سعيد البدري
شكلت ردود الافعال التي تلت حادثة الاعتداء على مرقد الصحابي الجليل حجر ابن عدي (رضوان الله عليه) تراجعا خطيرا لخطاب الاعتدال واحترام وصيانة حرمات الاموات سيما من يتمتعون بالمنزلة الكريمة لدى بعض الطوائف الاسلامية الرئيسية وإنهم اتباع مدرسة اهل البيت ناهيك عن منزلة هولاء لدى العالم الاسلامي باجمعه بوصفه صحابي جليل من اصحاب النبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله وهذا ما يعتبر هزيمة لاصحاب نظرية (بمن اقتديتم اهتديتم) التي تتحدث عن فضل الصحابة ومكانتهم عند غالبية اهل السنة العظمى المهم ان ردود الفعل هذه في ظل الحرب الضروس التي نواجهها اليوم والتي تشكل بدورها تحديا كبيرا للامة والتي تتضح معالمها في سوريا العراق بشكل دقيق يعكس مدى الاستهتار بالقيم ويكشف عن زيف المروجين لها وجلهم من القتلة وشذاذ الافاق ومن جمعتهم المصالح والمخدوعين بخطاب الجهاديات الفارغة التي تنتهي بالنهاية لخدمة اعداء الاسلام من صهاينة ومستكبرين وتجار شعارات مواجهة اسرائيل الكيان المسخ فكان صمت الازهر يمثل انتكاسة خطيرة وتراجعا مقصودا لابد من تحليله والحديث عن حيثياته ففي بلد مثل مصر التي عاش اهلها يقدسون الصحابة ويجلون المراقد الدينية ويتقربون الى الله بحب الصالحين والذين يعرفون عندهم بمسميات شهيرة كالسيد البدوي والعجمي والمرسي ابو العباس وغيرهم ناهيك عن مقام رأس الحسين (ع) ومرقد السيدة زينب (ع) والسيدة نفيسة وهلم جرا فهل نصدق ان مثل التعامل الاعور ينطلق من حقيقة ان الشعب المصري لايعير اهمية لما يدور حوله او انه كان جاهلا بالتأريخ والتراث فيتأسف علماء الدين المصريين حين اقدمت حركة طالبان الجاهلة الارهابية على هدم تمثال بوذا في افغانستان بينما يتجاهلون ما اقدمت عليه فلول الجيش السوري الارهابي غير الحر بتعديها على مرقد وجثمان الصحابي حجر ابن عدي وهل ان بوذا بنظرهم اكثر قدسية منه ام ان المصلحة ومداراة شعور اتباع الديانات الاخرى كانت الدافع بينما الانحياز للحق ورفض امتداد الافكار الشاذة الى وعي الامة لا تشكل دافعا قويا بقدر ما يشكله ذاك الموقف الذي اعتبرناه انذاك واعيا ويسهم في الكشف عن عظمة علماء الامة وسعيهم لدفع شبهات الجهل و العدوانية عن دين المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ,اما الجهة الاخرى الاكثر تطرفا في السعودية واوباشهم من الاتباع الاذلاء لهم من العروبيين وغيرهم من اصحاب اللحى العفنة في باكستان وافغانستان والناصبيين في الشام وبعض مناطق شرق اسيا فمن غير المنتظر منهم ان يكونوا موضوعيين ببساطة لان الارتزاق وحده والافكار المنحرفة هي التي تحركهم وتسيرهم وفيهم من يتهدد ويتوعد بنبش قبور ائمة اهل البيت عليهم السلام في العراق ان تمكنوا منها يوما من الايام وهذا قمة التعدي والتحدي والتشفي وهو خطاب ممتد هجين ابتدعه ال بني امية وهو ليس بجديد ومن يتبنونه اليوم لاشك انهم على ذات النهج واهدافهم هي الاستمرار بالحكم والسيطرة على مصادر الثروة في البلدان الغنية التي تحكمها الاسر المارقة في مناطق نجد والحجاز وضفاف الخليج الغنية بالنفط , اننا في الوقت الذي ندين هذا التراجع الخطير والاصطفاف المقيت والازدواجية التي يتعامل بها الكثيرين في العالمين العربي والاسلامي نؤكد ان الاصوات التي ترتفع للدفاع عن الارهابيين وتدعي مشروعية حراكهم في العراق وسوريا لابد لنا معه ان نكون اكثر حذرا ونعتمد على انفسنا في الدفاع عن مقدساتنا دون الالتفات الى زعيقهم وشعاراتهم الكاذبة التي يطلقونها من منابرهم الطائفية التي تدعي المهنية والاستقلالية بينما تفتح الباب واسعا لافكار متطرفة كالتي يتبناها القرضاوي وللاسف فلا رقيب ولاحسيب ينصف المظلومين الحقيقيين الذين يتعرضون لمؤامرة كبرى يصم عنها الجميع اذانهم وهذه هي النتيجة التي افرحت اعداء الاسلام وسنرى ماهو اقسى وامر ما لم نتحد ونتصدى للمتطرفين ولكل الداعمين لهذه الافكار نقول ابشروا فستطالكم النار قريبا وقريبا جدا بأذن الله.
https://telegram.me/buratha