ورائحة الدماء تملى أنوفهم، شعارهم الموت غير مبالين للحرمات والمقدسات، هؤلاء امتدادا الى من اسقط جنين بنت رسول الله( صل الله عليه واله وسلم) والى من قتل الحسين وأهل بيته( عليهم السلام) هذه السلسلة نالت لعنة الله ورسوله والملائكة أجمعين. ان نبش قبر الصحابي الجليل حجر ابن عدي الكندي، من قبل أولاد أكلة الأكباد، يعد من المخطط الكبير الذي تقوده الأنظمة العربية، والطائفيين وانشغال الشعوب فيما بينهم، من اجل الحفاظ على عروشهم التي بنيت على جماجم شعوبهم، يوهمون الناس بان بعض الطوائف تسب الصحابة، وهم لا يتورعون من نبش القبور، وهتك الحرمات، فكيف اذا كان صحابي جليل مثل حجر بن عدي الكندي!!
https://telegram.me/buratha