سالم مدلول الحسيني
ان ممايعتصر له القلب ألما ويندى له جبين الإنسانية ما أقدمت عليه زمرة عفنة من خوارج العصر وأتباع النهج الأموي والتي تطلق على نفسها جبهة النصرة بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي بطريقة لا تليق بساحته المقدسة مما أثار حفيظة واستنكار الملايين من المسلمين بل وغير المسلمين لما في ذلك من انتهاك لحرمة أصحاب رسول الله ( ص ) واعتداء على التراث . لذلك يجب على المسلمين وبكل مذاهبهم واتجاهاتهم وفي كل أرجاء العالم ان يقفوا اليوم صفاً واحدا للدفاع عن مقدساتهم ، ورموزهم ، والتصدي بحزم وقوة لهذه الانتهاكات الصارخة . إن الاختلاف بالمعتقد لا يبرر المساس بالمقدسات ، والتطاول على الرموز باعتبارهما خطا احمر لا يمكن تجاوزه والتهاون فيه . كما إن السماح بمثل هذا التعدي السافر سيكون له انعكاس سلبي على التعايش السلمي بين أتباع المذاهب والديانات مما قد يعرض السلم الأهلي للخطر سيما وانه ليس الأول من نوعه الذي تقوم به تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية ذات الفكر السلفي الوهابي ، ففي عام 2001 أقدمت جماعة ماتسمى بأنصار الإسلام بالاعتداء والنبش لقبور الشيوخ النقشبندية في إقليم كردستان . وفي مصر وليبيا والنيجر والعراق كما أقدمت تلكم الجماعات على الاعتداء على المراكز والأماكن الدينية المقدسة كالمساجد والجوامع والكنائس ، مضافا الى مهاجمتهم الأسواق والمدارس والمراكز الثقافية والشخصيات العلمية والفنية . واذا ما رجعنا الى القرن التاسع عشر نرى ان السلفيين الوهابيين في عام 1802 قاموا بغزو مدينة كربلاء المقدسة ، حيث مرقد الإمام الحسين - ع - فأقدموا على العدوان عليه وتخريبه وتدمير قبته ونهب ممتلكاته من الذهب والفضة وفي عام 2006 م، وفي محاولة منهم لجر العراق الى حرب طائفية قام التكفيريون من عصابة القاعدة بتفجير قبة ضريحي علي الهادي والحسن العسكري مما أسفر عن هدم جزء كبير منها.ثم في منتصف حزيران 2007م تم تفجير مئذنتي الضريح والتي تبلغ ارتفاع كل منهما 36 متراً والمغطاة بالذهب مما أدى إلى انهيارهما .ان الذي يغذي الفكر التكفيري هم أولئك الذين جاء وصفهم في الحديث النبوي عندما طلب من رسول الله ( ص ) ان يدعو لنجد فقال : اللهم بارك في شامنا ويمننا ، فسئل عن نجد ، فأعـاد الدعاء بمباركة الشام واليمن ، فسئل مرة ثالثة عن نجد ، فقال : هنالك الزلازل والفتن ، ومنها يطلع قرن الشيطان .والزلازل هنا لا يلزم أن تكون ذات طبيعة جغرافية ، إذ قد تنصرف إلى الحروب والقلاقل والاهتزازات والاضطرابات السياسية والاجتماعية والثقافية .وهذا ليس ببعيد إذا ما تتبعنا تأريخ هذه المنطقة فأول فتنة كادت تقضي على الأمة هي فتنة الردة بقيادة الكذاب مسيلمة وارتداد أهل نجد إلا القليل وامتناعهم عن دفع الزكاة وذلك قبل أن تفتح العراق .وبعدها فتنة الخوارج ومصدرها من نجد أيضا وبالتحديد من بني تميم وتحديداً من أبناء ذو الخويصرة التميمي كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تنته الفتن حتى وصلت الى فتنة الوهابية التي خيمت بظلالها الثقيلة على الأمة ولم يسلم من شرها حتى أتباعها اذا ما رأووا منهم تقاربا او لينا تجاه باقي المذاهب الإسلامية لا بل حتى رسول الله ( ص ) وهو اقدس المقدسات وحرمته حيا وميتا من اعظم الحرمات فانهم تطاولوا عليه صراحة كما يذكر السيد الأمين في كتاب «كشف الارتياب» ان محمد عبد بن الوهاب كان يقول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انه طارش، وان بعض اتباع هذا الشيخ كان يقول: عصاي هذه خير من محمد، لانه ينتفع بها في قتل الحية، ومحمد قد مات، ولم يبق فيه نفع، وإنما هو طارش ومضى . وقد سئل احدهم عن هدم قبة الرسول ( ص ) فأجاب بقوله : لو قمعنا بدعة من البدع المنتشرة لكان أحب إلى رسول الله من ألف ألف قبة فانشغل بعظائم الأمور لا بتوافهها .ونلاحظ انه عبر عن الأضرحة والقباب ومنها قبة الرسول ( ص ) بالبدعة وعن هدمها بالقضاء على البدع واعتبر ان الاهتمام بالقبة والسؤال عنها من التوافه هذا هو الكلام الذي يهتز منه العرش وتتفطر السموات، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً.. واذا كانت العصا خيراً من محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا يجب حبه وطاعته، والايمان به؟. ولماذا نكرر الصلوات عليه في الصلوات الخمس، ويقرن اسمه باسم الله على المأذن والمنابر، ويحتج بقوله في كل علم وفن؟. وبالتالي، فأي معنى لقوله جل وعلا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا . إناستنكار هذا الفعل الشنيع ، والجرم الفظيع ، يجب ان يكون مقروبا بمطالبة منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والمؤسسات الدينية بالشجب والاستنكار ووضع حد لتلك الجماعات المارقة على الإسلام والمتعدية لحدود الله ، ومطالبة منظمة اليونسكو بالتدخل لحماية هذه المواقع المقدسة . ولايفوتني ان اذكر المسلمين بقول رسول الله ( ص ) والذي نقلته ام المؤمنين عائشة لما سمعت بقتل حجر قالت لمعاوية بعد ان استنكرت قتلهم : قال رسول الله (ص ) سيُقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء .ولكن يظهر أن أتباع معاوية ساءهم كثيرا أنهم لم يشتركوا بقتل حجر ومن معه من أصحابه فتتبعوه رميما :ورحم الله الشاعر حيث يقول :ندموا على ان لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما
https://telegram.me/buratha